الفَصْلُ السَابِعَ و العِشْرُونْ : رِحْلَة لَطِيفَة

28 6 6
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

دخلنا السيارة منطلقين إلى وجهتنا المفاجئة التالية ، ليفاجئنا سَديم قائلاً بعدما قام بركن السيارة : النهاردة هنشتري شبكة حضرتك يا ديدا علشان تبقى موجودة و أحنا بنكتب الكتاب النهارده بالليل

ماذا قال لتوه "شبكتي" ، "كتب كتاب" لم ليس لي علم بتلك الأشياء ، عقدت حاجباي بصدمة ثم ابتسمت ابتسامة بلهاء موضعي في تلك اللحظة و أنا أسئله بينما قلبي ينبض بسرعة قاتلة : أيه

ابتسم بلطف و هو يعيد ما قاله شارحاً إياه : زي ما سمعتي كده بالظبط أنا و أنت كتب كتابنا النهاردة و باباكي و العيله الكريمة عارفة أتفقت معاهم أمبارح و أنتي مخطوفة

توسعت ابتسامتي أكثر مما كانت متسعة ، سعادتي الآن لا تساع سعادة العالم أجمع ، أرى العالم لأول مرة ملوناً بحق و ألوانه واضحة ، كان العالم دائماً بالنسبة لي سوداوياً قبل و بعد و أثناء فترة إكتئابي ، دائماً ما كان سَديم ينتشلني من ذلك بشكل مؤقت و لكنه الآن أنتشلني منه بقوة ، أجل سأنغمس مرة أخرى و لكن إلى أن أعود سأرى العالم ملوناً

نظرت له بامتنان حقيقي و عيوني تضخ مشاعراً و أنا أقول : هو أنت النهارده حلو و كيوت أوي كده ليه أنت مخليني عايزة أقولك شكراً كتير أوي

ثم توقفت للحظة ثم قلت و أنا ألوي شفتاي إلى الأمام : أنا حاسه إني مبعملش حاجه ليك تكفي كل اللي أنت بتعمله

ابتسم و قال بهدوء و سعادة : أنتي كفاية و وجودك كفاية صدقيني

نظرت إلى الوراء لأجد أمي و سنا قد نزلا قبلنا فقلت : أيه اللطافة دي أنت محسسني إني عايزة أحضنك

فتح ذراعية و هو يبتسم بسعادة و هو يقول : أتفضلي صدقيني أنا مش معترض ولو عايزة تديني بوسة مكافأة كمان فأنا موافق

ضحكت على تصرفه الطفولي اللطيف للغاية و أنا أهدم جميع أماله : لا أحنا كده كده هنكتب الكتاب النهاردة أستنى شوية

عض على شفتيه و هو يحاول إقناعي قائلاً بنبرة غير جادة إطلاقاً : أيوه بالظبط إحنا كده كده هنكتب الكتاب النهاردة الحضن ده مش هيفرق

رغم أني أعلم أنه يمزح إلا أني قلت وجهة نظري المنطقية للغاية و أنا أقول : طب ليه أحضنك و يبقى حرام دلوقتي و أنا ممكن أحضنك بالليل و يبقى حلال

نفخ بضيق و ملل زائف ثم قال مدعياً الانزعاج : طب يلا ياختي يلا

فتحت باب السيارة أترجل منها بسعادة أخطى خطواتي وراء سديم كالطفل الذي يتبع أباه وها أنا في النهاية أتجه خلف السعادة بقدماي و ما أقصده بالسعادة هنا ما هو سوى سَديم ، سعادتي اللطيفة الرائعة التي أتمنى أن تدوم إلى الأبد

بالداخل هناكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن