بالداخل هناك

الفَصْلُ الرَابِعَ وَ الثَلَاثُونْ : لُعْبَة

بسم الله الرحمن الرحيم

" صباح الفل يا ديدا " رفعت وجهي من الهاتف أطالع صفحة وجهه ، ابتسمت بعذوبة ثم أجبته : صباح النور يا مِن مِن . صاحي بدري يعني

أجابني ببساطة : نايم بدري فصاحي بدري

أصدرت إيماءة بسيطة فجلس على الكرسي المجاور ثم سأل : بتعملي أيه

أغلقت الهاتف و وضعته بجانبي ثم أجبته : و لا حاجة كنت بشوف حاجات مبعوته

سألني : مبعوته من مين يعني

أجبته و أنا أزم شفتاي : معرفش

سألني : يعني رقم غريب

أومأت فأقترح عليّ : طب تحبي أبعت لحد يشوف الرقم

ابتسمت بخفة ثم قلت : لا بلاش عادي يعني

سألني و هو يتناول شوكة من قطعة الكعك خاصتي : متأكدة

زفرت ببطء ثم قلت : أه يا سَديم متأكدة

أمسك بكوب القهوة ثم تناول رشفة و قال : زي ما أنتي شايفة ، هو أنتي حاطة كام معلقة سكر النسكافية ده مش مسكر خالص

أجبته بحيرة : و لا معلقة ، بس أنا حاسه إنه عادي

قال بإستغراب : As you see dear( كما ترين عزيزتي )

صمتنا لبعض الوقت حتى قام من مقعده قائلاً " أنا داخل أجيب لي أي حاجة أكلها " و أتجه ناحية المطبخ بينما يضع يداه في جيب بنطاله الرياضي الذي تلون بلون الرماد

فتحت هاتفي مرة أخرى لأتصل بالرقم و لأول مرة قد أجاب
" ألو " قلتها بحماس و شغف بعدما أجاب الطرف الآخر على الهاتف

" ألو ، يا دكتور "

كان صوتاً خافتاً و لكنه كان عالماً لما يقول واثقاً فيه كان صوته قوياً و لكنه كان هزيلاً

أكمل ذلك الصوت الأنثوي كلامه متسائلاً : رأيك أقول لك أنا مين و لا تعرفي في الآخر

قلت ساخرة : اللي أنتي شايفاه بصراحة ، بس بذكائك ده أكيد هبقى حابه أعرفه دلوقتي

تخيلت تلك الفتاة و هي تعوج فمها بينما تقول : بصراحة حضرتك دايقتيني فلا ، أنا غيرت رأيي نسبها هدية للآخر

قلت بإستياء أكظم غضبي حتى لا أصرخ فيها : تمام

قالت بصوت جاف بأن فيه بعض المكر : نعمل أيه طيب ، إحنا نلعب لعبة ، ليكي تلت مكالمات ، مكالمة كل أسبوع و كل مكالمة ليكي فيها معلومة عن اللي أنا أعرفه و عن نفسي في المكالمة الرابعة قولتي لي أنا مين ، هديكي باقي المعلومات كلها من غير حاجة ناقصة ، معرفتنيش ، oops مفيش معلومة تانية هتاخدينا . Deal ؟ ( اتفاق )