_ الفصل الثاني _

20.8K 565 8
                                    


اعتدل فى جلسته سريعا وهو يهتف بزعر :
_ فى ايه ؟!

اجابه الرجل وهو يلهث انفاسه :
_ فى حريق كبير فى مصنع حضرتك ومش عارفين نطفيه واتصلنا بالمطافى وجاية دلوقتى

اشتعلت عيناه واصبحت كجمرتين من النار المشتعل وقذف الهاتف على الفراش ثم وثب واقفا وارتدى ملابسه فى خلال لحظات لا تعد وغادر القصر راكدا

     
                        ***

بعد انتهاء رؤية من درسها هبطت الى اسفل وظلت واقفة بأحد الاماكن المختبئة عن اعين الناس قليلا منتظرة السائق الخاص بها ... اخذت تردد قائلة بختق :
_ استغفر الله العظيم الذى لا اله الا هو الحى القيوم واتوب اليه ... انا مبحبش وقفة الشارع دى ابدا لا حول ولا قوة الا بالله 

وجدت شاب قادم تجاهها ... دققت النظر به فتعرفت عليه جيدا ، فهو صديق شقيقها ، اعتدلت اكثر فى وقفتها بحياء بينما هو وقف امامها مباشرة على بعد سنتيمترات ليس بقريبة وبادر بعذوبة  :
_ ازيك يا انسة رؤية

ابتسمت له بلطف وهى تهتف :
_ الحمد لله بخير يا استاذ شادى

هتف وهو يتنحنح بنبرة رجولية :
_ اى مساعدة .. خير واقفة كده ليه ؟!

اجايته بجدية بسيطة :
_ لا ابدا اصلى مستنية السواق

_ ممكن اوصلك لان مينفعش تقفى فى الشارع كده

هتفت معارضة بحزم ونبرة شبه ممتنة :
_ لا شكرا كتر خيرك ، مش عايزة اتعبك هو اكيد جاى دلوقتى .. كمان مينفعش اركب مع حضرتك فى العربية وحدى

لم يصدمه ردها لانه يعلم جيدا انها دوما حازمة فى مثل هذه المواضيع ، حك مؤخرة رأسه وهو يهتف بخشونة :
_ اممم معاكى حق .. طيب ادينى رقم السواق اتصل بيه اشوفه فينه

رؤية باسمة :
_ ملوش داعى ده كله والله يا استاذ شادى

شادى بنبرة شبه قوية :
_ لا طبعا ازاى !

همت بأن تجيب عليه ولكنها وجدت سيارة السائق تقف امامهم فألقت السلام على شادى وغادرت .. بينما هو ظل مصوب نظره على السيارة وهى تتوارى عن ناظريه بنظرات غامضة ثم تنهد بعمق وانصرف هو الاخر مستقلا بسيارته منطلقا بها .....

                      ***

ترجل من سيارته مهرولا تجاه المصنع فوجد جزء كبير منه محترق ويسوده اللون الاسود .. استطاعوا اطفاء النيران ولكن بالطبع لم يتمكنوا من منع الاذى والخسائر التى لحقت بهم .. وقف امامه وهو مندهشا ثم مسح على فروة شعره بغضب جلى ... اسرع الى الداخل فوجد مؤيد بداخله وهو يتحدث مع احد الظباط ... القى نظرة دائرية بنظرات حادة كالصقر ثم تقدم نحوهم فرحب به الظابط قائلا :
_ اهلا يامصعب بيه

مصعب بصوت خافت ومرعب :
_ حصل ازاى الحريق ده

مؤيد بنبرة جادة :
_ الحارس بيقول مرة وحدة كان قاعد بره و شم ريحة الحريق لقوه بيولع

رواية ( انقضاض الأسود ) الجزء الأول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن