_ الفصل التاسع _

10.7K 394 4
                                    

حملق بها للحظات وجيزة بصمت تام ثم صاح بها بسخط :
_ نعم ياختى ! تتجوزى مين !!

رؤية بنبرة محتجة :
_ مصعب يافهد

انفجر بها صائحاً :
_ انتى واعية للى بتقوليه ولا اوعيكى انا بمعرفتى 

رؤية بثبات :
_ انا واعية للى بقوله !

استمر فى صياحه بها وهو يهتف :
_ مصعب ده لو اخر راجل فى الدنيا مستحيل اقبل انى احط ايدى فى ايده اصلا .. وبعدين انتى ايه يخليكى تقولى حاجة زى كده

تنهدت بقوة وهى تحاول استرداد قوتها فقلبها ولسانها يعجز عن نطق تلك الكلمات ولكنها مجبرة على فعل ذلك :
_ بس انت مجبر توافق يافهد لان انا ومصعب كنا على علاقة من فترة

وقف متصلباً كالصنم وهو يحدج بها بذهول وكأنه دلو من الماء البارد سكب فوق رأسه .. هيمنت عليه حالة من الصمت المرير والصدمة .. ولكن ضربت الاشارات بعقله وافاق من صدمته وهوى كف يده بقوة على وجنتها فسقطت فوق الاريكة من شدة صفعته لها .. ثم جذبها من خصلات شعرها وهو يصيح بها كالغول :
_ بتقولى ايه ! .. عيدى اللى بتقوليه ده تانى كده علشان سعتها اكون قاتلك بأيدى يارؤية

انسابت عباراتها على وجنتيها وهى تهتف متوسلة :
_ فهد ... سيب شعرى ابوس ايدك

وكأنه قد غشى على عينه وهو يصيح بها :
_ اسيب شعرك انتى لسا شوفتى حاجة .. اللى بتقوليه ده صح

اؤمات رأسها له ببكاء شديد فصفعها مجدداً ولكن كانت تلك المرة اقوى من السابقة واستمر فى صياحه وهو يقول :
_ ازاى .. ازاى ده انتى مبتسبيش المصحف من ايدك ! ، انا بثق فيكى اكتر من نفسى ، ده انا بفتخر بيكى قدام الناس تقومى تعملى كده !

اجهشت فى البكاء اكثر بصوت مرتفع وتمنت لو ان الارض تنشق الى نصفين وتبلعها او تنزل صاعقة من السماء وتقتلهل بأرضها ... قبض على ذراعها وهو يهتف بأعين تطرأ بشرارة الوعيد وخفوت مرعب :
_ عايزة تتجوزيه .. هتتجوزيه بس مش قبل مانصفى حسابنا مع بعض

ثم دفعها بقوة فسقطت على الارض واتجه هو تجاه غرفته واخرج سلاحه من الخزانة ثم وضعه ببنطاله اسفل ملابسه  وعندما وجدته يضع السلاح ببنطاله وهو يهم بالخروج هرولت تجاهه وهو تهتف بزعر :
_ هتعمل ايه يافهد اوعى

لم يعيرها اهتمام  وغادر المنزل مسرعاً ... اخذت تبكى وتشهق وهى تتمتم بصوت متألم :
_ لا يافهد ... لا

                        ***

ترجل من سيارته وهرول راكداً الى مكتب مصعب الالفى .. حاولت السكارتيرة منعه من الدخول ولكنه دفعها برفق بعيداً عن طريقه ودلف الى الداخل .. فهتفت هى محدثة مصعب بشئ من الخوف والضجر :
_ انا اسفة يافندم بس الاست....

هب واقفاً بشموخ وهو يهتف مقاطعاً اياها :
_ اطلعى انتى

وبمجرد خروجها اتجه فهد تجاهه وكور قبضة يده ثم لطمه بقوة فى وجه ..  فرمقه مصعب بنظرة شرسة ثم لطمه هو الاخر فى وجه وهو يصيح به :
_ انت اتهبلت ولا ايه !

رواية ( انقضاض الأسود ) الجزء الأول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن