الفصل الثامن

6.8K 165 1
                                    

كانت تدور بخفه وسعادة بين زراعي والدها حيث يكمن امانها وشعور بالسكينة يغمرها فهي سعيدة اليوم من اجل حياة....
:- تسمح تسلفني الجميلة دي يا خالي ارقص معاها....
توقفت انفاسها بخوف وهي تلمح ابتسامة والدها الموافقة لتقول بعنف غير مبرر...
:- لا شكرا انا مش حابة ارقص مع حد تاني.....
:- انا مش بطلب اذنك...
قالها بينما يحيط خصرها بقبضة قوية ويبتعد بخطواته قليلا عن والدها لتهتف به بعصبيه واحد كفيها تضرب صدره بغيظ....
: انت انسان بارد اوي انا مش عاوزه ارقص معاك .
ابتسم بسخرية وهو يجيبها ببرود...
:- وانا قولتلك مش بطلب اذنك.....
تنهدت بغيظ...
:- انت عاوز ايه يا حارس ممكن اعرف..
:- عاوز اعرف ايه الي بينك وبين يوسف...
ضيقت عينيها علي ملامحه الجامدة ثم رسمت ابتسامة ساخرة علي وجهها وهي تنظر الي عينيه بتحدي ..
:- يوسف دا...
تصنعت الخجل وهي كمل كلماتها ببطأ...
:- حبيبي...  والي بينا شيء ميخصكش يا حارس....  مش من حقك حتي مجرد سؤال....
اشتعل سواد عينيه بغضب اسود  ليصبح كسماء مليئة بالنجوم  او كأنها قطعة ماس سوداء براقه  جعلتها تبتلع ريقها بصعوبة لا زالت عينيه نقطة ضعف تتمني الشفاء منها كما تتمني الشفاء من تلك الرجفة التي تصيب قلبها من نغمات صوته الخشنة......
: مش من حقي..... حتي مجرد سؤال!  .....
ابتسامة ممطوطة ومخيفة ارتسمت علي وجهه بينما يقربها اكثر اليه حتي اصبح انفها امام صدره تماما تتسلل رائحته الي رئتيها كسم زعاف يقتلها ببطأ ورأسه يميل مقتربا منها حتي ضرب انفاسه الحارة اذنها الحساسة لترتجف بين يديه وقلبها يضرب كطبول الحرب داخل صدرها حتي شكت انه يسمعه وصوته يصلها هامسا متوعدا اسود كما عينيه...
:- احلمي بس يا ملاك مجرد حلم انك تنسيني بـ.... يوسف.
ابعدها عنه بشكل مفاجئ يديرها حول نفسها بعنف مكملا الحركات الراقصة وقد تلألأت عينيه ببريق وحشي وما ان كاد يستعيدها بين زراعيه حتي قاطعه يوسف وهو يقف بينهما وهو يلتقط كف ملاك ليديرها نخوه يراقصها كأن شيء لم يكن بينما هي لازالت ترتجف وعينيه تأسران عينيها بسحر لا فكاك منه لولا يوسف الذي ادارها ليصبح وجهه نقابل لوجه حارس فأهداه ابتسامة سمجة ثم مال كما فعل حارس منذ لحظات هامسا لها وعينيه لا زالت علي حارس الذي يبادله النظرات....
: انتي عملتي ايه خلاه زي الأسد المحبوس في قفص كدا... مطلعتيش سهلة.. .
  افلتت ابتسامة مرتجفة منها لم يراها يوسف رغم ابتعاده لكن صوتها وصله بلهجته المبحوحه...
:-  قولت انو ملوش حق يسأل عن اي حاجة...
: حاجة زي ايه....
ارتبكت قليلا فلو قالت له ما قالته لحارس سيقتلها بل يمكن ان يعلق لها احبال المشنقة بدل من حارس نفسه لكنه لز يتواني عن مساعدتها هي متأكدة.....
: حاجة زي اننا بنحب بعض....
توقف عن الرقص وقد امتلكته صدمة للحظة ثم تخطاها لتنطلق ضحكات عالية منه وهو يديرها عائدا للرقص...
:- مع اني محبش اكون من اعداء حارس او ادخل في مشاكل بس اللعبة عجبتني..... 
عاد ينظر لحارس الذي اتخذ ركن بعيدا للوقوف وعينيه لا تبتعدان عنهما ثم تابع....
: ودي لسه البداية .
ضحكت هي الأخرى لتشتعل عيني ذلك المراقب بصمت وكل خلية فيع تحترق بعجز....
  : بحبك وانت فاهمني يا جو  .
ورمشت ببراءة  فضحك بشده وهو  يقول لها بمكر...
: مش قولتلك مش سهلة انا هخاف بهد كدا من قلبتك يا لوكا...
:- لا ما تخفش دي اوبشن خاص بالغاليين...
والتقت عينيها مع حارس البعيد عنها و ليس  البعد بالمسافة بل ان بعد الروح اكثر ألما...
"اموت ولا تدري وانت قتلتني
                         فلا انا ابديها ولا انت تعلم
لساني وقلبي يكتمان هواكم..
                        ولكن دمعي بالهوي يتكلم"
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
انتهي الزفاف الفخم و ودع الجميع  العروس بدموع وضحكات ثم رحل الجميع ...........
وقفت ملاك وتمارا وورود يودعنها ببكاء ليقول سيف ممازحا بينما يكتم قلقا ينهش قلبه...
:- ايه الدراما دي انتم الاربع دا مجرد اسبوعين....
:- بس يا عديم الاحساس انت...
قالت تمارا بينما تلقي اليه بنظرة غاضبة ثم عادت الي حياة لتقول بتأثر...
:- هتوحشيني اوي....  خلي بالك منها يا اياد.....
:-  في عنيا يا تمارا.....  ملاك  وروود هنتأخر علي المطار ممكن تسيبوها....
نظرن اليه بنظرات غاضبة بمن فيهم حياة نفسها ليصمت بينما ينظر الي سيف الذي ازره بصمت حتي ابتعدا اخيرا عنها لتنطلق حياة مع اياد الي حياة جديدة ومعهما سيف الذي سوف يوصلهم الي المطار..  
:- وروود تحبي اوصلك...
سألت تمارا لتجيبها وروود بينما تشير الي طارق الواقف علي بعد منها ببذلتة الرمادية ونظارته الأنيقة....
:- لا شكرا دا جاري وصادف انو في الفرح هو هيوصلني متقلقيش عليا....  انتي هتمشي لوحدك....
:- طبعا لا رضوان واقف زي ابو الهول هناك كدا ومش راضي يمشي الا لما يوصلني كان عوزنا نروح من بدري وعملنا مشكلة كما العادة...
تنهدت بضيق ثم تابعت تنظر الي ملاك...
:- وانتي يا لوكا هتروحي ازاي انا شفت عمو شريف وطنط هديل مشيو من بدري....
:- هروح لوحدي... كان المفرض يوسف يوصلني لكن راح يوصل عنبر ومعرفش يرجع....
:- طيب تعالي اوصلك انا ورضوان....
:- لا يا روحي انا هروح لوحدي متقلقيش عليا....باي يا بنات نتقابل بكرة بقي...
ضحكت وروود ثم قالت بمشاكسة بينما ترحل...
:- بكرة ايه انا هاخد منكم اجازة لشهر...
:- ندلة اوي البت دي انا همشي بقي عشان رضوان مستني برة واكيد هنتخانق تاني...
ضحكت ملاك  وهي تشاكسها...
:- طيب يلا الحقي الخناقة من الأول....
اشارت لها تمارا برأسها لشيء ما خلفها تغضن جبين ملاك بعدم فهم لكنها استدارت تنظر الب ما تشر اليه تمارا لتجد حارس يقف خلفها علي مقربة منها وما ان تقابلت نظراته حتي بادر بتهذيب مرحبا بتمارا...
:- ازيك يا تمارا...
:- تمام  شكرا ليك....  هتيجي نوصلك يا ملاك...
قالت تحاول انقاذ ملاك لكن حارس ابتسم لها ابتسامة باردة مجيبا بدل من ملاك...
:- لا انا هوصل ملاك متقلقيش انتي....
:- وانا مش عوزاك توصلني انا هروح مع تمارا....
:- وانا مطلبتش اذنك اصلا خالي هو الي طلب مني اوصلك ولحد ما نوصل البيت مش عاوز نفس.
نظرت اليه بعيون متسعة بصدمة ثم اشتعلت عينيها بالغضب لتتحول زرقة الأمواج داخلهم لعواصف ليلية...
:- انت فاكر نفسك مين عشان تكلمني كدا انـ
:- هششششششششش.....
قاطعها بعنف وعينيه تصارع عينيها وكل منهم يبغي النجاة....
النجاة من الغرق في الظلام اكثر...
النجاة من ذلك الموت الذي يجذب الروح ببطأ فيلونها بألم وما أقسي ألم الأرواح حين تفارق....
لا يعلم ايمنهما كيف حدث الباقي كيف ودعت صديقتها وصعدا الي السيارة وانطلقا في طريق قد يكون طويلا او قصيرا لا احد فيهم علم...
لقد مرت فقط الدقائق ببطأ وصمت ثقيل يغيم علي سيارتهم...
اسندت رأسها علي الزجاج تطالع الخارج بعينين لا تريان بينما يقبض هو علي مقود السيارة بعنف كأنه سوف يفر هاربا....
تنهدت وشعور بالاختناق يغزو صدرها لتتحرك قليلا تمد يدها تفتح المذياع لعله يغزو ذلك الصمت بأي شيء....
لكن كأن القدر يلاعبهما مصرا علي ضرب قلبيهما بسهم من الألم...
تسللت كلمات الأغنية الي كليهما لتزيد رقعة الوجع....
"
بَيننا كِذبَةٌ
فيها قَلبٌ أُودِعَ
رهناً لديكَ وأنتَ ودَّعتهُ
أكرهُ...
أكرهُ أنَّك في قلبي
علَّك عَنهُ تختَفي
فنبضي يؤلِمُني
أكرهُ...
أنّ حُبَّك مُعَذِّبي
ارحَلْ واترك لي قلبي
فنبضي يؤلِمُني
بالأمسِ شَكَوتُكَ
للنجومِ في العُلا
فمَن لي سِواها لأشكو؟
حينَ سألتُها
عَمَّن بالوصلِ قسا
قالتْ قَسوةُ البُعدِ أرحمُ
"
اغلق المذياع بعنف وهو يضرب علي المقود لتنتفض مكانها لكنها لم تتكلم رفعت عينيها الي سقف السيارة تحاول ابعد العبرات عن عينيها فلن تتحمل اذلال ان يراها تبكيه...
ليس بعد كل هذا الوقت...
ليس بعد كل هذا الجهد في بناء ألم سور يحجب مشاعرها...
ليس بعد ان رددت ألف مرة انها لم تعد تهتم...
لا به...
ولا بحبه...
ولا تشتاق له...
صوت احتكاك اطارات السيارة هو ما اخرجها من شرودها لتنظر من النافذة الي منزلها المضاء...
منزلها هو امانها الوحيد الأن حيث ستختفي داخل غرفتها تبكيه بصمت وبعدها سوف تقف امام المرآة لتسبه  وتخبر نفسها للمرة المليون انها تكرهه وانا لم تعد تهتم....
اقتربت هديل القلقة وشريف من السيارة لتقول بحنان وهي تلتقط كف ابنتها تساعدها علي الخروج من السيارة...
:- اتأخرتوا اوي يا حبيبتي قلقت عليكم....
:- علي ما ودعنا حياة يا ماما...
ابتسمت بصعوبة لوالدتها ووالدها لتتابع والدتها ناظرة الي حارس...
:- انزل انت كمان يا حارس مش هتمشي في الوقت دا الدنيا ليلت جدا والطريق بليل مش بيكون أمان وبيتك بعيد دا ساعة كاملة....
اجابها حارس بتهذيب محاولا رفض الدعوة لكن شريف قاطع رفضه...
: حارس اسمع كلام عمتك انت عارف اد ايه هي عنيدة و الوقت فعلا اتأخر والطريق من هنا شبه مقطوع الوضع خطر فعلا .
: متقلقش عليا يا خالي انا ظابط سابق في الجيش مش عيل صغير  .
نظرت اليه هديل بصرامة...
: لا مش عيل صغير بس دا ميمنعش اننا نخاف عليك وبعدين فيش نقاش يا حارس انزل حالا  .
تنهد باستسلام ثم هبط من السيارة وناظر عمته بابتسامة صغيرة وهو يدخل معهم الي المنزل حيث هربت ملاكه الصغيرة الي غرفتها ودخل هو الي غرفة الضيوف يتشاركها هو وذكرياته وكثير من الأرق فكيف يأتيه النوم وهو يعلم انه خسر حتي وان كان خسر بإرادته الحرة فللخسارة طعم صدأ مقزز يحول اجمل الذكريات الي نيران حارقة......
اشرقت الشمس تنعكس علي امواج  عينيها العاتية مع انفراج جفنيها فتسكن انفاسه وهو يغرق فيهما ولونهما الأزرق المترقرق يصيبه بسهام العتاب ليلتهب الكون من حوله ليضيق صدره باختناق لكن جفونها المزينة برموش جارحة سوداء اسدلت لتحجب عنه بحار عينيها لتسقط الشمس علي وجهها الجميل بملامحه الناعمة  حاجبيها الرفيعين الأسودين المضادين لبياض بشرتها الشاحب وانفها الصغير ووجنتيها المتوردة وشفتيها التي كالخمر محرمة وذقنها الحاد الذي زينته شامة صغيرة جدا حلوة وشعرها الحريري الأسود تحركه الرياح كيف تشاء.....
عادت تفتح عينيها تنعم عليه برؤية زرقتهما الغالية لكن نظراتها لم تكن له هذه المرة كانت لشخص اخر يقف بعيدا....
ابتسامة ارتسمت علي وجهها لذلك الشخص بينما وقف هو بعيدا بينما يقترب الأخر ليزداد انقباض صدره باختناق.....
انتفض حارس من حلمه حيث يسكن قلبه مع ذات العيون البحرية وقلبه لازال ينبض ببطأ مؤلم كأن جبلا يرقد فوق صدره...
كيف نام ومتي هو لا يدري لكن يبدو انه غفا  منذ وقت قليل فالشمس اشرقت منذ ساعة بالكاد  ...
ذهب لأخذ حمام سريع ثم اعاد ارتداء ملابسه السابقة فهو لا يملك ملابس هنا خرج مقررا الرحيل لكن قلبه لم يوافقه الرأي واتجهت خطواته بلا ارادة منه الي الحديقة الخلفية لمنزل خاله الي ذلك الركن المزهر خاصة...
الي تلك الأرجوحة.....
توقفت خطواته كما توقفت انفاسه وتوقف الزمن وعاد به الي وقت مضي....
حيث اختلطت الذكري بالحقيقة....
كانت هناك تنام ضامة نفسها كجنين هش ضعيف ومبهر الجمال علي تلك الأرجوحة الكبيرة الزرقاء كما لون عينيها بقماشها الفاتح الذي تناقض مع شعرها الذي سقط كشلال اسود غزير ليلامس الأرض.......
ابتلع لعابه بصعوبة وغصة احكمت حلقه وهو يراها هكذا بكل جمالها وهشاشتها كأن الوقت لم يمر...
الوقت.....
كم مر من وقت علي اخر مرة كان فيها هنا...
يقف في ركنها المفضل المليء بالورود العطرة الناعمة التي تشبهها.... 
ذلك الركن الذي كان يعد مخبئ سري لجميع لقائتهم...
ذلك الركن الذي شهد كل شبر فيه علي اخر لقاء لهما...
هنا حيث تفتت قلبيهما كأنها قوارير زجاجية رقيقة لم  تحتمل قسوة الفراق.....
الفراق ذلك الزلزال القاسي الذي يضرب الروح والجسد فيقتل كل حياة فيهما....
وفراقها هي كان اشبه بانتزاع روحه من جسده.
اقترب خطوة ثم اخرى وقلبه ينبض كطبول الحرب يخاف ان تكون ذكري...
مجرد ذكري جميلة...
ألا تكون هنا....
اقترب اكثر لتتضح معالم وجهها الجميل حيث تزداد حمرة وجنتيها اثناء نومها وقد سقطت خصلة سوداء من خصلات شترها تحجب عنه بقية ملامحها...
امتدت انامله بلا وعي تبعد تلك الخصلة عن وجهها ليتنعم برؤية ملامحها الجميلة مرت انامله بخفه علي وجنتها ليغمض عينيه متأوها انها حقيقة ليس احد احلامه فتح عينيه يشبع عينيه منها لكن عينيها بأمواجها الناعمة المشوشة من النوم قابلته باستغراب كأنها تظنه حلما هو الأخر لكنه لم يكن كذلك...
وجهه الداكن المحبب لقلبها بعيني السوداء التي تجذبها كدوامة في بحر مظلم....
انتفضت مبتعدو عنه كما انتفض قلبها داخل صدرها  .....
وقفت لتكون في مقابله وكلامهما يغرق في عيون الأخر......
يا الله كيف تجرء؟!!!.....سأل صوت بداخلها بعنف....
كيف تجرء علي ان  يأتي الي هنا مجددا ؟؟؟؟!!! كيف يعود الي هنا الي مكانها الخاص ذلك المكان الذي هجرته منذ هجرها فبدل ان يصبح مكانها المفضل اصبح المكان الذي تأتي اليه كلما اشتاقت له لتتذكر تلك الثواني والدقائق والساعات الطويلة التي قضتها هنا في صمت تحاول استجماع وعيها بعد صدمتها به.....
تتذكر ايام الألم التي مرت وهي تموت في اللحظة الواحدة ألاف المرات....
تتذكر شهور غيبته وبعده كأنها لم تكن في حياته يوما...
تتذكر عصور من الألم فمن سيشعر بنار الفراق الا من اكتوي بها و يا لها من نار محرقه !!!!...... .
كسر صوته الأجش الصمت المليء بضجيج الذكريات من حولهما...  
  : لسه زي ما انتي مفيش اي حاجة فيكي اتغيرت لسه زي ما انتي يا ملاكي  ...
ضربتها كلمته الناعمة الأخيرة كلكمة في معدتها لتفيق من فقعته السحرية متذكرة كل حرف سام نطق به سابقا واعادتها الي وقت جاهدت كي تتناساه وتحتمي من جهنم ذكراه الحارقة التي تشوه روحها بجروح لازالت لينة لم تشفي بعد  ليملئها الغضب.....
غضب فاق حد الوصف وقوده قلبها المحطم وجروحها النازفة.....
  : ازاي تتجرأ........
ضربت صدره بعنف وعينيها تملئها حمرة الغضب الذي حجب اي شيء اخر كأنها فقدت عقلها لتعاود ضربه بعنف اكبر علي صدره بقبضتها وهي تتابع بصوت عال مشحون بالغضب ......
:- ازاي تتجرأ تقولها..... بعد كل دا ازاي.... اوعي... انت فاهم اوعي تتجرأ تقول ملاكي  ابدا.... مش من حقك... انت فاهم مش من حقك....
امسك كتفيها بقبضتين حديديتين يوقفها عن ضربه وقف الكلمات داخل حلقها بينما وقد ملئه  غضب يوازي غضبها هو الأخر و يشعل نيران قلبه ليهزها بينما يهتف بهما كما كانت تفعل...
:- لا مش فاهم....  مش هفهم ابدا انك مش ملاكي....  انك مش حقي انتي حقي...  انتي فاهمه انتي حقي الوحيد بعد كل السنين دي مش هتحرميني حتي من......  من اسمك...
اخر كلمة قالها كانت شاحبة كشحوب وجهه وقد رحل الغضب وبقيت غصة الحلق ابعد كفيه عنها يتركها تلامس الأرض وضحكاتها التي خرجت منها متحشرجة متألمة وساخرة اصابته كقبضة تعتصر القلب  .
توقفت ضحكاتها المريرة لتنطلق شهقة بكاء جرحت حلقها وهي تجيبه بصوت مرتجف...
:- حقك!!  .....  ضحكتني اوي يا حارس..  انا عمري مكنت ولا هكون حق ليك انا مكنتش اكتر من لعبة بتتسلي بيها وخلاص خلصت اللعبة لأن انا مبقتش لعبة يا حارس....  انت فاهم انا مبقتش لعبة في ايدك.......
اغمض عينيه يحاول تمالك ما يستطيع من القوة ثم عاد يفتحهما ليقول بصوت رغما عنه كان خشنا غليظا....
:- انتي الي مش فاهمه حاجة....  انتي  الي لازم تفهمي..... 
ابتلعت غصة مسننة وهي تقاوم انهمار الدموع من عينيها ثم قالت بسؤال ساخر..
:- خلاص فهمني يا حضرة الرائد.....  فهمني ليه كسرت قلبي...... لا لا انت عارف الأحسن فهمني انت ليه هنا يا حارس....
صمت وطال صمته حتي خرجت شهقة اخري منها لترفع عينيها الي عينيه المعذبتين لتقول بصوت غلبه البكاء....
:- مبقاش في حاجة نتكلم عنها يا حارس احنا.....  احنا انتهينا من وقت طويل اوي ومفيش اي داعي نوجع بعض تاني خلينا بعيد احسن....

كل الدروب تؤدي اليكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن