_ الفصل الثالث _

16.4K 583 11
                                    

وقرأ مادون بالرسالة فوجدها رسالة من حياة قرأ مابها بعينه بصما والتى كانت تحتوى على استغاثة منها قائلة  " ليث تعالى بسرعة انا فى ( ...... ) " ضاقت عيناه وهو يحدق بالهاتف بصمت ، فرمقه مصعب مستغربا وتمتم بصوت رخيم :
_ مالك !؟

ناوله الهاتف بنظرات زائغة وقرأ الرسالة ثم هتف بنبرة حادة :
_ دى حياة ؟!!

اجابه ليث بخشونة :
_ ايوه انا هاروح اشوفها في ايه !

هتف مصعب بصوت رجولى صارم :
_ استنى انا جاى معاك

غادرا الاثنان الشركة بأكملها وصعد ليث بسيارة مصعب الذى تولى القيادة وانطلق بالسيارة كالبرق مخترقا تلك الالوف المكتظة بالشوارع ... صاح باليث بشئ من السخط :
_ هى مقالتلكش قبل ما تطلع انها طالعة

هتف بازدراء شديد :
_ وانا هعرف منين الهانم بتطلع وتدخل زى ماهى عايزة البركة فى ماما

                     ***

انطلقت صيحة مكتومة منها وهى تبكى بحرقة ... تتمنى ان يأتى اخيها اليها لانقاذها من ذلك المأذق الذى اوقعت نفسها به ... فا من المفترض ان تكون قد وصلت الرسالة له فهى قد قامت بارسالها منذ وان كانت بالسيارة ... اخذ الالم يشتد على يداها المكبلة بالحبال ، شدة غضلاتها وهى تفرك يديها ببعضهم محاولة احلال تلك الحبال عن يديها .. شعرت بالضعف لقوتها الضعيفة فانطلقت منها صرخة استغاثة وهى تحملق فى الظلام الدامس من حولها بنظرات مرتعدة ، اخذت عبراتها تتسارع فى السقوط واحدة تلو الاخرى وهى تشهق باكية حتى اصبحت الرؤية لديها مشوشة كادت ان تفقد وعيها من شدة تعبها ولكنها وجدت ظل احد فى ذلك الظلام الدامس لوهلة ظنته انه شبح ولكنه كان ذلك الوغد الذى يدعى ب (سامح ) .. حدقت به بنظرات ملتهبة ونارية ، اقترب منها وهتف بنبرة مستفزة :
_ متبصليش كده بس لاحسن انا بخاف ومبعرفش انام الليل

انهالت عليه بالسباب اللاعنة ... فظهرت قسمات الغضب على محياه ، فقبض على وجها بيده وهو يهتف محذرا بنبرة مخيفة :
_ مش معنى انى سكتلك تسوقى فيها .. انتى دلوقتى تحت ايدى بلاش تعصبينى لاحسن ازعلك

صاحت به متحدية :
_ لاااا ... انت واحد حيوان ضحكت عليا وفهمتنى انك بتحبنى وطلعت نوياك زبالة زيك

قهقه مرتفعا باستهزاء وهو يتمتم :
_ وانا بتاع حب برضوا والكلام الفارغ ده .. خلينا نشوف مصعب بيه هايقدر يوصلك ولا لا

قطع حديثهم صوت احد من رجاله يهتف مزعورا :
_ ياباشا فى عربية وقفت بره وشكلها عربية مصعب

انفتح بؤبؤ عينع بدهشة ثم اسرع الى الخارج ليتأكد من ماسمعه .. فرأه وهو يترجل من السيارة , بينما مصعب اشتعلت عيناه كجمرتين من النار عندما وقعت عينه عليه وادرك الامر .. ركد سامح هاربا فهتف مصعب بلهجة قوية محدثا ليث :
_ ادخل شوف حياة جوه

رواية ( انقضاض الأسود ) الجزء الأول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن