الفَصْلُ التَاسِعْ و الثَلَاثُون : اللَحْظَةُ المُنْتَظَرَة

37 7 23
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

استيقظت في اليوم التالي بصداع شديد في رأسي ، و كل ما أفكر فيه أنني أحتاج إلى الإنتقام ، بدون رحمة أو شفقة أو هذا ما ظننت أني سأفعل .

قمت من على السرير بخطوات مرتعشة ضعيفة انهي ما عليّ إنهائه و عندما نزلت وجدت سديم جالساً يكوب رأسه بين يديه و عندما لاحظ وجودي رفع رأسه و أغتصب ابتسامة على محياه و هو يقول : صباح الخير يا ديدا ، غسلتي وشك و صليتي

كان ردي عبارة عن إيماءة بسيطة قمت بها برأسي و أنا أتجه ناحيته و أجلس جواره .

سألني بلطف و هو يربت على قدمي التي كانت لا تتوقف عن الارتعاش : عاملة أيه دلوقتي

قلت بلا ملامح محددة : الحمد لله

قال و هو يتجه ناحية المطبخ : هقوم أجيب الفطار و آجي

لم يعطني فرصة للرد حتى ، فرّ من أمامي بسرعة شديدة ثم عاد بعد عشر دقائق يحمل طبقاً من المعجنات و كوبين من القهوة ، إفطاري المفضل إن كنت تسأل ، وضعهم أمامي فأخذت كوب قهوتي بهدوء و أنا لا أجد شيئاً لأقوله ، لم أعد أستطيع البكاء و لا الحديث حتى ، أشعر بألم شديد و لكني أردت رؤية شخص واحد فقط ، أردت رؤية أبي .

و لم يعترض سَديم ، بل كنا في طريقنا له بعد إفصاحي عن رغبتي في الذهاب ، و عندما وصلنا لم نحتج حتى بطرق الباب حيث كان الباب شبه مفتوح عند وصولنا.

دخل كلانا و أوصدنا الباب بإحكام ليسألني سَديم : هو الطبيعي إن الباب يبقى مفتوح

كان جوابي هو رفع كتفاي دلالة على عدم المعرفة ثم ناديت بصوت عال : يا بابا ، مش هتنزل تسلم على بنتك ، خرجت على إثر صوتي أمي من غرفة المعيشة و هي تقول : أيه ده يا دودو مش تقولي إنك جاية

لم أقدر حتى على رسم ابتسامة ضعيفة أو ماكرة بل كنت فقط أريد رؤية أبي . حمحمت لأستخرج صوتي ثم قلت بوهن : بابا فين

كان جوابها كلمة قمت على إثرها بالصعود إلى الأعلى لأطرق على مكتب أبي بخفة شديدة ثم أدخل تبعاً.

عندما رآني أبتسم ثم قال : أتفضلي

لم أخالف له طلباً بل قمت بما قال ثم قلت مباشرة بلا ذرة تردد : داوود مات أزاي

كان جوابه نظرة قوية حدجني بها ثم قال : و أنتي عايزة تعرفي ليه

قلت بسخرية : معلش أستحملني

قال بألم في عينية لم يصل لنبرة صوته : أتخطف و موتوه

سألته بجمود : أنت عارف أنت بتتكلم عن مين

قال : أه طبعاً ، و اتقبض عليهم و اتحبسوا و اللي قتله اتعدم

ابتسمت بسخرية و قلت : يبقى لسه متعرفش مين اللي خطف ابنك
توقفت للحظة ثم قلت : كان ليك صحاب زمان صح ، صاحب مستشفى HIL كان صاحبك و أكيد كان بينكوا و بين صاحب شركة التوصيل اللي دماغه مفتحه مشروع كويس ، بس أكيد عمركم ما أتخيلتوا إنه يسرقكم لا و كمان يخطف ابنك و يقتله و يرميه في الصحراء

بالداخل هناكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن