قال الدكتور مصطفى بإحراج :
- أعتقد أنني حتى وقت قريب كنت أنتمي للمعسكر الرافض .. فمشكلة تلك الأمور الخارقة الغامضة أنك لاتدري أبداً الحقيقة فيها من التدليس.
- هذا أمر متوقع بالطبع ..فمشكلة الأشباح مثلاً أنك تواجه شيء من المستحيل أن تثبته بالدليل القاطع ..أنت تتعامل مع شيء تؤمن به ،أو ترفضه بحسب معتقداتك ،أو ثقافتك ،أو موروثاتك .. ومن المحبط أنه بالرغم من توافر العشرات من وسائل البحث ،والاستدلال لإثبات هذه الظاهرة ،إلا أن مستوى معرفتنا بها لم يتعد معرفة القدماء كثيراً .. إن مانجهله عنها أكثر بكثير مما نجهله .. قالها ورمق قطته التي إرتكزت على قائميها الخلفيين ورفعت رأسها نحوه كأنما تتابع ما يقوله ،وإستطرد:
في الغرب هناك الكثير من المحاولات الجادة من عشرات الجمعيات المهتمة بهذه الظاهرة لمحاولة رصدها بأدلة مادية؛ مثل تصويرها بكاميرات عادية ،أو خاصة مع تجميع أكبر قدر ممكن من روايات الشهود إنهم يستخدمون التصوير التلفزيوني، وأجهزة لرصد بعض التأثيرات المادية المصاحبة لظهور الأشباح كالأضواء التي تضيء، أو تطفئ بمفردها، أو تحريك بعض الأغراض وغيرها.. وهناك أيضا محاولات لتسجيل الأصوات التي قد تكون مصاحبة لها ..كل هذا قد يفيد أحياناً في إثباتها، ولكن دوماً تصطدم كل تلك البراهين بحجج المنتقدين للفكرة، مثل إمكانية التزوير مثلاً ..غمغم الدكتور مصطفى بانتصار:
-بالضبط ..من السهل اللجوء للتزوير لإثبات وجود وهمي لها .. إن الخرافات مرعى خصب للأفاقين والنصابين ؛ولهذا من الصعب أن يتقبل العلم أشياء مثل هذه.
هنا رد عليه الدكتور محمود بسرعة:
-رويدك يادكتور مصطفى ..فالأمر لايخلو أبداً من حوادث موثقة كان شهودها أناس لاغبار عليهم ..أليس كذلك يادكتور محمد؟
ظل الدكتور محمد مبتسماً ، وهو يستمع لكليهما ،وهزّ رأسه موافقا على ما قاله الدكتور محمود ،وأكمل:
-بالطبع هناك العديد من الحوادث الموثقة في هذا الشان كما ذكرت يادكتور محمود ..لكن مصادرنا هنا غربية.
فكما أخبرتكم لاتوجد أى دراسات جادة عربية حتى الآن في هذا الشان..فهناك مثلاً شبح الرئيس الأمريكى الأشهر " إبراهام لنكولن " الذي رآه الرئيس الأمريكى " تيودور روزفلت" يتجول في ردهات البيت الأبيض ،وهناك قصة القس الروسي" ديمتري " التي ظلت مثالاً حياً لوجود هذه الظاهرة لفترة طويلة، ففي عام 1911م وفي ليلة من ليالي الشتاء شاهد القس " ديمتري " المشهور بصدقهِ امرأة جميلة شابة طلبت منه أن يدلها على الطريق ،وسرعان ما فعل ذلك، ولكن الصدمة عندما انتبه إلى أن رقبة المرأة تنزف دماً ، وتأكد بعد فترة بأنه في الليلة السابقة ،قد قُتلت فتاة شابة من النبلاء تحمل نفس صفات الفتاة التي شاهدها ،وقد قُطع رأسها بالكامل عن جسدها..
أنت تقرأ
ألجثة ألخامسة
Mystery / Thrillerعم منصور بصفتين رئيسيتين .. أن الرجل هو أهم شخص طوال العامين الأولين الطب إن لم يكن جميعهم.. وما وهو خازن الأسرار ..