_ الفصل السابع _

12.7K 430 10
                                    

ظل يحدق به للحظات وجيزة وقسمات الدهشة والذهول بادية على محياه ثم غمغم جاداً :
_ انت متأكد من الكلام ده

اجابه الظابط بجدية مماثلة له :
_ طبعا متأكد يامصعب

حك مؤخرة ذقنه وهو يجاهد فى كظم غيظه ثم تابع بخشوع متصنع  :
_ طيب والمصنع

_ المصنع قريب جدا هنعرف مين اللى عمل كده ، انا يعتبر قدرت اوصل لطرف الخيط وقريبا هاكون عرفت مين اللى عمل كده

اؤما رأسه له بوجه متهجم فهتف الظابط قائلا :
_ هااا حابب تتنازل عن القضية ولا نحب نمشى فى الاجراءت اللازمة

صمت قليلا وهو يحدج به بعينان ثاقبتين النظر ثم هتف بثبات :
_ هاتنازل !

_ تمام

ثم هب مصعب واقفا فى شموخ ومد يده ليصافحه فتمتم الظابط :
_ شرفتنا يامصعب

ابتسم له ابتسامة لم تصل الى عينه ثم انصرف مغادراً قسم الشرطة بأكمله ... صعد بسيارته ، ولهيب الشر يزداد اشتعالا داخله ، اعصابه الملتهبة تتوعد للجميع بعقاب عسير  .. جعل يترنح من شدة الانفعال وهو يتمتم بنبرة تحمل فى طيأتها الوعيد :
_   صبركم عليا .. خلى حساب بهيرة بعدين .. نبدأ برشوان الاول

ثم ارجع رأسه للوراء وهو يفكر بشئ ما ، فارتسمت على ثغره ابتسامة شيطانية وتمتم :
_ انا كنت بفكر فى الموضوع ده من زمان واهى جاتلى الفرصة لحد عندى ...... ثم اعتدل فى جلسته وانطلق بالسيارة كالسهم متجها الى منزل رشوان الالفى

                       ***

وجدت هاتفها يصدر رنينه المرتفع هرولت اليه واجابت بتلهف :
_ الو يافهد

فهد بصوت مرهق :
_ ايوه يارؤية

رؤية بعتاب :
_ كده برضوا متتصلش بيا وبرن عليا مبتردش

فهد بصوت ضعيف :
_ الموبايل فصل شحن انتى عاملة ايه

رؤية فى حرارة :
_ انا كويسة الحمدلله .. بابا عامل ايه

تنهد بقوة واصدر زفيراً حاراً ثم تمتم بصوت شبه حزين :
_ بابا اتوفى يارؤية .. بمجرد ماوصلت واتكلمت معاه وطلعت من عنده بعدها بخمس دقايق بظبط كان اتوفى

وضعت كف يدها على فمها بصدمة ، احست وكأن كلماته حنجر اصابها به فى صدرها ، و شعرت بضيق نفسها ، جعلت تلهث انفاسها المتسارعة وهى تبكى بصمت ... تمتم فهد فى قلق بالغ :
_ رؤية انتى كويسة ردى عليا ، رؤية

اجابته بصوت باكى :
_ نعم

تمتم فى حنو :
_ انا مكنتش عايز اقولك والله فى التلفون بس مينفعش مقولكيش ، انا بأذن الله بعد بكرة هرجع

اجابته بنبرة باكية :
_ ترجع بالسلامة ان شاء الله

الغى الاتصال معها وقلبه يؤلمه على شقيقته .. بينما هى اخذت دموعها تنساب على وجنتيها بغزارة وقلبها يعتصر من الالم ، اخذت تردد بعض أيات القرأن لتهدأ من حزنها والمها .. فانتفضت واقفة عندما سمعت ذلك القرع الشديد والمخيف على الباب كأنه وحش هائج ... كانت تنتظر ان تذهب الخادمة ( سماح  ) لتفتح الباب ولكن تذكرت انه اليوم عطلتها ، جعلت تتساءل من الطارق ومن سوف يأتى لهم .. جففت دموعها وهى تردد بصوت خافت ومرتعد :
  بسم الله الرحمن الرحيم ، فى ايه !

رواية ( انقضاض الأسود ) الجزء الأول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن