كل الدروب تؤدي اليك

الفصل الخامس عشر

هل يعلم بالفعل انها تحاول ان تمنع نفسها عن الكلام عن شرح ما كان يحدث معها...

لكنها عادت تستسلم لسلطة نظراته وتتابع الكلام الذي كتمته داخل قلبها لسنوات طويلة...

:- ماما كنت بتحب بابا بجنون.... انا مش ببالغ علي فكرة هي كانت بتحبو بهوس فعلا رغم ان بابا عمرو مكان مهتم بيها ولا بيعاملها حلو لكن كمان عمرو ما عاملها وحش هو بس كان بيبعد عنها كان دايما بيقعد لوحدو او معايا كان دايما مش مبسوط لكن هي كانت مبسوطة كانها عايشه في عالم تاني لوحدها.......عالم بتتخيل فيه ان بابا بيحبها انت مش مصدقني؟...

سألت بلا سبب لينفي باستهجان لتتابع هي بابتسامة ساخرة...

:- لكن انا عمري مصدقت كنت صغيرة ومفهمتش تصرفاتها الغريبة غير لما كبرت افتكرت حجات كانت بتقولهالي غريبة زي...

صمتت قليلا ثم رددت بعضا من جمل والدتها التي لازالت تسكن ذاكرتها  ....

(انه رجل احلامي الذي حصلت عليه اخيرا ولن اسمح لأحد بأخذه مني) 

(والدك يحبني ورود هل سمعتي لا تحاولي اختطافه مني) 

(لماذا يحبك بهذا القدر ايتها القبيحة)

(لا يهم اذا كان يحبني ام لا انا احبه هذا يكفي) 

:- كانت بتغير منك علي باباكي....

لم يكن سؤال بل اقرار وقد تعجبت بالفعل لهدوئه وتمريره الأمر كأنه شيء عادي فلم يبدو متفاجئا...

:- هو طبيعي انها تغير مني انت بتتكلم كأنو عادي...

ابتسم لها ثم اجابها بهدوء وهو يتناول كوب الشاي الذي اصبح باردا لكنه ارتشف بضع قطرات منه لترطيب حلقه....

:- لا طبعا مش حاجه عادية ولا طبيعية يا ورود لكن حاجة متوقعة بعد جملة (بتحبه بجنون) و(بتكرهني).... مفيش ام طبيعية ممكن تكره اولادها يا ورود....

نعم والدتها لم تكن يوما طبيعية لقد كانت مهوسة بالتملك كما هي مهوسة باقتناء الاشياء وبزوجها....

  :- احكيلي اكتر عن علاقة ولدك وولدتك.....

اكملت له كما طلب بقية الحكاية...

الأميرة المدللة ابنة العائلة الثرية التي تعامل الجميع كممتلكات خاصة تتحكم بهم كما تشاء والتي قررت فجأة ان الشاب الوسيم ابن صديق والدها هو الرجل الذي تريده والذي فعلو المستحيل لتتزوجه متوسلة لوالدها مرة ثم مهددة بالانتحار مرة وفي النهاية حكمت المصلحة قبل ارادتها ان يتزوجا ورغم رفضه الواضح لها والذي اعلنه مرارا وتكرارا لكنها لم تهتم ومرت بهم السنوات صامتة كئيبة بالنسبة اليه وسعيدة بالنسبة اليها حتي.....