_ الفصل الثاني عشر _

11K 381 9
                                    

دلفت الى الداخل فوجدته يقف فى انتظارها وهو يحدج بها بريبة شديدة ، فتمتمت هى فى ارتباك بسيط :
_ اسفة انى جيت من غير معاد وازعجتك

اجابها فهد بنبرة رجولية :
_ ايه اللى بتقوليه ده ياحياة تعالى اتفضلى

تقدمت اليه وجلست على احد المقاعد فجلس هو امامها ومازالت نظراته تتساءل عن سبب مجيئها هذا فهتف فى فضول :
_ خير ياحياة فى حاجة ولا ايه !؟

تنفست الصعداء بقوة ثم غمغمت فى توتر بسيط :
_ انا جاية اتكلم معاك بخصوص رؤية

اعتدل فى جلسته اكثر ورجع بظهره للوراء وهو يهتف بنبرة قاسية :
_ رؤية باللى عملته ده خسرتنى ولو كنتى جاية علشان تخلينى اسامحها فأنصحك بلاش

حياة بامتعاض :
_ معقول يافهد يعنى بالسهولة دى صدقت الكلام ده !

مط شفتيه فى عدم اقتناع وهو يتمتم :
_ ان جيتى للحق فأنا مش قادر اصدق حتى الان بس مجبور اصدق

اجابته فى حرارة :
_ لا انت مش مجبور تصدق حاجة مش صح

سلط نظره عليها بشدة وهو يهتف بترقب :
_ قصدك ايه ؟؟!

اصدرت تنهيدة قوية ثم تمتمت بخشوع :
_ انت مشوفتش حالة رؤية ازاى من ساعة اللى حصل ده وانت اكتر حد محتجاه جنبها دلوقتى .. انت عارف ان رؤية غالية اوى عندى فمقدرتش اشوفها بالحالة دى واسكت

هتف فى استياء بسيط :
_ حياة قولى اللى عايزة تقوليه ؟

اجابته فى نبرة قوية :
_ رؤية مكنش في بينها وبين مصعب اى حاجة من الاساس

تقلصت عضلات وجهه وهتف بنظرة شرسة :
_ هى قالتلك كده !؟

اؤمات رأسها له بوجه عابس ، فوثب واقفاً وهو يصيح فى غضب عارم :
_ كنت حاسس بكده ومكنتش مطمن للموضوع ، اكيد اخوكى عديم الضمير ده هددها وقالها لو معملتيش كده هسجن فهد ورؤية طبعا صدقت

انزعجت بشدة عندما ذكر اخيها بتلك الطريقة وهبت واقفة الاخيرة وهى تهتف فى انزعاج شديد :
_ اللى فهمته يافهد ان انت اللى بدأت العداوة بينك وبين مصعب لما حاولت تقتله !

صاح به بنظرة مخيفة :
_ ياشيخة يارتنى كنت قتلته وارتحت !

حدقت به حياة فى غيظ ثم صاحت فى حدة :
_ يعنى مصعب كان عنده حق وانك فعلا حاولت تقتله

مسح بكف يده على وجهه فى انفعال شديد وهو يتأفف ، كانت عيناه مشتعلتان بالنيران الحارقة ، وكان  يجاهد فى كظم غيظه ، ثم استدرا وولاها ظهره وهو يلتزم الصمت حتى لاتخرج الكلمات من فمه كالخنجر الطاعن ، فأومات هى رأسها فى تفهم وتمتمت فى نبرة ضجرة وهى تبتسم ساخرة :
_ جوابك وصلنى خلاص ..  واسفة لو كنت ازعجتك يافهد بيه !

ثم غادرت المكتب مسرعة ، فضرب هو الحائط بقبضة يده بقوة فى اغتياظ .........

                          ***

رواية ( انقضاض الأسود ) الجزء الأول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن