_ الفصل الرابع عشر _

10.6K 399 7
                                    

تقلصت عضلات وجهه عندما لم يجدها واصبحت نظراته مخيفة وهو يتوعد لها ان كان مايخطر بعقله صحيح ، فصاح منادياً على عمته فأتت اليه مسرعة وهى تهتف فى قلق :
_ فى ايه ياولدى مالك !؟

مصعب فى غضب عارم :
_ رؤية راحت فين ؟

ادارت نظرها بالغرفة ثم هتفت فى تعجب :
_ هى مطلعتش من الصبح من اوضتها وانا فكراها اهنه هتكون راحت وين يعنى

مصعب بنظرات ثاقبة فى ترقب :
_ يعنى من ساعة ماصحيتى مشوفتهاش ياعمتى

هتفت سندس نافية :
_ لاه ياولدى ولا شفتها .. اتصل بيها شوفها وين راحت !!؟

ضغط على شفاه السفلى بغيد وغضب ثم امسك بهاتفه واجرى اتصال بها .. لم تجيب عليه فضغط على الهاتف بيده حتى كاد ان يكسره بين يديه

هفتفت سندس فى قلق :
_ اهدى يامصعب ممكن تكون راحت تجيب حاجة وجاية

صاح فى ضجر ونبرة متوعدة :
_ ده انا اللى هجيب اجلها !

ثم امسك بهاتفه واجرى اتصال بأحدهم فأجابه الرجل قائلاً :
_ الو يامصعب بيه

مصعب فى صوت جهورى :
_ انت ياحيوان انا مش قولتلك تخلى عينك عليها لو طلعت من البيت او اى حاجة

اجابه الرجل فى نبرة هادئة تماماً :
_ اهدى ياباشا انا عملت اللى انت قولتلى عليه

هتف فى نبرة مترقبة :
_ طيب قول راحت فين ؟

هتف الرجل فى جدية :
_ بعد ماحضرتك طلعت من البيت الساعة 5 الفجر  هى طلعت الساعة 6 من البيت راحت عند اخوها قعدت لغاية الساعة 2 ونص بعدين طلعت وقاعدة دلوقتى فى كافتريا ( ..... ) وحدها

اجابه مصعب فى خفوت قاسى :
_ هى قدام عينك دلوقتى

_ ايوه

مصعب بنبرة رجولية صارمة :
_ طيب انا جاى

انهى الاتصال معه وهو بالرحيل فقبضت سندس على يده وهى تهتف فى خوف :
_ خير ياولدى رؤية بخير

اجابها مصعب بنظرات وحشية لا تشير بخير مطلقاً :
_ اترحمى على بنت اخوكى !

ثم دفع يدها وغادر المنزل مسرعاً بينما هى كانت متصلبة بمكانها وتتسع مقلتى عينها بشدة واستحوذ عليها حالة من الزعر والهلع والخوف وهى تتمتم فى صوت شبه مرتجف :
_ يارب استر يارب

                         ***

كانت جالسة على احد الطاولات فى شرود تام تتذكر طفولتها بجانب ابيها وامها واخيها ، كيف كان ابيها يثير اشواقها لدرجة الاشتعال عندما يحضر لها مفاجئة  ، ولكن تغير جعلت منه النقود شخص اخر جعلته قاتلاً ( قاتل اخيه ) من اجل النقود ياريته فهم ان هذه الدنيا فانية وستخرج منها كما دخلت اليها من دون اى شئ لن يبقى اليك سوى اعمالك الصالحة .. كانت غائصة فى جلباب فضفاض وخمار ، تتجسد جواهرها كلما خفق النسيم بجلباها كأنها جمرات تحت رماد ... كانت تتذكر ايضاً كيف كانت تتمنى ان يكون زوجها رجل متدين ذو خلق ، حافظ لكتاب الله ( القراءن الكريم ) لايضيع صلاته وفرضه ، يرعاها امام الله ، ولكن جعل الله مصعب من نصيبها وكما يقول الله تعالى "  وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا "
توقفت سيارته امام ذلك المقهى وترجل منها ثم دلف الى الداخل ، اخذ يدور بنظره بالمكان باحثاً عنها فوجدها جالسة على احد الطاولات فى شرود ووجه عابث ، تقدم نحوها ثم ضرب بقبضة يده على الطاولة وهو ينحنى بجزعة للامام ويهتف فى نبرة تحمل القليل من الغطرسة  :
_ طاب كنتى قولتيلى كنت جيت قعدت معاكى بدل ماتقعدى وحدك كده حتى كنت ونستك !

رواية ( انقضاض الأسود ) الجزء الأول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن