_ الفصل الرابع والعشرون _

10.2K 343 3
                                    

رفعت رأسها بتثاقل وهى تتألم بشدة وتصدر أهات متألمة .. نظرت الى جانبها فوجدته فاقد الوعى ، وهناك أثأر دماء وجرح بسيط على جبينه ، فهتفت فى نبرة مرتعدة وهى تهزه :
_ فهد .. فهد

لم تجد استجابة منه فتذكرت انه يوجد فى حقيبتها زجاجة عطر خاصة بها .. اخذت تبحث عن حقيبتها بالسيارة فى تلهف وخوف فوجدتها ملقية فى السيارة اسفل قدمها ، انحت والتطقتها واخرجت منها زجاجة العطر وحاولت افاقته بها ، فأستجاب معها اخيراً وفتح عينه ببطئ شديد وهو يصدر اه متألماً ويضع يده على راسه فى ألم ... فهتفت هى فى نبرة قلقة :
_ فهد انت كويس

اجابها فى صوت ضعيف ومتألم :
_ كويس كويس ... انتى كويسة ؟

حياة فى صوت لاهث :
_ انا كويسة الحمدلله .. بس اتخضيت عليك لما لقيتك فاقد وعيك !

ابتسم لها فى حنو ... فأخرجت هى من حقيبتها منديل صغير ومدت يدها لتمسح الدماء السائلة على جبينه .... غير مدركة لما تفعل ، لم يمنعها هو بل ترك يداها الناعمة تكوى جرحه لعلها تستطيع تضميد جرحه الخارجى .. كان يتابعها بنظراته الشبه عاشقة ، واخيراً انتبهت هى الى نظراته وادركت ما تفعله فأبتعدت مسرعة وسحبت يدها عنه وهى تهتف فى توتر شديد وخجل :
_ انا اسفة مكنتش اقصد

ابتسم لها فى نظرة ذات معنى وهو يتمتم :
_ اسفة على ايه بس !

ثم اخذ منها المنديل واكمل ما كانت تفعله وتابع فى نبرة مهتمة :
_ انتى كويسة محصلكيش اى حاجة ؟

اجابته فى هدؤء :
_ كويسة ... بس ازاى الفرامل باظت كده !!

تنهد بقوة وهو يتمتم بنظرات هادئة :
_ معتقدش ان فى حد ورا الموضوع لانى كنت راكب العربية ومفيش اى حاجة وبعد ما روحت الڤيلا عندكم وركبتى معايا حصل ده  يعنى انا مسبتش العربية علشان حد يقدر يلعب فيها .. ممكن تكون علقت او باظت زى مابتقولى

اجابته فى تأييد لرأيه :
_ انا قولت كده برضوا

تمتم فى هدؤء مشجع :
_ ايه هتروحى الكلية ولا خلاص

حياة فى ابتسامة شبه ساخرة   :
_ لا كلية ايه خلاص بقى

فهد فى نبرة رجولية خشنة :
_ طيب انزلى يلا هناخد تاكسى واروحك البيت وبعدين اروح انا لاحسن حاسس ان جسمى مكسر

حياة فى اهتمام شديد :
_ طاب والعربية هتسيبها كده

هتف ضاحكاً :
_ وانتى مالك بالعربية ياستى ابقى ابعت اى حد ياخدها يوديها الورشة .. انزلى يلا

أومات رأسها له فى إيجاب وابتسامة رقيقة ... ترجلت من السيارة فشعرت بألم شديد فى قدمها ، اخذت تتحرك ببطئ فوجدته يتقدم نحوها ويمسك بيدها ويحسها على السير ... ثم اوقف سيارة اجرة واستقلا بها ...............

رواية ( انقضاض الأسود ) الجزء الأول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن