الفصل الخامس والثلاثون

478 26 0
                                    

:- انت كويس صح...
كانت تهمس له والقلق لون صوتها وقطرة دمع رقيقة تتدحرج علي اسيل وجنتها كماسة براقة...
هز رأسه لها ثم اجابها بصوت اجش يؤكد لها...
:- انا كويس...  مش اول مرة ومش اخر مرة...  انا كويس اكتر اني شوفتك مرة تانية يا ملاك...  كويس ان لسه عندي فرصة اقولك تسامحيني.... 
تنهد بعمق وهو يلاحظ فمها الذي تفتحه وتغلقه كسمكة صغيرة غير قادرة علي ايجاد شيء تقوله كأنها تحارب نفسها ضد رفضه وسماعه فاستغل ترددها ليكمل لها بصدق حمله كل حرف خرج من فمه...
:- انا كدبت يا ملاك.... انا حبيتك من اول يوم عرف فيه الحب......
تقابلت عينيهما وقد حل الصمت بينهما وكأن حتي الأنفاس توقفت.....
كانت نظراتها متسعة وقد وقعت كلماته عليها كضربة علي الرأس زلزلت وعيها وتوازنها فاختلط الحلم بالواقع بالأمنيات....
هل قال هذا....
هل سمعت ما قاله....
والله اني احبك يا طفلتي...
والله احبك منذ تعلم قلبي معني الحب....
منذ حبي داخل عالم الهوي السحري بفضلك يا ملاكي....
:- انا عارف انك مش واثقة في كلامي وحقك انا فاهم مشاعرك فاهم كل الي انتي حاسة بيه بس انا مش هفهم ابدا انك بطلتي تحبيني اني مبقاش من حقي اقولك اني بحبك اني خسرت فرصتي معاكي الي تخليني اثق اننا هنرجع...
تنفس بعمق وصمتها يقلقه....
:- انا...  انا مستعد استني يوم اتنين شهر سنة استني عمري كلو يا ملاك لكن يكون في فرصة تصدقيني...  فرصة لرجوعنا فرصة اثبتلك اني بحبك....
لم تصدر اي رد فعل فقط تنظر اليه بصمت ابتلع لعابه بصعوبة وهو يكمل لها باستسلام...
:- ورغم كل الي قولته هحترم قرارك يا ملاك لأني بحبك لأنك اغلي عندي من اني افرض نفسي عليكي او افرض عليكي الي متحبيهوش..  لأني وعدتك ووعد نفسي اني احققك كل الي بتتمنيه علي قد ما اقدر علي الأقل واني مأذيكيش بقصدي...
ابتسم بسخرية وتابع بصوت اجش وعينيه تحاولان التقاط ادني ردة فعل منها.  .
:- عارف ان كلامي يمكن يضحكك لأني اول واحد أذاكي لكن صدقيني انا اتأذيت زيك يا ملاك مفيش لحظة في البعد مكنتش بموت فيها وانا بتمني اني ارجعلك...  مفيش يوم مكنتش ندمان اني كنت السبب في نزول دمعة واحدة من عينك...
وكأن عينيها تصران علي تعذيبه فذرفت المزيد من الدموع قطرة تلو الأخري وعينيها الزرقاء تختفيان خلف جفونها ما ان اغلقتهم تحرمه التواصل بينهما كأنه تخبره أنه لا فائدة....
:- انا اسف للمرة المليون وعارف انو مش هيفيد بحاجه...  لكن انا هستني يا ملاك..  هستني الفرصة التانية الي هتجمعنا...  ومش هوعدك تني ابعد ومش هوعدك اني مش هحلم نرجع...  ومش هوعدك اني هحاول كل يوم عشان نرجع عشان تصدقيني عشان تعرفي اد ايه بحبك...  انا مش هجبرك بس هقنعك هحارب عشان تقتنعي ان الي بينا مينفعش يكون ماضي وان الي جمعنا يستاهل فرصة...  الا....  الا لو كان قلبك اتعلق بالفعل بشخص تاني....
كان الشخص الأخر هو يوسف وكلاهما يعلم هذا...
انتظر منها نفي... 
انتظى اي كامة تريحه...
اي ردة فعل لكن لا شيء سوي الصمت....
ضرب قلبه ببطأ ظاخل صدره وشعور بالمرارة يتسرب اليه...
لا انه لن يصدق ابدا ان قلبها معلق بشخص اخر...
ليس وهي تذرف هذه الدموع لأجله....
ليس وقلبه يخبره بهذا...
ورغم تكراره لهذا التأكيد ظل الخوف يتسرب اليه شيئا فشيئا......
لا لن يحبط..
انه لازال في بداية الطريق...
سيحاول...
ان لم يكن الأن فغدا...
وان لم يكن غدا...
فذات يوم...
ذات يوم سيضمهما منزل واحد شعاره الحب حتي لو حارب الكون لأجل تلك اللحظة..
:- توعدني...
نظر اليها لتقابله عينيها الدامعة وصوتها الذي يحمل بحة البكاء يتابع غزو قلبه...
:- توعدني اني لو اديتك فرصة متجرحنيش يا حارس...
توعدي متدنيش السعادة والحب واللحظات الجميلة والذكريات الي اعيش عمري كلو بحلم بيها وبعدين تاخد دا كلو مني في لمح البصر...  توعدني انك مش هتكسر قلبي بعد ما يتعلق بيك تاني...  توعدني انك...... 
التقطت انفاسها بصعوبة وهي تكمل بشجن...
:- انك متبعدش عني تاني....

نشأت ابتسامة صغيرة علي شفتيه وعينيه تلتهمان تفاصيل وجهها بحب...
:- مقدرش...  صدقيني مقدرش ابعد تاني...  لاني تعبت من البعد...  حياتي وانتي مش فيها زي الأرض البور هي موجوده بس مفيش فيها خير....  انتي الخير الي ربنا رزقني بيه يا ملاك وانا مش هضيعك تاني اوعدك...

اقترب منها خطوة اخري ثم قال وشوقه اليها يغلبها....
: وحشتيني اوي يا ملاك.... وحشتيني لدرجة اني حاسس اني بتنفس اخيرا لأني شفتك... ادينا فرصة يا ملاك واوعدك بحياتي وبشرفي وبيكي انك مش هتندمي  .

اشرقت ابتسامة ناعمة علي شفتيها وهي تتنهد مستسلمة لحكم القلب ثم رفعت اناملها تمسح مدامعها ولسانها يخبره بصوت خجول ما اختزنته داخل قلبها...
:وللأسف انتي كمان وحشتني... وحشتني في كل لحظة حتي وانا بقولك اني بكرهك وحشتني في اكتر وقت كنت موجوعه فيه منك.... مقدرتش انساك انسي طفولتي ولا مراهقتي ولا... ولا انهي يوم من عمري وانت كنت موجود في كل يوم منه....  انا مقدرتش انساك ومقدرتش احب حد تاني....  مكنش في حد يحتلني زيك ورغم كل الأسباب الي تخليني المفروض اثبت علي موقفي وابعد عنك الا اني زي كل مرة بسامحك و...... بحبك .
اغمض عينيه وكأنها ضربت قلبه تفجره كألعاب نارية فنطلقت النبضات تضرب صدره بقوة ناشرة معها موجة عاتية من السعادة اتسعت علي اثرها شفتيه وقد قبض يديه يجواره بعنف حتي لا يقترب منها يضمها اليه حتي لا يبقي بينهما مسافه...
يزرعها داخله كما يتمني...
يشتم رائحتها ويتشبع من قربها لكنه لن يفعل ليس الأن علي الأقل...
فتح عينيه وابتسامته تزداد اتساعا يحتف لها بصدق ولولا هيبته واتزانه لقفز امامها كالأطفال فرحا...
:- مش هتندمي يا ملاك...  اوعدك...  واوعدك اني هقولك اد ايه بحبك قريب قريب جدا......
تقابلت عينيهما بحديث طويل وابتسامات الشفاه توازي ابتسامة القلب الذي يخفق مرتاحت بعد طول شقاء..
فان كان قربها مر فبعدهما اكثر مرارة...
اكثر بكثير مما يستطيع كلاهما تحمله...
بعد دقائق كانت تستقر بجواره علي الأرجوحة تربع قدميها اسفلها كما تحب تنظر اليه وفمها يثرثر بكل ما اختزنته هذه الأيام داخلها من قلق وتوتر وحكايات مؤلمة...
كانت كطفلة تشكو لوالدها كل ما ألم بها في غيابه...
وكان هو يجلس بجوارها عينيه لا تنخفضان عنها كأنه يخشي ان تختفي واذنه تستمع لكل حرف منها بشغف...
صوتها بنغماته المبحوحة الذي يهبط الي قلبه مباشرة فيملئه سعادة...
سعادة يخشي ان تكون خيال...
انها هنا...
تنظر اليه وعيونها الزرقاء تغرقه في لجتها بغير حول له ولا قوة...
تحدثه وسمعها بسرور مهما طال الحديث....
مهما كررته...
انه لن يمل ابدا من سماعها...
من رؤية تعابير وجهها التي تتبدل مع كل كلمة...
عيونها الحزينة لأجل صديقتها وتلك القوة التي تشع من كلماتها بينما تتحدث عما فعلته وستفعله لأجل عودة صديقتها سالمة الحنان الذي يغمر صوتها حينما تحدثه عن ذكريات صديقتها معها وكم هم كجزء لا ينفصل منها....
قد تبدو ملاك هشة وضعيفة لكل من يراها فدموعها قريبة وسهلة التأثر...
لينة وحلوة كفراشة رقيقة...
لكنه اكثر من يعلم كم هي قوية...
فالقوة ليست في كتمان الدموع او القسوة...
انها قوية حينما تدافع عن من تحب....
قوية حينما تحتاج اليها في موقف قوة...
قوية وثابتة وتفكر بعقل لكن بعد ان تفرغ شحنات دموعها اللطيفة...
انه يحب كل هذا فيها...
يحب ذلك العطف والحنان والشغف والقوة والهشاشة فيها....
كأن فيها شيء لا يحبه...
انه ومهما اجمع الناس علي ان فيها عيب لا يراي الا اجمل ما فيها.....
:- حارس انت سامعني ولا نمت ولا ايه...
اتسعت ابتسامته للهجتها المازحة ثم اجابها بمشاكسة...
:- اه خدت تعسيلة ورجعت انتي عبيطه يا حبيبتي ما انا قاعد مبحلق فيكي اهو هو انا سمكة هنام وانا مفتح عيني....
ضحكت برقة بينما تحرك حاجبيها بشقاوة...
:- والله انا اعرف ناس بتنام وهي واقفة عادي مش هستغرب العنين المفتحة دي.....
حرك عينيه بملل ظاهري...
:- اممم...  لا دا احنا بنستلطف بقي...
:- طول عمري لطيفه اصلا انت الي مش واخد بالك...
كانت ابتسامتها متألقة ماهرة في سرقة نبضاته واتزانه وتشتيته عن اي شيء سوها...
(لا حرمني الله من ابتسامتك يا غاليتي)
همس بها داخله وكل نبضة من قلبه ترددها لا حرمه الله منها ولا من عينيها ولا من ابتسامتها ولا من جمالها ولا من حبها...
تألقت عينيه ببريق غامض وابتسامة شريرة ترتسم علي شفتيه بينما يسألها بلطف خادع...
:- اممم بالمناسبة يا لوكا متعرفيش الاقي يوسف فين...
تطلعت اليه بتساؤل لكنها اجابت ببساطة رغم ذلك...
:- اكيد في شقته الجديدة بس ليه انت عاوزه في حاجه...
هز رأسه بإيجاب وابتسامته تزداد شراسة...
:- محتاجه في مشوار مهم هيقعد فيه كام يوم كدا في المستشفي علي ايدي ان شاء الله...
شهقت بخفه وعينيها تتسعان بقلق..
:- حارس انت بتهزر صح..  انا عارفة انك بتهزر...
عينيها شاكستها بنظرات عنيدة وفمه لم يترك الابتسامة...
:- لا يا روحي مش بهزر انا هطلع عينه وعينك بإذن الله علي التمثلية اللطيفة بتاعتكم يا لطيفة بس ان مش واخد بالي...
كتمت ضحكتها وهي تهمس له بصوت عابث ...
:- يا حبيبي مهو انت تستاهل الصراحة...
رفع حاجبه عاليا لتكتم ضحكة اخري وهي تهادنه بلطف..
:- اقصد كنت تستاهل يعني وقتها وبعدين مش احنا اتصالحنا وخلاص...
:- لا متحاوليش اتصالحنا حاجة والي هتشفوه انتو الاتنين علي الايام السودة الي عشتها حاجه تانية خاصة الحيوان التاني دا بس لما اشوفه...
رفعت حاجبها له بحركة مشابهة لحركته ثم قالت من بين اسنانها بتحذير...
:- مبلاش يا حارس يا حبيبي نتكلم في الماضي عشان انا مانعه نفسي بالعافية صدقني وان كنت انا مثلت عليك لعبة اني بحب غيرك فانت روحت اتـ....
اوقفها بوضع كفه علي فمها يكتم صوتها بينما يطالعها بعيون معتذرة وعينيها تطالعه بشرر..
:- انا اسف انتي معاكي حق خلاص...  هشيل ايدي بس كلمة كمان عن اي حاجة فاتت هدخل لخالي حالا وهقوله علي كل حاجة واتجوزك واضمن مستقبلي قبل اي خناقة تانية بينا انا مصدقت نرجع...
ترك فمها لتصرخ به بصوتها المبحوح وعيونها تلقي اليه بتحذيرات شرسة كقطة داس علي زيلها...
:- بتكتم صوتي يا حارس بتكتم صوت الحرية يا ظالم...  علي فكرة بقي انا اديتك فرصة اه بس انا منستش وهنتكلم يعني هنتكلم...
:- طيب نتكلم بعد ما المأزون يجي بقي...
قالها بزمجرة بينما يقف متجها الي منزل عمه بخطوات سريعة ثابته بينما تتابعه بعيون متسعة وما ان استفاقت لاتجاهه لداخل المنزل حتب افلتت منها ضحكة غير مصدقة بينما تقف لتتبعه مهرولة وصوتها يهتف من خلفه...
:- استني يا مجنون رايح فين... 
وصلت اليه اخيرا لتقف امامه قائلة والضحكات تهرب  من بين شفتيها بدون ارادة منها...
:- استني بس فهمني انت رايح فين. 
:- سلامة النظر يا لوكا داخل بيتكم...
لهجته الملولة هربت ضحكة اخري منها بينما تسأله مرة اخري...
:- لا واخده بالي يا حبيبي بس عاوزه اعرف داخل بيتنا تعمل ايه...
تصنع التفكير للحظة ثم قال بجدية...
:- داخل احب في خالي شوية...  هكون داخل ليه يعني عشان احدد معاد اتجوزك فيه...
توقفت لثانية لا تدري اتضحك او تصدق ام ما الذي تفعله حتي طافت خاطرة داخل عقلها لتهتف به بسرعة......
:- لا جواز ايه استني هنا مفيش اي جواز الا لما ورود ترجع انت اتجننت...
اغمض عينيه يتمالك اعصابه من جنونها ثم فتح عينيه ليقول ببتسامة ممطوطة....
:- بقول نحدد مقولتش داخل اجيب المأزون واتجوزك يا اخرة صبري..
:- ولو مفيش اي حاجه هتحصل الا لما اطمن علي ورود...
كاد يعترض علي كلماتها الحازمة الا انها بدلت لهجتها لأخري بائسة وقد ترقرقت الدموع تموج عند زرقة عينيها...
:- انا مقدرش افرح وهي غايبة يا حارس...  مقدرش اكون سعيدة ومرتاحة ولو باتفاق اننا نكون مع بعض وانا مش عارفة هي كوية ولا لا  عايشة او ...
توقفت تزدرد لعابها بصعوبة وغصة تتكون كالشوك في حلقها ثم نطقت اخر كلمة بخفوت وكأنها تخاف ان تسمعها اذناها...
:-  لا....
تنهد بعمق وقد كان قاسيا عليه رؤية كل هذا الألم في عينيها مد كفه يحتوي كفها يمرر ابهامه علي ظهره بنعومة وعينيه تلتقيان بعينيها يعدها بصدق..
:- اوعدك اني هعمل الي اقدر عليه عشان ترجع بالسلامة وتحضر فرحنا.....
ابتسمت له ليبادلها الابتسامه لثوان قبل ان يغير الموضوع مازحا...
:- دا لو عملنا فرح لأن لو فضلتي نكد كدا يا ملاك موعدكيش...
ضربت كتفه بغيظ ليحرك لها حاجبيه بإغاظه ثم سحبها خلفه متجها الي المنزل...
:- تعالي ندخل عشان نطمن عمتي حبيبتي لأنها هي الي ادتني الفرصة دي هدهد قلبي دي هي اطيب واحده في البيت دا....
وقف قبل ان يدخلا الي المنزل لتطلع فيه بتساؤل اجابه بابتسامة واسعة وسوته يخبرها بحرارة...
:- هو انا قولتلك اني بحبك....
تصنعت التفكير لثواني ثم اجابت بنبرة متلاعبة...
:- مظنش.....

****************************************************************************
دخل ضياء الي منزل آل شريف حيث  تلك المجموعة التي اصبح يراها اسبوعيا تقريبا وقد ربتطه صداقة مع بعضهم واحترام مع البعض الأخر  ورغم ان اليوم ليس اليوم الذي يجمعهم عادة لكنهم اجتمعوا بطلب منه فهناك معلومات مهمة حصل عليها...
لا يدري هذه المعلومة عليهم.....
القي نظرة الي والد ورود الذي كان يطالع دخوله بلهفة كأنه يتمني اي حرف يطمئن قلبه اشفق ضياء علي ما عاناه هذا الرجل منذ حضر الي البلد وكل تلك الصدمات التي وقعت فوق رأسه كنيزك من السماء فازدتدت تلك الخيوط المحفورة علي وجهه فيبدو مأنه كبر عشرة اعوام في عدة ايام ولا زال القادم لا يبشر بالخير ...
اجلي حلقه و القي تحية مهذبة ثم تقدم ليجلس بجوار رضوان وعيونهم الملهوفة تتابعه وتزيد مت صعوبة ما سيقوله...
:- طبعا احنا بحثنا كتير عن انسة ورود ومدام جيهان ومكنش في اي معلومات عنهم حتي بعد محاولات كتير وحتي لما تتبعنا الحساب الي قال عليه كامل بيه لقينا ان الفلوس اتسحبت تماما منه من قبل اختفاء ورود بفترة ودا اكد لنا ان مدام جيهان كانت بتخطط لكل الي حصل دا من فترة مش قصيرة و احنا حاولنا نتتبع خط سيرها لكن مفيش اي فايدة لكن في معلومة مهمة وصلتلي انهاردة...
اجلي حلقة مرة اخري وهو يرفع عينيه فيهم بداية من ملاك التي جلست تجاور شخصا جديدا هو الوجه الغريب بالنسبة اليه وعيونها متسعة كأنها تشعر بالخوف وعلي مقربة جلست حياة بجوار زوجها ووجهها مرهق مصفر من التعب وزوجها يحتوي كفها بدعم ويليهم تمارا التي كانت شاحبة والقلق ينحت ملامحها نحتا ثم رضوان وفي المقعد المجاور له جلس ذلك الطبيب الذي يبدي اهتماما غير مهني بالمرة لاختفاء ورود  وعلي الاريكة المقابلة جلس شريف مختار وعلي احد جانبيه زوجته وعلي الجانب الأخر والد ورود والذي توقفت عينيه عنده وصوته القوي يكتسب لمحة اعتذار وشفقة...
:- البقاء لله يا كامل بيه... جيهان كامل وهدان توفت في حادث سيارة علي الطريق السريع امبارح.....
عم الصمت علي الغرفة كأن علي رؤوسهم الطير وكأن الأنفاس توقفت في حلقهم جميعا لكن عينيه لم تلتقط سوي ملامح والد ورود التي شحبت تماما وجحظت عينيه بصدمة وبدي انه يعاني من صعوبة في التنفس...
التفتت عينيه لا اراديا الي الطبيب الوحيد في الغرفة والذي هم لمساعدة الرجل بالفعل وقد قطع الصمت بهتافه باسم دواء يريد ان يجلبه احدهم واطاعه رضوان سريعا وساعده الرجل الغريب علي المجموعة في نقل الرجل الاكبر سنا الي الغرفة التي اصر شريف مختار ان يسكنها كامل حتي تعود ابنتين...
بعد عدة دقائق مرت طويلة خرج طارق من الغرفة يطمئنهم انه اصبح بخير وانه نائم بعد ان اعطاه الدواء..
وقف امام ضياء يتحرك فمه كأنه يريد ان يسأل شيئا لكن لسانه لا يطيعه ولكن ضياء التقط السؤال بدون الحاجة لنطقه ليطمئنه بلهجة معتذرة وهو يتأكد ان ذلك الطبيب يكن لتلك الفتاة مشاعر خاصة اكثر بكثير من مشاعر طبيب لاحدي مرضاه...
:-  مفيش اي معلومات  للأسف عن انسة  ورود يا دكتور طارق ومكنتش مع جيهان  وقت الحادث...
سمع زفيرا مرتاح اطلقه طارق وقد استعاد وجهه بعض اللون لكنه شحب مرة اخري اكثر واكثر مع كلمات ضياء التالية....
:- لكن دا ميطمنش اكتر الحقيقة... لان دا معنات اننا فقدنا الخيط الوحيد الي ماز ممكن بيه نلاقي ورود...

كل الدروب تؤدي اليكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن