جلس الدكتور حاتم بهدوء ورباطة جأش أمام وكيل النيابة .. كان يبدو علي وجهه بعض الاضطراب..لكن نظراته الثابتة وشت بتماسكه..تأمله وكيل النيابة متفحصاً ..لكن وجه الدكتور حاتم لم يُنْبِئُهُ بالكثير، لذا بدأ في طرح أسئلته :
-علمت أنك لم تكن على وفاق مع القتيل..هل هناك سبب ما لهذا؟ كان سؤالاً مباشراً أراد به أن يربكه ،إلا أن الدكتور حاتم رد بصوت قوي ثابت:
-لقد كانت خلافات العمل الطبيعية..ربما لأنني كنت أعترض على أسلوب تعامله المتعالي مع الطلاب والعمال ..لكن من الصعب أن تسمي ما كان بيننا خلافات حقيقية.
-وماذا عن الدكتورة زينب ؟..
بان الانزعاج على ملامح الدكتور حاتم ،فهتف باستنكار:
-ماذا عنها؟..
-لاشيء.. فقط أتساءل هل كان القتيل يميل إليها.
-لم ألاحظ شيئاً كهذا ..ولم تخبرني هي عن شيء كهذا.
واكتسب صوته رنة حزم ،وهو يكمل:
-ثم إننا مخطوبان تقريباً لبعضنا البعض..فقط قررنا أن نخفي الأمر قليلاً ؛ حتى ننتهي من الماجستير.
هزّ وكيل النيابة رأسه بفهم ،وقال:
-متى كانت آخر مرة رأيت فيها القتيل ؟.
-قبل مقتله بيوم ..كنا نعمل سوياً لإعداد الجثث بالمشرحة أنا وهو والدكتورة زينب..
صمت بعدها للحظة، وهو يفكر إن كان عليه أن يخبره بتلك المشاجرة الصغيرة التى حدثت في ذلك الوقت..خشى أن يكون وكيل النيابة على علم بها ؛فيشك فيه لو أخفاها عنه ..انتبه وكيل النيابة إلى صمته وتردده، وشعر أنه يريد أن يقول شيئاً ما فاكتفى بمتابعته في انتظار أن يتكلم..بعد لحظات حسم حاتم أمره، فقال:
-في هذا اليوم كانت هناك مشادة بسيطة بيني وبينه،غادر على إثرها المشرحة،ولم يعد ليكمل عمله إلا حين انتهينا أنا والدكتورة زينب من عملنا
-إذا فقد تشاجرتم حينها مرة أخرى..أيمكنني أن أعرف لماذا حدث هذا؟.
قص عليه الدكتور حاتم ماحدث..إلى أن غادر الدكتور شريف المشرحة غاضباً ..وأخبره أنه لم يره بعدها..عاد وكيل النيابة ليسأله:
-ومتى غادرت الكلية في ذلك اليوم..
-غادرتها في الثانية والنصف عصراً بصحبة الدكتورة زينب والدكتور عبدالحميد محفوظ أحد زملائنا بالقسم ..إنني أمتلك سيارة صغيرة ، واعتدت أن أقلهم للمنزل كل يوم.
رمق وكيل النيابة الكاتب الذي جلس بجواره ،وراح يدون كل كلمة يقولها حاتم ..ثم التفت إلى حاتم، وقال له:
أنت تقرأ
ألجثة ألخامسة
Mystery / Thrillerعم منصور بصفتين رئيسيتين .. أن الرجل هو أهم شخص طوال العامين الأولين الطب إن لم يكن جميعهم.. وما وهو خازن الأسرار ..