35

310 19 0
                                    

في نفس الوقت كانت هناك أشياء مثيرة تجري في المقطم كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل ببضع دقائق.



إنه بيت الشيخ عبد العاطى .. ولم يكن الرجل بمفرده في المنزل .. كان قد أقنع إحدى زبائنه التي جاءته بضع مرات ؛كي يجد لها حل ما لزوجها الذي هجرها وطلقها ..ليتزوج آخرى، أن تقضي ليلتها ببيته معه .. كان الرجل قذراً ، لا يتوانى عن فعل أي من الموبقات مادامت سترضيه، وترضي شهواته .. فالرجل قد بدأ حياته قواداً بشارع الهرم ..ليتحول بعد سجنه إلى لص.. ثم أطلق لحيته بعد أن خرج من السجن مرة أخرى وتحول لمهنة أخرى .. صار نصاباً هذه المرة وقد عمل دجالاً.



سكن في مكان جديد مغيراً اسمه إلى الشيخ عبد العاطي ،مقنعاً الجميع أنه ببركة الأولياء ،صار قادراً على تسخير ملوك الجان ،وأنه قادر بإذن الله على قضاء كافة الحوائج ،وحل كل المصائب.. كان قد تحول بسهولة من قواد إلى لص ،وأخيراً إلى نصاب ودجال ..لكنه ظلّ كما هو، لايتورع عن فعل أي من الموبقات ولايتناهى عنه .. كانت المرأة البيضاء البدينة بانتظاره داخل حجرته وقد تخففت من الكثير مما تلبسه وإرتدت قميص نوم أحمر فاقع لونه.. بينما كان هو بالخارج جالساً على بساط مفروش بالصالة ،وأمامه لوازم طقوسه التd يقوم بها في كل مرة يكون لديه واجب منزلd؛ كما يحب أن يطلق على السيدات اللاتي يعاشرهن.



الطقوس المعتادة كانت قطعة أفيون مرة يضعها تحت لسانه، ويمتصها ببطء لتصفية دماغه ،كيلو من الكباب والكفتة أو دجاجة مشوية كاملة ، لشحن طاقته .. وزجاجة بيرة لتنشيط دورتة الدموية .. وفى النهاية حجر من الشيشة الممزوجة بالحشيش.



كان جالساً يأكل بتأن، وهو يفكر في اللحظات السعيدة القادمة.. ومن الداخل أتاه صوت المرأة رفيعاً رقيعاً ،مائعاً ومنادية بشبق:



-ألن تأت ياشيخ عبد العاطي ..لقد تأخرت يا رجل!..



أطلق ضحكة خشنة ، وهو يرد:



-اصبري على رزقك يا امرأه ،ولا تتعجلي.. إنها بضع دقائق فقط وسأتيك ؛ لأعلمك أسرار ملوك الجان كلها.



أجابته بضحكة مائعة ؛ فابتسم برضا عن نفسه ..وأخذ يكمل طعامه.



تحركت عيناه نحو آخر الصالة في منزله، فرأها تختفي في الظل ،وجل قلبه للحظة ،وهو يتساءل منْ هذه ، وكيف دخلت منزله ؟..



هل نسى أن يغلق الباب ؟..



بنعومة وتؤدة تقدمت نحوه ،ليكتشف بعد ثوان بعد أن دخل وجهها دائرة الضوء أنه أمام امرأة فاتنة للغاية ..سبقها لأنفه عطر مثير أخآذ تفاعل مع الأفيون الذي امتص بعضه منذ قليل في خلايا دماغه الرمادية، فاحتقن وجهه باهتياج، وابتسم ببلاهة، ولعابه يسيل ملوثاً جانبى فمه من الإثارة .. لم يسأل نفسه بعدها كيف دخلت إليه ومن هي، ولا ما تريده ؟.. إنها فاتنة جذابة ، وفي منزله الآن بعد منتصف الليل..كان هذا يكفيه منها ليفكر في أمور آخرى .. ظلت الابتسامة البلهاء على وجهه ،وظلت الفاتنة تتطلع إليه بابتسامة مثيرة لعوب ،وقد صارت أمامه الآن ..وارتكنت على الحائط بذراعها ، وبدا أنها تتنظره أن يبادرها بالكلام.

ألجثة ألخامسةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن