الفَصْلُ الثَلَاثُون : مَطَارُ أسْطَنْبُولْ

31 6 4
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

وقفنا في صف طويل في مطار أسطنبول منتظرين ميعاد الطائرة المتجهة إلى القاهرة لأهمس لسَديم : دي هتبقى تاني طيارة نركبها سوى

كنت أقصد بالرحلة الأولى رحلة كنت ذهبت فيها إلى إحدى البلاد الآسيوية بناء على طلب الطبيبة النفسية و نتيجة إلى إلحاح سَديم على القدوم معي ذهبنا سوياً.

ابتسم و قال هامساً : بس رحلة كوريا اللي جايه بالزن على جارتي غير رحلة الرجوع لمصر بالزن على مراتي

ابتسمت على كلامه و كل كلمة تشعرني بالإنتعاش و تريني ألواناً أكثر من تلك التي أراها في ظلمتي

نظرت له شاكرة و قلت : شكراً إنك بتخرجني من الضلمة بتاعتي للألوان بتاعتك يا سَديم

لم يجيبني بل تنهد باستياء فسألته : هو أنا قلت حاجه غلط

فال بغضب يحاول كتمه : أه يا دُجَى كل شوية شكراً على مفيش ، أسفة على حاجه معملتيهاش ، خايفة من إنك تعملي أيه ، مش عارف في أيه بجد كل شوية نفس التلت كلمات و هم بيعصبوني لو سمحتي يا دُجَى متقوليش الكلمات دي تاني

قلت بهدوء : تمام حاضر يا سَديم متدايقش نفسك مش هقولهم تاني غير في ال emergencies ( الطوارئ ) و بس

قال بهدوء : هيبقى أحسن

أقترحت عليه : طب ممكن نتحرك مع ال line ( صف ) لوسمحت

قام بالتحرك للأمام و هو يقول : أكيد يعني

.....................

فتحت بوابة ذلك المنزل الكئيب وحدي بلا عائلة حتى و إن كانت العائلة كذبة من الأساس ، أنا الآن مؤمنة أني لن أجد سوى الأصوات التي سأصدرها و الأنفاس التي سأتنفسها ، لأول مرة في هذا المنزل بلا أبي أو أمي ، سأدخل الكابوس وحدي هذه المرة و لن أسمع فيه صوت أحد ، لن استمع إلا لصوت أنفاسي.....

بالداخل هناكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن