الفَصْلُ الخَامِسَ وَ الثَلَاثُونْ : غَضَبْ

28 5 1
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

نزلنا من السيارة بهدوء نرى ذلك المكان ، كان المكان فارغاً تماماً ، مليء بالخردة و القمامة ، جذب أنتباهي بالون وردي معلق في أحد بقايا الأخشاب الموجودة ، أشرت لسَديم عليه فسبقني متجهاً إليه

كان بداخل البالون أوراق عدة ، و قبل أن يمس قلمي المدبب طرفه البالون أمسك سَديم يدي و هو يقول : لا لسببين السبب الأول البتاع ده لو عمل صوت ممكن حد يطلع علينا و لا حاجه السبب التاني إن الأوراق كلها هتطير و مش هنعرف نلاقي المعلومات كلها و كمان مش هنعرف نلمهم في حاجه

ثم أقترب مني و هو يقول طلعي المرايه الصغيرة بتاعتك و أمسكيها بزاوية تبين اللي ورانا و أمسكي البالون

فعلت كما قال و انحنيت للأسفل أضع المرآة بزاوية تمكننا من رؤية من خلفنا ثم قمت بإمساك البالون و أومأت برأسي بمعنى تم ، فأنحنى سديم ليقطع الحبل الذي تشبث بالبالون و قطعة الخشب بينما أُمسك أنا بأعلى البالون .

أنتهى سَديم من قطع الحبل و قام بسحب مرآتي من الأرض بخفة ثم قال : في عيلين ورا واحد منهم معاه مسدس هنعمل نفسنا متفاجئين و سيبي عليا الباقي

و حين أدرنا وجهنا عائدين أدراجنا إلى السيارة رأيت ما قصده ، رجلين هزيلين على طرفي السيارة قد قال الممسك بالمسدس منهما : أنسى العربية بقى يا حلو

أقترب سَديم منه باسماً و هو يقول بنبرة لعوب : لو عايزني أنساها فعلشان خاطرك بس يا حبيبي حاضر

قمت بزم شفتي كي لا أضحك على وضع سَديم الآن فهو يضع يده بخفة على كتف الرجل الممسك بالمسدس و يتكلم بنبرة لعوب ، قام الرجل بدفعه و هو يقول : في أيه يا عم ما تبعد كده هو أنت من الناس دي

ضحك سَديم بصوت عالي حتى شعرت أنه تردد في المكان أسره ثم قال و هو يبتسم بتشفي : لا يا عسل ، أنت اللي هتبقى منهم بإذن الله

قالها سَديم قبل أنا يضرب الرجل في مكان لا أود ذكره صراحة ، تأوه الرجل بشدة ليسحب سَديم منه المسدس و يرمه أرضاً ، قام الرجل الآخر بضرب سَديم بلكمة خفيفة ردها له سَديم على هيئة ركلة قوية ، ثم قام بإخراج الرذاذ ليرشه في أعين كلا الرجلين .

جريت بسرعة مع البالون تجاه السيارة و ركبت بينما يغلق سَديم بابه ، لم أكد أضع حزام الأمان حتى أنطلق سَديم بسرعة شديدة عائداً للخلف كي ننصرف من هذا المكان .

بعد أن أبتعدنا قليلاً و أصبحنا في مكان سكني توقف سَديم فجأة ثم قال صائحاً بغضب أبرز عروق رقبته : هو مش كفاية كده بجد ، إحنا ليه حتى بنعمل كده مفيش سبب منطقي ، ليه نروح نتخانق و نتسرق و نضرب و نتضرب من غير فايدة ، علشان عايزين نعرف ، لا يا دُجَى أنتي بس اللي عايزة تعرفي ، أنا كل اللي هاممني في موت أخوكي أنه أتسبب في وجودك .

بالداخل هناكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن