بالداخل هناك

الفَصْلُ التَاسِعَ و العِشْرُون : الْحَقِيقَةُ الْأَسْوَءُ عَلَى الإِطْلَاقْ

بسم الله الرحمن الرحيم

قطع كل ذلك التفكير اهتزاز هاتفي بإشعار عن وصول رسالة كان محتواها : لو عايزة تعرفي مين السبب في موت أخوكي تعالي الساعة عشرة عند " ..... "

نظرت للرسالة ساخرة و أنا أتساءل عن السبب الذي يجعلهم لا يقولون المعلومات فحسب بل يقومون بخلق تلك الأجواء التشويقية.

فتحت الموقع الذي أرسله لي على خرائط جوجل ( google maps ) فوجدته يبعد ساعة عني و الساعة الآن الثامنة و النصف ، حسناً لدي بعض الوقت ارتشفت من كوب القهوة الخاصة بي ببطء إلى أن أنتهى ثم صعدت إلى الأعلى أختار أحد الأطقم التي أشتريناها أمس لأرتديها و آخد مسدسي و أرتدي حجابي لأول مرة و أنزل بهدوء.

ركبت سيارة يونس و أتجهت إلى هناك و عندما وصلت وجدت الكثير من الاشخاص و لكن ذلك الشخص ذا المعطف الأسود الذي يرتدي قبعة فوق رأسه كان مميزاً أتجهت ناحيته و قبل أن أتحدث قال كلمة واحدة فحسب : InASD
ثم رحل

......................

" ماما ، بابا أنا راجع مصر أحجز ليكم تذكرتين معايا " هتف بها بينما يضع قدماً على الأخرى و يجلس على أريكة المنزل براحة

" ماشي أنا معنديش مشكلة أسأل مامتك " قالها أبوه بهدوء و هو يحضر فنجان القهوة الخاص به

طرق صوت الكعب على الأرضية بشكل مزعج لتهبط أمه و هي تسأل " and your wife " ( و زوجتك )

أجاب عليها ببساطة " هقول لها عايزة تيجي هتيجي مش عايزة تيجي هي حرة بس غالباً هتيجي "

هزت أمه رأسها و هي تقول "anyways "( على كل حال)

صمتت قليلاً ثم أكملت " I'm coming "( أنا قادمة )

هز رأسه موافقاً و قال " تمام الطيارة بكرة الساعة خمسة و أربعين دقيقة المغرب طبعاً "

سكت للحظة ثم قام و هو يقول " أستأذنكم "

رد عليه والده قائلاً " أتفضل "

................

كنت أقف في حديقة منزلنا ليلاً بينما استمع له ثم أقول : أكيد موافقة طبعاً أنا أساساً زهقت من هنا و من كل حاجه وحشة حصلت هنا أنا بجد تعبت

هز رأسه و هو يقول : تمام أنا كنت متأكد إنك هتيجي معايا أصلاً

صمتنا قليلاً ليسأل : بس هو أيه اللي حصل

حركت رأسي بسرعة أنفي حدوث أي شيء و أنا أقول كاذبة : و لا حاجه محصلش أي حاجه

قال متفهماً و قد كشف كذبي بالفعل : زي ما أنتي شايفة ، رغم إني حاسس إن في حاجه مدايقاكي و قبل ما تكدبي تاني لو أنتي مش عايزة تقولي خلاص