_ الفصل الثامن عشر _

11K 374 8
                                    

حدق بها من مسافة قصيرة وهو يتجه نحوها وفوراً تذكرها ، فهتفت هى فى غيظ عندما توقف امامها :
_ انت بتعمل ايه هنا يا استاذ انت !

اجابها فى نبرة قوية :
_ انتى مستعندانى بقى .. اكيد انتى وحدة من الخدم صح !

صاحت به فى انفعال :
_ خدم فى عينك لتكون اعمى  هما الخدم مناظرهم اكده

اجابها فى خنق وإيجاز :
_ اه عندك حق بيكونوا انضف من كده

اشتعلت عيناها كجمرتين من النيران وهى تحدق به فى سخط وهمت بأن تنهال عليه بالسباب اللاعنة فوجدته يهتف بنبرة محذرة :
_ الزمى حدودك معايا يا انسة احسلك

صاحت به فى استياء :
_ هتعمل ايه يعنى ! .. انت لسا متعرفنيش وانصحك انا انك تحترم نفسك معايا بدل ما اندمك

اصدر ضحكة بسيطة وتمتم فى استخفاف :
_ الحقيقة انا متحمس جدا علشان اشوف هتندمينى ازاى .. بس المهم دلوقتى ليث قاعد صح

وجدو ليث يخرج من الباب ويتجه نحوهم فهتف فى صوت رجولى حاد :
_ بتعملى ايه يامودة هنا !!؟

اجابته فى ضيق واضح وهى ترمق مؤيد بنظرات نارية :
_ لا ابدا الاستاذ بس كان بيسألنى عليك ... عن اذنكم

ثم انصرفت مسرعة نحو غرفتها لتخرج شحنة الغضب المترامية داخلها ...... بينما مؤيد فتمتم فى فضول واضح :
_ مين دى ياليث ؟

اجابه فى نظرات ضيقة :
_ ليه !!؟

مؤيد فى هدؤء :
_ لا اصل بشبه عليها

هتف ليث وهو يرفع احد حاجبيه :
_ لا متشبهش لانها اصلا مكنتش هنا يعنى اكيد مش هيا اللى بتشبه عليها

مؤيد فى ابتسامة :
_ ماشى بس مقولتش برضوا مين دى

ليث فى نبرة لئيمة وقوية :
_ فى ايه يامؤيد !!

تجاهل سؤاله وتمتم فى نبرة شبه متأكدة :
_ بنت عمتك صح

ليث فى نظرات دقيقة :
_ اممممم .. ويلا يامعلم علشان منتأخرش

تمتم فى تساءل :
_ ايه انت جاى الشركة

_ ايوه

_ وجيت الملفات معاك

تمتم ليث فى إيجاب :
_ ايوه مصعب كلمنى وقالى

                      ***

فتحت عينها وهى تفركهم بيدها .. بعد ان قضت ليلها من دون ان ينم لها جفن وغفيت من دون ان تشعر بعد ان قضت صلاة الفجر .. وتذكرت ايضا انه لم ينم هو الاخر .... اعتدلت فى جلستها ودرات بنظرها بالغرفة باحثة عنه فلم تجده .. نهضت من فراشها واتجهت نحو المرحاض وغلست وجهها بالماء وتأملته ، كم كان شاحب ولونه يميل الى الصفار ، وعيناها السوداويتين  اللامعة من العبارات المتلقلقة فى بؤبؤيهم ... ارتدت نظاراتها واتجهت الى الخارج وجلست على فراشها وبدأت تقول اذكار الصبح وهى شاردة فى شجونها الثائرة ..  فانفتح الباب ودلف منه وهو يحمل بيده عدة اكياس لاتعلم مابداخلهم ... اخذت تحدج به بأعين جامدة وثاقبة ، فوضع هو بعض الاكياس امامها وهو يتمتم فى جفاء :
_ خدى جيتلك شوية هدوم بدل اللى اتحرقوا فى البيت

رواية ( انقضاض الأسود ) الجزء الأول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن