الفَصْلُ الثَامِنَ و العِشْرُونْ : عَقْدُ اْلقُرْآنْ

24 6 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

كانت الساعة التاسعة و النصف عندما حضر سَديم و والداه ، بدأت مرحلة إلقاء السلام ؛ سَديم يسلم على الجميع و الجميع يسلم على والداه و لكني فضلت البقاء حتى النهاية .

بعدما انتهى الجميع اقتربت من والدي سَديم ، قد أخبرني سَديم من قبل أنهم لطيفون للغاية و أنني إن عرفتهم فسيقومون بمعاملتي بحنان و حب و ربما لهذا السبب كنت خائفة ، لم أعامل هكذا من قبل و خاصة من أناس لا يعرفونني ، و عندما وصلت أمام أمه قامت باحتضاني ، حقاً قامت أمه باحتضاتي في أول مرة تقابلني و قد قمت برفض ابنها من قبل ، لم تقم أمي بذلك حتى ، رفعت يداي احتضنها بالمقابل لتقول بلكنة بريطانية : I like that girl she is really cute ( اعجبتني تلك الفتاة تبدو لطيفة للغاية )

ابتسمت بجانب شفتاي شفقة على حالي ثم نظرت لها بابتسامة ممتنة و أنا أشكرها على مدحها لي ثم نظرت لوالده فمد يده لي فممدت يدي ثم قام بعدها بتقبيل أعلى رأسي و هو يقول : مبارك يا بنتي

لن أستطيع تحمل كل هذا القدر من المشاعر ، لم هم يتسمون باللطف لتلك الدرجة ، يشعرونني بالحب كما يفعل سَديم ابتسمت له و قلت : الله يبارك في حضرتك

أشار أبي على المقاعد الموجودة في الحديقة مقترحاً : أيه رأيكم تحبوا تقعدوا في الجنينة و لا ندخل جوا

نظر سَديم لوالداه يسألهما بعينيه فأقترح أباه البقاء في الحديقة و ها نحن قد جلسنا هناك بالفعل في انتظار المأذون الشرعي . دارت في تلك الأثناء حوارات عشوائية و لكن كانت بدايتها لها علاقة بالأمور الخاصة بالسكن و الشبكة و المهر و الأشياء المتعلقة بالمال عامة ثم انتقلنا لدراستي و عملي ثم عمل سَديم و بعد ذلك ذهبنا في نقاش في أعمال أبي و أبيه ثم شئون أمي و أمه الغربية ثم شيء ما عن أصول سَديم و لم أكن أهتم بذلك حقاً و في وسط الحوار تكلمنا عن إختطافي و لا أعرف من أين خرج هذا الموضوع و تم فتح السبب و الذي أخبرهم به أبي بوضوح و هو أنهم يظنون أن لهم مالاً و نحن نظن أن لنا كذلك و في وسط الحديث عن الأمر سأل سَديم : هو كان اسم الشركة أيه يا عمو ، شركة النقل كان اسمها أيه

لم سأل عن الأمر مرة أخرى ، لا أعرف ما شأن سَديم بالأمر و لكن أبي أجاب باسم الشركة التي كانت مسؤولة عن النقل قائلاً : InASD

علم سَديم شيئاً سيئاً علمت هذا ، هز رأسه بهدوء و همهم فقط ، لقد علم شيئاً لن يكون جيداً و أنا أعرف هذا ، تعابير وجهه في تلك اللحظة دلت بوضوح على ذلك .

علق والد سَديم : دي بقت شركة كبيرة دلوقتي و عالمية

أكدّ أبي على ذلك ببضع كلمات و لكني لم أهتم سوى بتعابيرِ سَديم بدا عليه الآن الإستياء و الفهم في وقت واحد و كأنه وجد القطعة الوحيدة لإكمال الصورة الناقصة و لكن الصورة سيئة ، نظرت له بفضول لم يرضهِ هو فقد كان ينظر للأسفل و هو يفكر و لكنه نظر ناحية البوابة الحديدية حين قام أحدهم بالطرق عليها بالساعة الحادية عشر و قد كان المأذون

بالداخل هناكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن