الفَصْلُ الثَالِث : لا زِلْتُ هُنَاك

64 7 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

تذكرت شيئا فقلت : معلش يا دكتور بس أنا أول ما دخلت المكتب عند حضرتك ملحقتش أقرأ اسمك و لا قالولي عليه تحت فأنا عايزة أعرف اسم حضرتك

رد : زَيد اسمي دكتور زَيد ، مش زيد من غير فتحة.

قلت بدون تفكير : حلو الاسم.

أجابني : بحسه بيميزني.

أكدت على حديثه : هو مميز فعلاً

رد بثلاث كلمات قالها بجدية : زي اسمك بالظبط 
ثم سكت قليلاً و نطق اسمي بتمعن و سعادة : دُجَى

ابتسمت بسعادة ثم قلت : ده حضرتك بسم الله ما شاء الله نطقته صح أول حد ينطقه صح تقريباً ، قبل ما تسأل هو معناه

تداركني قائلاً معنى اسمي قبل أن أقول أنا : ظلام الليل

نمت تعابير راضية عن وجهي و قلت : ده حضرتك شاطر بسم الله ما شاء الله.

رد بثقة عمياء : أنا فعلاً كده.

همست لذاتي " قول شكراً طيب "

سألني لأنه استمع لهمسي في الأغلب : قولتي حاجه

أجبته : و أنا هقول أيه يعني

قال و هو يشير بإصبعه إلى نهاية الرواق : عموماً شايفة المكتب اللي هناك ده ، ده مكتبك هتلاقي عليه حالتين أو ثلاثة.

أومأت له و شكرته ثم تحركت متجهة هناك .

.......................

ها نحن قد وصلنا و جلسنا فلنرى ما لدينا :

الحالة الأولى
حازم محمود  ، ثمانية عشر عام ، طالب
لم يذهب لأطباء من قبل ، لم يتم تشخيصه من قبل ، ببساطة شديدة حالة جديدة

الحالة الثانية
بسملة علي، أربعة عشر عام ،طالبة

حقاً ! ، هذا كل ما أملك ؛ حالات جديدة كلياً لم يقربها أحد و حتى الفتاة لم تأتي هي بل جاءت أمها ، كم أن الأمر رائع و مثير للشفقة . 

نظرت للأوراق لأحصل على إجابة لسؤال قد طرحه عقلي و قد وجدت إجابة سؤالي فعلاً ، موعد كلا الجلستين غداً أي لا شيء لنفعله اليوم سوى تأمل غرفة المكتب خاصتي. 

أنا حقاً أشعر بالسعادة أو الملل أيهما أقرب  ، أحلامي تتحقق و أجلس في غرفة مكتب كطبيبة نفسية لديها حالات رائعة مهملة لم يمسها أحد و لكن لا مشكلة لن يعطوني حالات مهمة للغاية في البداية يجب أن يروا مهاراتي أولاً ، لا توجد أي مشاكل إطلاقاً ، كم أن الألوان تتقافز أمام وجهي الآن كم أن العالم مضيء و ملون الآن.

بالداخل هناكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن