بعد أن أنتهى اليوم ببطئ شديد قمت بطلب سيارة خاصة لتقلني ، ركبت في الخلف ثم خطفت نظرة سريعة للمرآة في الأمام لأعيد النظر مرة أخرى أعلق عيوني ذات لون العسل بذلك الزوج من العيون التي امتزج بها كلا اللونين الرمادي و الأزرق و بؤبؤي عيناي يتسعان شيئاً فشيئاً عاجزة عن الحديث ثم قلت : لوسمحت ، هو أنا مشوفتش حضرتك قبل كدة
أجابني بثقة : لا مشوفتنيش قبل كده يا فندم ممكن بتشبهي
قلت بشك : تمام ، طب يلا نتحرك
قال بإبتسامة : دلوقتي حالاً يافندم
في بداية الطريق بقيت أعصر ذاكرتي جزئية ، جزئية ، أحاول تذكر هذا الشخص . هل ركبت معه من قبل ؟ لا لم أفعل ، ربما كان في المشفى يوماً أو رأيته في طريق ما مع أني أشك بهذا . بكل حال أنتقلت للتفكير في تلك السيارة الفاخرة التي يمتلكها ذلك السائق و يقودها كسيارة خاصة للنقل .
في وسط طريقنا لمنزلي - أو لا ، في الحقيقة لا أركز كثيرًا أثناء الطريق - توقفنا في إشارة للمرور و بما أنه من عادتي أن أترك النافذة مفتوحة كلياً حتى تساعدني على التنفس و مشاهدة الشوارع و المارة كان من السهل أن تدخل تلك الوردة البيضاء التي تلمع كالثلج مصحوبة برسالة كي تسترخي على قدمي ، فتحت الرسالة لأقرأ ما فيها و كان محتواها ككاتبها ، مميز ربما :
أنتي عارفة الورد الأبيض معناه أيه لأن أنتي اللي معرفاني
"الورد الأبيض معناه البراءة و الصدق و ال respect ( الإحترام ) للشخص اللي قدامك "
و أنا بجد دايماً بحترمك و مشاعري ليكي دايماً كانت صادقة و بريئة .
و علشان دي وردتك المفضلة أخترتلك الوردة دي Winchester rose - وردة وينشيستر - لأن أنتي وردتي المفضلة و الوحيدة
و اتمنى إني دايماً أكون السديم اللي بينور الدُجَى
سنمار "♡أثناء قرائتي لذلك كنت قد تذكرت أين رأيت ذلك الشخص ، هو السائق الخاص بذلك الرجل " عمار رضوان " لذا سمحت لعيناي و عقلي أن يستوعبا ذلك الطريق الذاهب بنا إلى إحدى الأماكن في المعادي غير منزلي بالطبع .
توقفنا أمام إحدى المطاعم و الذي كنت أفضل تناول الطعام فيه ، ليَفتَحَ الباب شخص ذا بدلة رسمية سوداء -اكتشفت أنه أحد العاملين في المطعم - و يرشدني للداخل إلى أحد الزوايا على طاولة كان يجلس عليها هو .
رغم معرفتي بأني سأجده ، رغم معرفتي بأني لن أذهب للمنزل إلا أني كنت سعيدة بكل ما يحدث ، أشعر بالإختلاف ، أشعر بـأني مميزة ، أشعر بأني أستحق .

أنت تقرأ
بالداخل هناك
Randomشغف يتملق منا ،أحلام تملئ مخيلاتنا ، مشاعر لم نتخيل أن نشعر بها، أشياء نسعد بها ، أبتسامة نفرح لها ، أمر نصدم به ووحدة تملئ أياماً من شهورنا أو شهورنا كلها ،كلمات نتألم عندما نسمعها أو ذاكرة تحمل كلمات مؤلمه،قصة لا أحد يعلمها و روح و ذكريات لا أحد ي...