الفَصْلُ الثَامِنُ وَ الثَلَاثُونْ : مَوْتُ دَاوودْ

23 5 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

أسوء ما في الخيانة ، أنها لا تأتي أبداً من عدو ( لقائلها )

قرأنا مجموعة المستندات الأولى أولاً كما طلبت ، و كانت عادية ، بعض الأوراق التي هي نسخة من الأوراق التي كنت قد شاهدتها مع تقى في تركيا إلا الملف الأخير و الذي لم يكن موجوداً ، كان استلامين بلا توصيل

قاطعني سَديم في تلك اللحظة و هو يقول : يعني أيه تم استلام المعدات و الفلوس و مفيش حاجة أتسلمت مش دي شركة توصيل يعني بتستلم و بتسلم

أجبته بنبرة سحيقة خافتة و أنا أبتلع لعابي : و بتنصب و بتوقع بين الناس

أحضر سَديم الملف الثاني و هو يناولني إياه و كان هذا الملف أسوء بكثير من سابقه و مع كل ورقة أقرأها يزداد اشمئزازي و رغبتي في التقيؤ أكثر إلى أن سحب سَديم الورقة من يدي و هو يقول : دول مش ناس أبداً

لم أهتم و سحبت الورقة من يده و أكملت القراءة ، كل تلك الأعمال القذرة صارت تحت يداي . و قبل أنا أمسك الذاكرة الوميضية ، أمسك سَديم يدي ثم سأل هو أحنا ممكن نلخص اللي إحنا عرفناه الأول

أجبته بهدوء شديد و أنا أقول : طبعاً ، أولاً هم نصابين و أخدوا المعدات و الأجهزة المبعوتة بما يعادل ملايين دلوقتي و ملايين تانية من المستشفى التانية و بدأو بيها شركة قوية
ثانياً: عمليات رشوة و أختلاس أموال
ثالثاً : أعتداء على الموظفين بالضرب و الإهانة و ساعات عمل غير محدودة و لا مجزية
رابعاً : عمليات غير مشروعة و تسليم بضائع غير سليمة

شعرت بهدوء أنفاس سَديم ثم شاهدته و هو يقف و يقول : هطلع أجيب اللاب

هززت رأسي بهدوء و كان ذلك الهدوء هو ما قبل العاصفة ، نزل سَديم بحاسوبه و وضعه أمامي و لم أنتظر حتى أدخلت الذاكرة الوميضية ، كانت الذاكرة تحتوي على ملفان فتحت الملف المكتوب عليه رقم واحد ، لأجد عليه صوراً و مقطعاً مصوراً

فتحت المقطع المصور أولاً ، كان فيه عدة أطفال يلعبون الغميضة ، أستطعت التعرف على واحد منهم فقط ؛ أخي ، كان يضع عينيه عند الحائط و هو يعد بينما يختفي الأطفال لكي يختبئوا و تبقى في الصورة طفل واحد مع داوود ، أقترب ذلك الطفل من أحد الرجال و تحدث معه ثم أتجه نحو السيارة التي قد نزل منها ذلك الرجل الذي أستطعت تبين ملامحه بل و معرفته ، و بمنتهى الهدوء أقترب ذلك الرجل من داوود ليكممه و يأخذه إلى سيارته .

أنتهى المقطع المصور ، فأخذت نفساً عميقاً ثم قلت : مين الطفل ده

قال سَديم بنبرة لم ترد الخروج : ابنه

بالداخل هناكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن