الفَصٔلُ الأوَل : عَودَة

404 13 6
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

أمشي مرة أخرى في هذا الرواق لأصل لنهايته ، نهايته التي تقبع فيها دموعي و أحزاني و ثقة كُسِرَت جعلت الأرضية متسخة إنها غرفتي ..... أو لا لقد صرت احياناً أشكك في اسمي مما يجعلني أشكك في ملكية أشيائي و غرفتي ، فغرفتي أمي تطلق عليها غرفة الفاشلة الكسولة و أبي يطلق عليها غرفة الغبية ، بالتفكير بالأمر حتى أنا أحياناً من كثرة الشك كنت اسميها غرفة نهاية الرواق ، لا أفهم سبب حب أصدقائي لغرفتي ، يقولون أنهم لا يحبون غرفتي فحسب بل يحبون منزلنا كله ، فنحن لدينا ثريات من كريستال أصلي و سجاد باهظ الثمن و أثاث من ماركات مشهورة و غرفتي بالذات أحبوها لأنها كانت مميزة ، كانت الغرفة واسعة تحوي مكتباً للمذاكرة ، كرسيان مع أريكة و طاولة لتجلس بجوارها و أنت تقرأ أو أثناء تناول الإفطار الذي تحب ، سرير يكفي ثلاثة أشخاص ، خزانة ملابس واسعة تكفي لملابس شخصين ، تسريحة كبيرة بها مرآة ضخمة و لديها كرسي مريح و العديد من الأدراج ، سجادة جميلة و شرفة مُطِلٌة على حديقة مملوءة بالاشجار و الزهور و رغم ذلك لم أحب تلك الغرفة رأيتها حزينة ، وحيدة ، لم أحب فيها سوى المكتبة ، المكتبة المملوءة بالكتب و الروايات ، أحببت تلك المكتبة للغاية.

 دخلت الغرفة لأغير ملابسي و لأستعد لمعركة كلامية أكاد أجزم خسارتي فيها

و بدأ الحوار بحديث أمي قائلة : أخدتي وقت كتير أوي جوا ، تمني شوية و لا أيه ، مش مهم ، أزيك يا حيواني الكسلان

لم استاء من تشبيهها بل استعجبت من إضافة ياء الملكية ولكني أجبت بهدوء : الحمد لله يا ماما

رد أبي : كويس إنك كويسة ، دراستك عاملة إيه

 جال قي خاطري سؤال مثل  " ما هذا السؤال بحق الله "  و لكني قلت : خلصتها خلاص و خلصت الماستر كمان 

رد أبي بنبرة متعجبه : بجد ؟ مكنتش أعرف

شعرت في تلك اللحظة بغضب أو قلة حيلة ربما لأني لم أجد رداً لأبي ، هو لا يعرف أني أنهيت الماجستير ؟ بالطبع لا ، هو فقط يريد استفزازي وأنا اعرف هذا ولكن لا أستطيع التحكم في ردودي أمامه طالما أستفزني و طالما استفززت مما كان يسبب مشاكلاً لي و لكني لن أفعل هذا لقد تعلمت الرد ببرود و عليّ أن أستخدم ما تعلمته فقلت : طبعاً خلصته أنا في بريطانيا من تسع سنين

همهم أبي ثم أضاف : مفهوم مفهوم

سألتهم : سنا عامله إيه و هي هترجع أمتى

بالداخل هناكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن