الفَصْلُ السَادِسَ و العِشْرُونْ : مَتْجَرُ المَلَابِسْ

37 6 5
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

كنت أجلس في غرفتي فجراً على سجادة الصلاة أبكي و لا أعرف لمتى سيستمر هذا ، لقد تعبت من كل شيء ، صار الأمر برمته متعباً بالنسبة لي ، لمَ أعيش تلك الحياة القاسية ما أنا سوى مجرد بديل. هل تعرضت للإهمال أم تعرضت للكلام اللاذع المميت أم تعرضت لكلاهما بشكل متتابع ، كنا دائماً هكذا أنا أبكي و يونس يخفف عني و سنا تدعي القوة ، ثلاثتنا موتى ندعي وجود الروح فينا ، إن كنا نعاقب فأي ذنب قد فعلنا ؟
في الواقع من ذنوبي أنا أعرف البعض و كان سَديم إحداها و لكني قضيت على ذاك الذنب بجعل علاقتنا رسمية .
و ذنبي الآخر الواضح هو عدم ارتدائي للحجاب هو ذنب واضح أعرفه و لكن متى يأذن لي القدر في إنهاءه ، هل الإذن مني قريب و هل يوجد للنجاة طريق .

بالساعة العاشرة صباحاً كان سَديم يناولني كوب قهوتي المفضلة و يجلس بجواري ثم يسألني بنبرة حنونة كانت من عادته : مالك في أيه ، حبيتي أقابلك الصبح بدري و أنا لسه شايفك أمبارح ،  ده مش من عادتك ، شكلك مرهق و معنى كده إنك منمتيش كويس ، سرحانه و معنى كده إنك بتفكري في حاجه 

 لم أستطع فعل شيء سوا البكاء أشعر بأن كل شيء ضدي أني مجرد بديل غير صالح مهمل يرى أهله أنهم بما أنهم أنجبوه فعليهم على الأقل بدفع مصروفاته في الحياة لكل من أخي و أختي حمل خاص بهما لا أعرف عنه شيئاً و ربما يونس أكثرنا تضرراً أشعر بأن كاهلي يؤلمني من كثرة حمل الأعباء عليه و قدمي باتت تؤلمني من محاولاتي في إكمال الطريق ، عاد ذلك الشعور مرة أخرى ، عاد ذلك  الشعور بأني لا أريد أي شيء و لن أستطيع إكمال أي شيء. 

 بعد كل تلك الشكوى و الآلام المتواصلة قال لي سَديم جملة واحدة : أتصلي بمامتك 

نظرت له بصدمة ثم قلت متسألة : نعم 

أعادها مرة أخرى ببرود : بسيطة أهي بقولك أتصلي بمامتك قولي لها تلبس علشان هنعدي ناخدها في مشوار و سنا بالمرة

رفعت كتفاي بعدم استيعاب ثم أخرجت هاتفي لأتصل على أمي أخبرها بذلك الشيء الغريب الذي طلبه سَديم

بعد القليل من الوقت كنا نقف أمام منزلنا ننتظر خروج أمي و أختي من المنزل لأقول لسديم : ما تسيب الموبايل و تبصلي شوية

بالداخل هناكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن