_ الفصل الأربعون _

11.8K 347 1
                                    


ركد نحوها وكانت يديه تطوقها قبل ان تلمس رأسها الارض ... حملها على ذراعيه ووضعها على الفراش ثم هتف قائلاً فى هلع :
_ رؤية ... رؤية !!

حاول افاقتها بكل الطرق ولكن لم ينجح فأجرى اتصال بأحد الاطباء وبعد مرور مايقارب النصف ساعة اتى الطبيب واجرى فحصه عليها ثم خرج ، فلحقه هو وتمتم متسائلاً فى اهتمام :
_ خير يادكتور ايه سبب اللى حصل ده

اجابه الطبيب مبتسماً :
_ خير  ان شاء الله.. المدام حامل فى نهاية الشهر الاول تقريباً  ، هى واضح انها اجهضت نفسها الفترة اللى فاتت وكمان هى جمسها ضعيف فايريت يبقى فى عناية اكتر من كده والعلاج ده لازم تاخده على انتظام

مصعب بصوت رجولى خشن وهو يتناول من يده الورقة :
_ تمام شكرا يادكتور

غادر الطبيب المنزل بينما هو فارتسمت ابتسامة رائعة على ثغره بمجرد تذكره لجملته " المدام حامل فى نهاية الشهر الاول تقريباً "

دلف اليها بالغرفة وجلس الى جانبها وهو يلمس على شعرها بنعومة فتمتمت هى فى تسائل :
_ ايه قالك الدكتور يامصعب اكيد انميا وضعف مش كده

اجابها بنظرات تكاد تحتضنها :
_ لا حمل !!

حملقت به فى صدمة وتمتمت بعدم تصديق :
_ بتتكلم جد ولا بتهزر !!؟

مصعب بنبرة قوية :
_ انا امتى كنت بهزر فى مواضيع جد زى دى

ارتسمت ابتسامة واسعة على ثغرها ثم ارتمت داخل احضانه فى سعادة بالغة اما هو فشدد من ضمها الى اليه بشدة حتى كادت ان تندمج به ويصبحا شخص واحد !! ... دفن وجهه بين عنقها وهو يمسح على شعرها نزولاً الى ظهرهها ، ظلا هكذا الى مايقارب الخمس دقائق  حتى ابتعدت هى عنه لترى ابتسامته التى اشتاقت لها كثيراً ، منذ وفاة عمتهم لم ترى تلك الابتسامة على وجهه ، وجدته ينحنى اليها ويقبل جبينها قبلة مطولة ثم تمتم بنبرة شبه مبتسمة :
_ انا هروح اجبلك العلاج واجبلك اكل وراجع

أومات رأسها له فى ابتسامة صافية فهب هو واقفاً وانصرف .................

                             ***
كان يتمشيان على شاطئ البحر وهو يضمها الى صدره فتمتمت هى فى نفاذ صبر وخنق :
_ ليث انا تعبت من كتر المشى بقى اوف

اجابها فى ضيق واضح :
_ اكتمى خالص يابتول علشان انا رجلى مش حاسس بيها والدنيا شمس وحاجة قرف معرفش الدكتورة بتاعتك دى مين مصلطها علينا دى متخلفة والله تمشى فى الصبح نص ساعة وفى الشمس ليه حد قالها انك عندك الحصبة

عجزت عن كبت ضحكتها فأصدرت ضحكة مرتفعة وهى تتمتم من بين ضحكاتها :
_ يلا بينا نروح وبليل نبقى نتمشى براحتنا

اتسع بؤبؤى عينيه وهو يتمتم قائلاً فى دهشة :
_ وهو لسا فى بليل انا جالى ضربة شمس اصلا ، الدكتورة دى مش هتروحليها تانى فاهمة

رواية ( انقضاض الأسود ) الجزء الأول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن