_ الفصل الثامن _

11.8K 395 9
                                    

فى صباح اليوم التالى ...  
استيقظت بتول من نومها بانزعاج ثم اعتدلت فى نومتها وهى تفرك عينها بانزعاج شديد من ذلك الضوء الذى تسلسل الى داخل غرفتها عبر النافذة المفتوحة ، فوثبت واقفة واتجهت الى النافذة لكى تغلقها وتغلق الستائر .. فوجدت ليث يجلس فى حديقة الڤيلا وهو يشرب سيجارته بهدؤء تام .. ظلت واقفة لفترة وهى تحملق به بشرود ، ثم اتجهت الى المرحاض وغسلت وجها جيداً وامسكت بالمنشفة وقامت بتجفيف وجها ، ثم ارتدت اسدالها ووضعت حجابها على شعرها وغادرت الغرفة .. القت نظرة سريعة على المنزل لتتأكد من عدم وجود امها فلم تجدها ، فستغلت الفرصة واسرعت اليه بالخارج ....
تقدمت  تجاهه بخطواط متعثرة وبطيئة ثم هتفت بصوت رقيق :
_ ليث !

رفع نظره لها ثم تمتم بنبرة عادية :
_ اهلا يابتول ، صباح الخير

اجابته بابتسامة عذبة :
_ صباح النور .. ايه انت بتشرب سجاير على الصبح اكده

رمقها بنظرة جافة ثم غمغم :
_ انا متعود على كده مش هموت متقلقيش

زمت شفتيها بخجل بسيط وأسى ، فتابع هو بنبرة جادة :
_ ايه انتى عايزة حاجة ولا ايه !؟

همهمت بنبرة تحمل المرارة :
_ انا كنت عايزة اشكرك على اللى عملته معايا يوميها ، مع انى عارفة انى مستهلش اصلا

تشدق هو بنظرات ثابتة :
_ لا شكر على واجب يابنت عمتى

ثم هب واقفاً لينصرف فهتفت هى بنبرة تحمل الندم والأسف :
_ انا عارفة زين انك معوزش تبص فى وشى حتى .. وامى بردك اكده حتى مصعب ، انا لو كان بأيدى كنت رجعت البلد بس هناك انيل من اهنه

اجابها بزمجرة :
_ مفكرتيش فى كده ليه قبل ماتعملى اللى عملتيه ده

هتفت بأعين دامعة :
_ غلطت ومفيش حد معصوم من الغلط .. انت لو مكانى كنت هتعمل ايه ؟

ارتسمت على ثغره ابتسامة سخرية وهو يتمتم باستهزاء :
_ انتى بتقارنى نفسك بيا يابتول .. ده انتى اكتر وحدة عارفة ان الراجل ميتقرنش بالست وبذات عندكم فى البلد لو حصل اى حاجة زى كده اول حد هيجيبوا العيب عليه هو البنت مش الولد مش كده ولا ايه

اجابته بضيق شديد ونبرة متذمرة :
_ عارفة زين ... بس انا سألتك سؤال واضح وعايزة اجابة بعيداً عن اللى بتقوله ده 

هتف بنبرة متصلبة :
_ انتى عارفة كويس انى مستحيل اعمل كده ، لان اللى مقبلهوش على اختى مقبلهوش على بنات الناس حتى لو كنت بحبها .. واللى ضحك عليكى ده ومثل ان بيحبك ميتقلش عليه غير حاجة وحدة انه واحد  وسخ وجبان لو كان عايزك فعلا كان راح وطلبك من عمك وامك تحت اى ظروف لكن هو هدفه من الاول اصلا التسلية واديكى شوفتى بعينك

حملقت به بنظرات زائغة بينما هو انصرف وتركها سابحة فى بحر شجونها ... فانسابت العبارات على وجنتيها بشدة ..............

رواية ( انقضاض الأسود ) الجزء الأول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن