31

275 16 1
                                    

كان هناك الشيخ عبد العاطي ...



كان أحد أشهر الدجالين في ذلك الوقت ..اشتهر في البداية في المناطق الشعبية كالقلعة والسيدة وغيرها..وبعد فترة ذاع صيته واشتهر ؛ حتى يقال إن بعض الفنانات والمشاهير صاروا لايقدمون على شيء إلا بعد مشورته..



كتب البعض عنه مقالات ببعض الصحف والمجلات الأسبوعية تمدح كراماته، وتعددها أحياناً ..وتتهمه بالدجل والنصب أحياناً أخرى، إلا أنه مات فجأة في ظروف غامضة ،تناثرت حولها الكثير من الحكايات، والأقاويل وإن لم يعرف أحد الحقيقة فيها..



لكننا نعرف .. أخبرت باتعة زوجة متولي جارتها أم كريم بما حدث لزوجها فأخبرتها انه لن يحل لها هذه المشكلة، إلا الشيخ عبدالعاطى.. فالرجل سره باتع ،و يخشاه كل الجان وأعوانهم ؛لأنه يسخر ملوكهم .. ثم راحت تعدد لها الكثير من كرامته التي شهدتها بنفسها .ألم تكن كريمة زوجة محروس العجلاتي عقيماً ، وبعد زيارته حدث لها الحمل؟ ..ألم يرغب أحد الجان في الزواج بسناء ابنة الحاج محمد أمين ،وأصابها بالمرض ،ودار بها أبوها بكافة الأطباء والمشايخ ،ولم يخلصها من هذا الجان إلا الشيخ عبد العاطي..



ألم يسرق ذهب أمينة القاضي جارتهم، وبعد أن يئست من معرفة السارق ،وكادت أن تموت كمداً ،ذهبت إليه فاستطاع معرفة السارق .. كان هناك الكثير من الحكايات الأخرى ..وكالعادة لا أحد يدري ما الحقيقة ولا الضلال فيها.. ولكنها الفطرة المتوارثة في نفوس الكثير من المصريين الذين يثقون في الشيوخ والأولياء ..ويتكفل دوماً خيالهم بصنع كرامات لهم عن حق كانت أو باطل ..ولذا نجد أن باتعة لم تكذب خبراً ، وقررت أن تزوره فربما يحل مشكلة زوجها مع تلك الجثة اللعينة في المشرحة ،والذي كان قد قصّ عليها كل مافعلته بهم ، وكل ماقيل عنها ؛ فصارت لاتنام من الفزع خشية أن تصحو ؛فتجد نفسها بين الجثث كما حدث لزوجها.



تطوعت أم كريم ،وأخبرتها أنها ستصحبها إليه، وهمست إليها:



- إن الرجل أتعابه عالية بعض الشيء ...لكنه مضمون .



وبالطبع مادام الأمر يتعلق بالنقود ؛فقد وافق متولي على مضض دفعه إليه خوفه.



بعد العصر اتجهوا إليه حيث مقره بالقلعة..وفي شقة بالدور الأرضي في عمارة قديمة كان يقيم.. دخلوا الشقة ففوجئوا بسيدة بدينة ترتدي جلباباً زاخراً بالألوان الصاخبة تستقبلهم، ثم طلبت منهم أن ينتظروا دورهم في مقابلته ..كان المكان يعجُّ بالكثيرين ممن أتوا للشيخ بحثاً عن كراماته ..فمالت أم كريم على أذن باتعة قائلة بفرح:



-انظري كم واحد هنا قادم للشيخ ..ألم أقل لك إنه ذو سر باتع ، وسوف يحل مشكلتك إن شاء الله.



غمغمت باتعة بأمل :



- يارب يا أم كريم ..يارب تشاغلا بمتابعة الكثير من رواد المكان القادمين بمختلف أنواع المشاكل.. هذه هجرها زوجها لأفعى أخرى ،وتلك ممسوسة ، وهذا قد صنع له أحدهم عملاً فصار لا ينجب وآخرون بمشاكل شتى ..ظلتا هكذا إلى أن حان دورهما، فنادتهم المرأة البدينة ،فنهضتا بسرعة ،واتجهتا إلى حجرته ،وقالت باتعة لها هامسة قبل أن يصلا لبابه :

ألجثة ألخامسةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن