الفَصْلُ الثَانِي وَ الثَلَاثُونْ : كَعْكَةُ الْتُفَاحْ

27 6 7
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

كانت تشير الساعة إلى السابعة صباحاً عندما فتحت عيناي ، شعرت بألم في ظهري فتذكرت بأني نمت على الأريكة أمس بعد أن خلد سَديم إلى النوم و بعد أن صليت الفجر .

دخلت الحمام أغسل وجهي و أضبط هيئتي ثم خرجت لأحضر كوبين من القهوة لي و لسَديم

عندما عدت كان سَديم قد أستيقظ و يبدو أنه أعد هيئته و صلى ثم جلس ، جلست بجواره على الأريكة و ناولته كوب القهوة ثم قلت معلمة إياه : هنقدر نروح

هز رأسه بهدوء و هو يتناول كوب القهوة ثم سألني : منمتيش على السرير ليه

قلت له بنبرة فاترة : قولت أسيب لك السرير

سألني و قد أجابتني نفسي على سؤاله : إستهلكنا من طاقتنا و مشاعرنا كتير أمبارح صح

ترقرقت عيناي بالدموع و أنا أتذكر ما حدث أمس ألمي ، خوفي، ألمه ، بكاءه ، حزننا ، نفضت كل تلك المشاعر ثم قلت بهدوء : مش لازم نجيب سيرة أمبارح

سألني تلك المرة و هو ينظر لي : عيطتي أمبارح و لا أستنيتي أفوق لك

فاضت عيناي بما أمتلأت به من دموع و هي تعتذر مني فلا مفر للدموع الآن سوى على وجنتاي ، مسحت بيدي الخالية من كوب القهوة الدموع من كلتا و جنتاي و أنا أقول : أستنيتك و لو لسه هستناك تاني مش مشكلة

هز رأسه نافياً و هو يقول : لا خلاص كده أنا خرجت اللي في قلبي و زيادة هي كام دعوة عليه و الموضوع هيخلص

ابتسمت بخفة على ما قال ثم قلت : على الفكرة يوسف ده psychopath ( مريض نفسي)

أجابني مؤكداً : ما أنا أخدت بالي أمبارح فعلاً

سألته : طب مش يلا طيب 

قام من مكانه ثم قال : أتأكدي إن أحنا مش سايبين أي حاجة على أما

قاطعته : دفعت فلوس المستشفى أمبارح إلا مكانوش هيدخلونا

سألني بإستياء : دفعتيها من أيه و مقولتيش ليه

أجبته بهدوء : مقولتش علشان أمبارح مكنتش أنت في أحسن وضع أقولك فيه إني دفعت فلوس المستشفى و بالنسبة من أيه من ال visa بتاعتي علشان معرفش ال password ( كلمة السر ) بتاعك

سألني باستياء زاد عما كان عليه : كان كام الحساب 

أجبته ببساطة لأن الأمر لم يكن يعنيني : مش مهم هدفعه أنا 

بالداخل هناكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن