بسم الله الرحمن الرحيم
بعدما هبطت الطائرة تحركنا إلى المزرعة حيث أخبرني يونس أننا سنبقى و كنت قد نويت أن أغير خططي للآن و لكن تنظيمها بعد الأستقرار ، وصلنا تلك المزرعة و كانت عبارة عن نصفين ، نصف به البيت و نصف به أعمال الزراعة و تربية الدواجن و الحيوانات و كان النصف الثاني بعيداً بما يكفي حتى لا تشتم رائحة الحيوانات .
علقت سنا على المظهر الخارجي بإعجاب : wow ، ده المكان اللي ينجحك في ثانوية عامة و لا بلاش
كانت تتكلم عن النصف الأول الذي سنلج إليه و كان رائعاً بحق ، فكان السور الحديدي مطلي باللون الأسود هو مدخلك لحديقة مملوءة بالأشجار و الورود و بعض الثمار ـ و كان ذلك مثيراً حقاً ـ و بين جانبيّ الحديقة يوجد ذلك الممر الذي يكفي لمرور شخصين أو ثلاثة بجوار بعضهم ، و يفرق بين الممر و الحديقة خط رفيع من الصخور المرتصة ، ناصعة البياض و في نهاية هذا الممر يقبع البيت المتكون من ثلاث طوابق .
كان الطابق الأول يحوي على غرفة لأستقبال الضيوف مع حمام وغرفة لنوم الضيوف فيها و حمام ملحق بها مع وجود مطبخ واسع مجهز بشكل أقل ما يقال عنه مثالي . صعدت السلم الرخامي للطابق الثاني لأجد غرفة معيشة و حمام خاص بها ، ثم غرفتان كبيرتان يبدو عليهم الفخامة ، غرفة صغيرة بها سريران صغيران كانت تبدو للأطفال و أخيراً مطبخ صغير به الضرورات الأساسية فحسب . الطابق الثالث كان به غرف و لا شيء غيرها ، الغرفتين الأول و الثانية كانت للنوم و كل واحدة منهما ملحقة بحمام و الغرفة الثالثة كانت ..... كانت الغرفة الثالثة موصدة . بعدما وجدتها موصدة صرخت بصوت عالٍ مع مد في الألفين : بابا
أتى أبي سريعاً و هى يسأل : خير يا دودة في أيه
كررت خلفه بقرف : دودة
ثم قلت متجاوزة ذلك : هي الأوضة دي مقفولة ليه
قال مجيباً عليّ : دي أوضة المكتب بتاعتي
ثم أضاف بغضب لم أفهم سببه : و بعدين أنتي ملكيش دعوة بالدور ده خالص دي أوضتي أنا و مامتك و دي أوضة يونس و مراته و تحت أوضتك أنت و أوضة سنا و أوضة سيف
ردت بهدوء : تمام
أنسحبت من أمامه ثم نزلت لأدخل الغرفة التي نويت أن تكون غرفتي لأجد سنا تجلس بالداخل و تخبرني ببرود : أطلعي برة ، أنا خلاص قررت آخد الأوضة دي
ضحكت بسخرية ثم قلت : أطلعي أنتي يا سنا منها
سألتني بنبرة سمجة سخيفة لتغيظني بها و هي ترفع حاجبيها ثم تنزلهما بسرعة : و لو مطلعتش
قلت ببساطة : هتبقي بتهزأي نفسك
قالت بطريقة طفولية ، مستفزة : طب مش طالعة
أنت تقرأ
بالداخل هناك
Randomشغف يتملق منا ،أحلام تملئ مخيلاتنا ، مشاعر لم نتخيل أن نشعر بها، أشياء نسعد بها ، أبتسامة نفرح لها ، أمر نصدم به ووحدة تملئ أياماً من شهورنا أو شهورنا كلها ،كلمات نتألم عندما نسمعها أو ذاكرة تحمل كلمات مؤلمه،قصة لا أحد يعلمها و روح و ذكريات لا أحد ي...
