الفصل الخامس والخمسون

419 19 0
                                    


(امس كانت الجلسة الأخير بيننا يا ورود بعد شهرين كاملين من لحظة استيقاظك بالمشفي بمعدل  اربعة وعشرون جلسة اي ثلاثة ايام في الاسبوع تقريبا هذا يعتبر معدل عال اذا نظرنا للأمر من منظور عملي لكن اذا نظرت له من وجهة نظري انا فهذا قليل بل قليل جدا اكثر من اللازم فانا احرم من رؤيتك لأربعة ايام كاملة من الاسبوع ولكن علي التحمل...
في الحقيقة انا اتحمل اكثر من شيء بسببك هذه الأيام بداية من معاملة والدك الجافة والذي اشعر انه يغار عليك مني حتي انه يحضر جميع الجلسات ناظرا الي بشك وقسوة كأنني سأخذك واهرب فاضطر للتعامل بعملية باردة حتي لا اضايقه ولكن كل ما اكون علي وشك فعله هو الصراخ بكم انا مشتاق لك....
وثانيا تحملي لذلك السمج ابن زوجة والدتك ذا اللسان المعوج..  ان لهجته سيئة ولو رأيتك تضحكين او تبتسمين بفضلها مرة اخري سوف اتصرف بتهور انت المسؤولة عنه..
واخر شيء اتحمله هو الاشتياق المرعب لك...  لقد اصبح مهوسا بفضلك...
لقد صدق ما تنبئتي به واصبحت مجنونا بفضلك يا شقية...
الجو  دافئ جدا اليوم بعد انتهاء الشتاء القارص لقد هل الربيع يا ورود وازهرت تلك الوردة التي اشتربتها لتذكرني بك حسنا لم اخبرك انني فعلت... حسنا لم اذكر  الأمر لسببين اولا لم يكن هناك اي فرصة مع وجود والدك وثانيا سأحتفظ به لنفسي حتي امتلك الشجاعة لاخبارك المهم ان هذه الزهور قد تفتحت واصبحت رائحتها العطرة تعبق الشرفة بجوار اعواد النعنع التي تكنت تزرعينها لقد سرقتها من علي السور الخاص بك ووضعتها عندي عتي اهتم بها واتناولها بالطبع مع الشاي..
لقد فقد الشاي طعمه يا ورود...
فقده منذ رحلت عن هنا واصبحت شرفتك خالية واصبحت اشاركه مع الذكريات...
دعيني اعترف لك بشيء انت في كل مكان هنا...
عند بداية الطريق المؤدي للحارة حيث كنتي تشردين دوما فتصطدمين بالناس وتعتذرين بأدب الا اذا كنت ان المنكوب الذي اصطدمتي به فتطلقين لسانك الحاد علي كأنك تجهزين هذه القائمة منذ شهور...
لازلت اذكر امثالك وجملاتك المشهورة...
وانت موجودة ايضا عن كل متجر في الطريق او في الحي فعيني كانت تتابعك دوما اينما حللت وهذا ليس ذنبي او ذنب عيني اقسم لكن...
كم جميلة غيرك تملك شعرا لولبي منفوش كأن اعصار قد ضربه...
كم واحدة غيرك تملك لسان متذمرا لا يسكت عن الحق..
صوتك يسري مع النسيم الي يا ورود...
هذا جنون صحيح..
اعلم.. ولن اسامحك ابدا علي ما اصابني يا قصيرة لقد اضعتي عقلي وهيبتي ووقاري ولكن كل شيء فداء لوجودك...
هل اتخذ كلامي منحني شخصي انا اسف..
احمد الله انني اكتب في مذكراتك التي وجدتها في شرفتي وان والدك لن يراها...
انها الان هي الطريق الوحيد الممكن لأعترف لك بما اريد ولكن قبل الاعتراف دعيني اخبرك شيء مهم...
     انت معجزة ورود...
  قوية جدا اكثر من اي احد رأيته...
تمتلكين عزيمة وارادة كأنك محاربة بطريقة تثير الاعجاب...
بل تخطف القلوب...
انا لا اجاملك ان هذا من وجهة نظر عملية جدا صدقيني فبحق الله  لقد مر شهرين فقط علي استيقاظ وعيك و  عودتك لهذا الواقع مع تجربة مريرة قاسية والعديد من الكوابيس لكنك تغلبتي علي كل هذا بسرعة وبقوة وها انت الأن معافاة تماما ولا شيء يمنعك من صنع ما تريدين هذا شيء لا يستطيع الكثيرين فعله لكنني اعلم كم انت قوية حبيبتي ساحرة بتلك القوة....
اعلم انك ترين انني ابالغ وانك لازلت تعانين من الرهبة من الأطباء والحمد لله ان هذه الرهبة تستثنيني وانك ايضا لذلك تملكين الشك في كل من حولك حتي وان هذبتي هذا الشعور ولكن انا لا ابالغ ان الحقيقة المجردة انه سيظل هناك ندوب من هذه التجربة سيظل هناك العديد من لحظات الحزن والحيرة والشك والكوابيس ولكنك سوف تتخطين هذا سوف تتعلمي ان تتناسي ما لا تستطيعي نسيانه.. لقد مر الأمر يا ورود مر وانتهي وعادت حياتك افضل حتي مما كانت لقد اعاد لك الله والدك واعلمك مقدار حب صديقاتك لك....
لقد اهدتك التجربة المرة العديد من الهدايا عليك فقط ان تريها جيدا وانا اعلم انك تفعلين...
هل تعلمين لقد علمتني هذه التجربة ايضا العديد من الأشياء.....
اولها واهمها انني لا استطيع اكمال هذه الحياة بدونك ورود.... 
في اللحظة التي عدت فيها الي الوطن قبل اكثر خمسة اشهر وعلمت باختفائك لقد ضاع كل شيء في لحظة كأن الكون بضع ذرات من رماد...
لقد تنفست الصعداء حين عدتي حتي وان كنتي غائبة عن الوعي....
لقد عادت الدنيا بكل الوانها الزاهية حينما عدتي...
حينما تكلمتي...
حينما ابتسمتي...
انا احبك ورود...
احبك فوق الحب حبا...
اعلم ان قبل الحادثة كنت غبيا وقلت كلاما غبي قليلا ..
حسنا كثيرا...
لكن اعلم انك سوف تسامحينني..
لقد كنت مشوش وخائف...
خائف من الحب...
ساكتب لك قصيدة احفظها منذ عرفتك تقريبا ولم ادري انني حفظتها لأنها تحكي ما بداخلي...
"أخاف عليك من نفسي و من قرب بلا همس

كل الدروب تؤدي اليكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن