_ الفصل الرابع _

15.7K 513 2
                                    


هرولت راكدة نحو غرفتها واغلقت الباب بقوة ثم انفجرت باكية تاركة العنان لعبراتها السابحة فى مقلتيها وهى تستند بظهرها على الباب ثم جثت على الارضية .. ضامة ساقيها الى صدرها وهى تدفن رأسها بينهم ويزداد صوت بكائها وشهقاتها ، كانت غارقة فى ثنايا شجونها الثائرة تخشى فقدان امها فما اصعب من فراق الاحبة لم يشعر به الا من اذاق المه .. لم تعلم كم مر من الوقت وهى جاثية على الارضة وواضعة رأسها بين ساقيها ، الا عندما صك سمعها صوت طرق الباب من خلفها فهتفت بصوت مبحوح :
_ مين ؟

استمعت الى صوت اخيها وهو يختف بصوت رخيم :
_ انا يارؤية افتحى

نهضت من على الارض وجففت دموعها سريعا حتى تخفى أثار بكائها وقامت بفتح الباب وهى تتصنع القوة والثبات امامه .. فحدق فهد بعينها للحظات قصيرة ثم دلف الى الداخل واغلق الباب بكل هدؤء وجذبها من يدها واجلسها على طرف الفراش ، وجلس الاخير بجانبها وهو يهمهم برقة :
_ رؤية متخافيش ماما هتبقى كويسة بأذن الله ده شوية تعب بسيط

اجابته بنبرة متشنجة :
_ لا يافهد ماما عندها القلب حالتها متأخرة و.....

فهد مقاطعا لها وهو مازال متحفظا بهدؤءه :
_ والدكتور قال لو العملية متعملتش خلال يومين لقدر الله ممكن يحصل وفاة صح .. هو الدكتور ايه عرفه هاتموت امتى ولا فاضلها قد ايه ، دى حاجة فى علم الغيب ميعلمش بيها الا ربنا والله سبحانه وتعالى قال " أن ....

اجابته مقاطعة له مكملة الأية قائلة "  إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ "

مد يده ولامس بأصابعه على وجنتها وهو يتمتم بحنو :
_ ما اهيكى عارفة خلاص بقى مش عايز اشوف الدموع دى تانى

ارتمت داخل احضان اخيها وكأنها تستمد القوة منه ثم اخذت شهيقا واخرجته زفيرا قوى محاولة تهدئة روعها

                      ***

هبطت حياة  الدرج مهرولة لكى ترى عمتها فوجدتها تجلس على احد المقاعد باسترخاء .. فهتفت بابتسامة مشرقة :
_ عمتى

نهضت من مقعدها وعلت وجها ابتسامة عذبة وهى تهتف :
_ حياة تعالى ياحبيبتى

هرولت اليها معانقة ايها بحرارة فهتفت عمتها ( سندس ) قائلة :
_ ميتا ( امتى ) جيتى اهنه اللى اعمله انك انتى واخواتك محدش بيجى عند مصعب اهنه

حياة بصوت رقيق :
_ عادى ياعمتى حبيت اقعد شوية هنا بعدين انا كمان مش زى ماما وصفا

غمغمت سندس عابسة بنظرات متحسرة  :
_ صفا ..  ربنا يهديها ياارب ، جوليلى انتى عاملة ايه وحشانى جوى انتى وليث وحتى صفا والله

رواية ( انقضاض الأسود ) الجزء الأول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن