بالداخل هناك

الفَصْلُ التَاسِعَ عَشَر : يُولْيُوس قَيصَرْ

بسم الله الرحمن الرحيم

" يا بابي هي مامي قريبة " قالها سَديم بعدما أتصل بأبيه ليرد " أه جنبي أهي "

أخذت أمه من زوجها الهاتف لتهتف : سديم my dear boy , I missed you ( فتاي العزيز أشتقت إليك )

أجابها سَديم : و أنا كمان يا مامي ، I really missed you ( أفتقدتك بحق )

توقف للحظة عن الحديث ثم قال : أنا أتصلت أقول لكم على حاجه مهمة.

قال أبوه : أتفضل قول.

حمحم سَديم مستجمعاً ما سيقول ثم قال : أنا قريت فتحتي النهاردة.

سعلت أمه من الناحية الأخرى للهاتف نتيجة وقوف الماء في حلقها ثم سألت :
What have you done? ( ماذا فعلت )

ثم أضاف أبوه : ? et avec qui ( و مع من )

أجاب سديم مازحاً : et avec qui أيه يا بابا أنا كده أتفهم غلط و عموماً فاكرة يا ماما بنت أخت صاحبتك ، البنت اللي إحنا روحنا و زورناهم ، دُجَى فاكراها.

أجابت أمه بنوع من العصبية : أيوة عارفاها و فاكراها و متقولش that she is her ( أنها هي )

قال سَديم بضحك في البداية إلى أن أصبحت نبرته جدية : ياللكارثة إنها هي بالفعل ،  بس هو أيه المشكلة يعني فيها ؟

قالت أمه برفض : أنا لا يمكن أوافق عليها ، هي موافقتش علينا من الأول ليه؟

قبل أن يرد سَديم سأل أبوه : مش هي دي يا سَديم اللي أنت كنت بتقولي عليها يا حبيبي من مش عارف قد أيه

أجاب : أه يا بابا هي ، من ست سنين.

قال الأب بابتسامة عريضة : مبروك يا حبيبي متقلقش أنا هتكلم مع مامي

أجاب سَديم بابتسامة وسعت خاصة أبيه : ماشي merci papa ( شكراً أبي )

أغلق بعدها سَديم المكالمة ثم جلس يفكر .

.....................

كنت أجلس بهدوء أفكر في كل شيء ثم قررت أن أجلس معهم بالأسفل لبعض الوقت - رغم كرهي لذلك-

عندما نزلت هتفت أمي : شوفوا قولت لكم إنها فاكرانا و عارفة إن عندها أهل حتى و لو مبتفطرش و مبتتغداش و مبتتعاش و مبتقعدش معانا بس فاكرانا ده المهم.

قال أبي بحزم : خلاص بس ، أقعدي يا دُجَى

جلست كما قال أبي و كل ما كان عقلي يفكر فيه هو أن أصعد ، لم ؟ لأنه في الواقع أنا في غاية الغناء عن تلك الجلسة التي يفتقر دواها إلى الضحكات و التي تخلو من الكلمات الصادقة و المزحات الرائعة و التي تنعدم فيها الارياحية و التعابير الصادقة و الكلمات الطيبة ، لا أحتاج إليها ، لا أريدها و بكل حال أنا أستغني عنها بكل تفاصيلها و بكل حالاتها و بكل النتائج الواقعة خلفها ، أنا لا أحتاج إلى كل هذا.