_ الفصل الثلاثون _

11.1K 364 12
                                    

دلف طارق الى غرفتهم ولكن تسمر مكانه وشحذت عيناه فى ذهول عندماً رأى زوجته ملقية على الارض والدماء من حولها ! ... هرول نحوها وجثى على ركبتيه امامها وهو يهتف فى فزع :
_ صفا .. صفا ياحبييتى ردى عليا

لم يجد منها رد ومنظر الدماء اصابه بالهلع اكثر فهب واقفاً وجلب احد العبائات من خزانتها وحجاب والبسها الغبائة سريعا ووضع الحجاب على رأسها ثم حملها على ذراعيه وهرول بها الى خارج المنزل وهتف محدثاً ابنه :
_ تعالى ورايا يامالك يلا

ركد الصغير خلفه فى نظرات مرتعدة عندما رأى الدماء تسيل من امه ................

                             ***
اخذ يسير اياباً وذهاباً امام غرفة العمليات فى قلق شديد فتقدم نحوه صغيره وهو يتمتم فى أعين دامعة :
_ ماما مالها يا بابا

انحنى نحوه وقبل وجنته وهو يتمتم فى دفئ :
_ ملهاش ياحبيبى كويسة بس تعبت شوية والدكتور بيكشف عليها

عانق الصغير ابيه بشدة فى بكاء وبعد مرور دقائق عديدة خرج الطبيب من الغرفة فأسرع نحوه وهو يتمتم فى صوت لاهث :
_ خير يادكتور

اجابه الطبيب فى هدؤء ووجه عابس :
_ المدام كانت حامل ومع الاسف حصل اجهاض الواضح انها مهتمتش بنفسها او كانت بتشيل حجات تقيلة ... على العموم هى كويسة الحمدلله الله بس لسا مفاقتش من البينج وياريت تجيب العلاج ده

تناول الورقة من يد الطبيب ثم رحل فمسح هو على وجهه فى أسى وكأبة وهو يهمس :
_ اللهم اجرنى فى مصيبتى واخلف لى خيراً منها

اخرج هاتفه واجرى اتصال بحياة .. وبعد رنات عديدة اجابت عليه قائلة :
_ الو

اجابها فى صوت مجهد :
_ الو يا حياة تعالى على مستشفى ( ......... )

هتفت فى زعر :
_ مستشفى ليه صفا ومالك كويسين يا طارق

تمتم فى صوت واضح عليه الشجن :
_  صفا كانت حامل واجهضت وانا هضطر انى اروح اجبلها العلاج وخايف لتفوق وانا مش موجود فتعالى علشان تقعدى معاها مش عايز اسيبها وحدها

اجابته حياة مسرعة بدون تردد :
_ حاضر حاضر جاية حالاً

كانت تجلس بجوارها رؤية فهتفت متسائلة فى قلق :
_ مالها صفا يا حياة

حياة فى نبرة مرتعدة :
_ بيقول كانت حامل واجهضت لازم اروحلها دلوقتى

هتفت رؤية مسرعة :
_ استنينى وانا كمان هروح البس واجى معاكى

أومات رأسها لها ثم صعدت الى غرفتها سريعاً لترتدى ملابسها وتذهب لها ....................

                                ***
دلف الى الغرفة وجلس على احد المقاعد امامها وكذلك مالك اتخذ مقعداً بجانب والده ... كان يحدق بها فى شرود والشجن واضح على محياه لا يعلم كيف سيخبرها .... مرت دقائق عديدة حتى فتحت هى عينيها ودرات بنظرها بالمكان وهى تتمتم قائلة فى صوت متعب :
_ طاا...ر.. ق .. طارق

رواية ( انقضاض الأسود ) الجزء الأول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن