تحركت لتخرج مبتعدة عنه وعن هذا الكم المضاعف من الذكريات المؤلمة لكنه اوقفها ممسكا بكفها قائلا بقوة بدت لأذنيها كصرخة توسل لكن هل يتوسل حارس ابدا....
:- احنا مكناش بدأنا عشان ننتهي يا ملاك انت الي عملتي عداوة ما بينا الي بينا مكنش بداية لكن لسه في وقت نبدأ نبدأ بجد نبدأ صح......
اجفل من ضحكتها الصاخبة التي اتسمت بالهستيرية والمرارة وعيونها تبرق بجنون......
:- مبدأناش كل السنين الي فاتت دي ومبدأناش كل الأحلام والأماني كل المقابلات هنا في المكان دا كانت ولا حاجة في نظرك......
:- لا...... انا اقصد....
قاطعته هي هذه المرة بهتاف قوي...
:- لا انت صح..... انا بقولك دلوقتي اني اكتشفت انك صح كل دا كان ولا حاجة..... كان وهم انا بس الي عشت فيه يا حارس.... وانا دلوقتي بقولك انت صح الي بينا مكنش بداية مكنش اي حاجة لكن عمر ما هيكون في بينا بداية يا حارس....... ولو استنيت فرصة تجمعنا فاحب اقولك انت بتحلم يا حارس........ بتحلم حلم بعيد اوي ........ابعد من السما دي ........ بس مش هقولك متحلمش لا احلم يا حارس احلم وعيش الوهم الي انا عشته قبل كدا يمكن تحس بالنار الي جوه قلبي ..... احلم بس اعرف ان احنا عمرنا مهنكون مع بعد لا بداية ولا نهاية هتجمعنا ابدا ........ وانا.... انا خلاص فقت من الوهم دا وعرفت انا فين في حياتك يا حارس عرفت اني مجرد لعبة وانك مجرد جبان ......
ابتسمت بسخرية مريرة وهي تتابع متجاهلة وجهه الشاحب...
:- جبان لأنك حتي قدرتش تعترف بانك كنت بتتسلي بيا واني عمري ما عشت الوهم دا لوحدي وانك انت الي جيت لحد عندي هنا...
اشارت للمكان باصبعها وعيونها تتأمله وذكريات تفوح منه كعطر الورود....
:- انت الي جبتني وقتها هنا انت الي قولتلي اني مش مجرد اخت....
طافت الذكري بينهما في عيد ميلادها السابع عشر حين كانت تحتفل به وسط حفل كبير في الحديقة الأمامية من المنزل يحيط بها جميع معارفهم والكثير من الأصدقاء لكن عينيها كانت معلقة به هو حيث يقف مع والدها بوجهه الصلب ونظراته الحازمة التي تخطف قلبها...
واثق...
قوي...
بطلها الأول وفارسها حارس....
كيف مرت سنوات الطفولة اللطيفة لا تدري لكنها الأن لم تعد طفلة بل هي لم تكن طفلة منذ سنوات لكنها لكنه لا يبدو ملاحظا لهذا...
تنهدت وهي تري نظرات الفتيات التي اغلبهم صديقاتها يأكلنه بأعينهن لو كان الأمر بيدها لفقعت عيونهن قبل ان يفكرن حتي في النظر اليه....
لقد تخرج العام الماضي من الكلية عمتها تحارب لإيجاد عروس تناسبه لتفرح به كما تقول.....
اليست هي تناسبه....
لماذا يراها الجميع كأخت صغري له رغم ان الفارق بينهم تسع سنوات فقط....
عادت تتنهد لكن سرعان ما ابعدت ذلك الوجه الحزين عنها وهي ترسم ابتسامة واسعة علي وجهها تقابله به ما ان رأته يقترب لكنه لم يبادلها ولم يتحدث بل جذب كفها برفق يسحبها خلفه متجها الي الحديقة الخلفية والتي كانت مكانها الهادئ الرائع الذي تحب مشركته به نظرت حولها لتجد الجميع مشغول فلم يلاحظوا رحيلهم لتضحك بنعومة بينما تسأله .......
: حارس احنا ريحين فين احنا في نص الحفلة ؟؟؟ .
التفت يبتسم لنا تلك الابتسامة التي تخطف قلبها فيتضخم بحبه اكثر فأكثر كأنها يمكنها ان تحبه اكثر ثم غمزها لتنطلق ضربات قلبها تضرب بقوة حتي انها رفعت كفها تضعه علي قلبها بينما يجيبها بصوت عابث.....
: مش عاوزة هدية عيد ميلادك ......
مملئ الحماس وجهها الجميل وفرحة ملئت عينيها الجميلة ليتعمق زرقتها فتخطف روحه داخلها فهي كسجن لا يريد الفرار منه.......
: اكيد طبعا عاوزاها يا حارس.... ادينا وصلنا هي فين بقي الهدية؟ .
اجلسها حارس علي ارجوحتها الزرقاء والتي صنعها خصيصا لها في عيد ميلادها الخامس عشر ثم جلس بجوارها وهو لايزال ممسكا بكفها واخرج من جيبه علبه صغيره مخملية زينتها كلمات ذهبية لعلامة تجارية شهيرة خاصة بالمجوهرات امسكتها ملاك بفرحه وفتحتها متوقعة خاتما انثوي جميل كالذي اهداه لها من قبل او قلادة او اي شيء عدا ما رأته بداخله لقد كانت قلادة لكنها كانت مختلفة تماما عن ما توقعته ......
خفق قلبها وهي تمنع عقلها من نسج الأحلام التي داعبتها تلك القلادة الرفيعة التي لا يزينها سوي نصف قلب محفور عليها علامة نبض و حفر علي هيئة احد اجنحة الملاك واسم وهذا الاسم كان كل شيء...
رفعت وجهها عن العلبة لتنظر الي حارس بعيون خائفة من تكون في حلم فقط حلم فسألت بصوت مرتجف....
:- دي.... دي مكتوب عليها..... اسمك.... دا... دا ليا انا؟ .
ابتسم لها وهو يخرج القلادة من العلبة ليضعها حول رقبتها وهو يجيبها.....
: ليكي .
زينت القلادة الذهبية الجميلة عنقها واستقرت قرب قلبها تشابكت نظراتهما معا بينما يمد كفها ليجذب صرف اسود من حول رقبته هو لقد كانت قلادة تشبه قلادتها الذهبية لكنها كانت سوداء وكان يرتديها بالعكس حتي لا يظهر الحفر عليها فقلبها لترها ثم عاد يمسك بكفها ليضعه فوق القلادة التي رسمت الجناح الأخر من الملاك وكلمة ملاكي.....
رددت بصوت مرتجف وهي تبعد نظراتها عن القلادة ترفهما لتأسر عينيه....
:- ملاكي الحارس.....
ردد خلفها بصوت اجش هامس ...
:- ملاكي الحارس ....... انتي عارفة انتي بالنسبالي ايه يا ملاك.....
صوته الهامس كان يداعب اوتار قلبها لتجيبه بهمس مماثل....
:- اه انا...... انا بنت خالك.....
:- اممم و.....
:- و..... وبنت عمتك....
داعبت انامله كفها التي لازالت مستقرة عند قلبه تشعر بنبضاته....
:- و......
تلعثمت وهي لا تعرف بما تجيبه لتقول اول ما خطر ببالها...
:- واختك الصغيرة....
لعنت لسانها الذي نطق بهذه الكلمة التي كاللعنة وتمنت لو انه ينفيها لو يخبرها انه لا يراها كأخت صغري....
ضرب قلبها صدرها بعنف ما ان تسلل صوته العنيف اليها وهو ينفي كلماتها بما كانت تحلم دوما....
ت لا انتي مش اختي ...... احنا مش اخوات يا ملاك ومينفعش تكوني اختي ........انتي......
صمت للحظة وهو يغوص في عمق عينيها التي تحولت للون الكوبلت الساحر....
:- انتي ملاكي.... انتي الحاجه الحلوة في يومي انتي الصديقة الي بتشاركني كل افكاري..... احلامي.... وكل تفصيلة في حياتي.... انتي الي بستنا الاجازة عشان اكون معاها...... انا عارف انك صغيرة... وانك في بداية حياتك وان المفروض مقولش ليكي كدا لكن..... لكن انا محتاج اقولك انك الأغلي في حياتي يا ملاك...... انك الطفلة الجميلة الي خطفت قلبي دايما بجماله وانتي الشابة الجميلة الي خاطفة كل افكاري.... السنة دي هتكون اول سنة ليكي في مرحلة جديدة هتتعرفي فيها علي ناس جديدة وعالم جديد كبير اكتر مما تتصوري لكن...... لكن عاوزك تعرفي انك ليا ..... مش مسموح لأي حد يغرق في امواج بحرك غيري انا..... محدش من حقه يشوف جمالك غيري.....
صمت قليلا لتهمس هي بصوت خفيض كأنها تخاف ان تكسر فقعة الحلم التي هي فيها....
:- حارس....
:- ملاكي.....الشقية الجميلة الي ضيعت كل عقلي وخلتني اقعد اقولك الكلام دا وانا عارف انك لسه صغيرة...
:- انا مش صغيرة.....
قاطعته بتذمر ليبتسم لها باتساع ثم اجابها بمشاكسة....
:- صغيرة طبعا بالنسبالي بينا فرق تسع سنين...عادت تتذمر بطفولة لذيذة....
:- مش كتير علي فكرة......
قهقه بخفه لتبتسم بهيام و بادلها الابتسامة وهو غارق في جمالها لا يدري ماذا حدث له ليجلس هنا مفضيا اليها بما يختلج داخل قلبه ...
:- كتير علي قلبي وجودك يا ملاكي.....
همسها لها بصوت خفيض لم تلتقطه اذنيها بينما داخله يموج بالأفكار والأسئلة......
متي وقع لها....
متي لم تعد في عينيه تلك الطفلة الجميلة او المراهقة اللطيفة متي اصبحت الصديقة المقربة ومتي اصبحت القلب وما فيه......
لا يعرف متي لكن ما يعرفه انها اصبحت انفاسه وكيف يعيش بدون انفاسه....
لم يعد فارق السن سببا منطقيا ليبتعد...
لم يعد صغر سنها سببا ليبتعد....
لم يعد هناك سببا منطقيا واحدا ليكتم حبه لها لكنه مضطر لينتظر فخاله ألمح بما لا يسمح بالجدل انه لن يزوجها قبل ان تتم تعليمها اي بعد اربع سنوات كاملة من الأن....
اربع سنوات سامحك الله يا خالي.....
همسها داخله بحسرة ثم عاد يفكر كيف سيقنع والدته ان تكف عن البحث له عن عروس لأنه قرر انه سيتزوج من هذه الصغيرة التي احتلت القلب وجلت كل قوته وصلابته لا شيء امامها تلك الصغيرة تتلاعب بأعوامه الستة وعشرون فتجعله يصبه كطفل في السابعة مجنون هو....
مجنون بها ويشهد الله انه حاول...
حاول تجاهلها فلم يستطع...
حاول معاملتها كأي من اخوته جميلة او نادين لكنه لم يستطع...
لقد رأي من الفتيات الأجمل...
الأكثر نضجا ...
البيضاء... الشقراء السمراء وكلهم كانوا سواء وهي....
هي الملكة علي عرشهم جميعا....
رفع انامله يلامس وجنتها التي غزتها الحمرة بشكل ساحر...
:- انتي عملتي فيا ايه.. .
تلعثمت بطريقة ارسلت السعادة لقلبه لكنه اشفق عليها فحاول اعفائها من الخجل ليسأل بلطف..
:- الهدية عجبتك.....
ابتسمت ملاك وقلبها يخفق بجنون وهي حتي الأن تحت وقع الصدمة فحارس...
حارس فارس احلامها.....
لقد قال انه.... انه يحبها.... اليس معني ما قالن انه يحبها....
انه يرتدي قلادة محفور عليها اسمها.....
همست برجاء خافت يا الله لا تجعله حلم....
:- اكيد عجبتني تحفة......
نظرت ثانية للقلادة ثم قالت بمزاح....
:- بس هان عليك تكسر قلبي كدا.....
ضحك وهو يخبرها بصدق وكل حرف منه يتسلل عميقا الي قلبها ......
: ماعاش ولا كان الي يكسر قلبك وانا فيا نفس .
افلتت دمعة سعادة من عينيها وما كادت تجيبه حتي سمعت نداء والدتها التي كان صوتها قريبا لتنتفض ملاك بخجل ثم ركضت الي الخارج لتقابل والدتها لكنها لم تنسي ارسال نظرة اخيرة مبتسمة له بادلها الابتسامة بسعادة وقلب يرفرف حبا وهياما بتلك الصغيرة خاطفة القلوب.....
يا ويلك يا حارس اربع سنوات في هذا العذاب....
عليه ان يحاول مع خاله ليقلل المدة سنة تكفي نعم سنة تكفي وتفيض.....
عاد من تلك الذكري التي تشاركاها علي صوتها المجروح الذي ذبحه كالخنجر البليد وعيونها التي هطل منها المطر فحرق ارضه بأكملها......
: ماعاش ولا كان الي يكسر قلبك وانا فيا نفس .......... مش ده كان كلامك..... لكن كنت اول واحد تكسره فعلا يا حارس....
ابتلعت غصتها وتابعت...
:- انت الوحيد الي كسرني يا مارس... قتلني ودمر كل حاجة حلوة فيا.... كل حلم.... كل امنية.... انت خلتني اكره نفسي وانا بفكر هل انا كنت غبية فعلا وانت مكنتش تقصد بكل كلامك وافعلاك انك بتحبني ولا انت الي كنت شيطان حياتي ولعبت بيا....... ليه يا حارس....
أفلتت منها شهقة بكاء وهي ترتجف امام انظاره...
:- ليه تديني كل حاجه حلوة... كل حاجه حلمت بيها... تهديني بالي عمري حتي متخيلت انو يتحقق وتعيشني في الجنة لمدة سنة... سنة كاملة من كل حاجه حلمت بيها وبعدين هديت كل دا علي راسي وسبتني زي المجانين مش فاهمه حاجه.... ليه عملت فيا كدا طالما انك مش صادق ليه........ حرام عليك انا كنت بحبك بجد ....... كنت بحلم كل يوم باليوم الي بعده بس عشان اشوفك.... كل لحظة في حياتي انت كنت فيها... كل حاجه كنت بحبها كنت بتعملها.... كل كلمة حلوة اتمنيت اسمعها انت قولتهالي... ليه...
لم تستطع ان تكمل وقد غلبها البكاء فنظرت في اتجاه اخر تخفف من ازلالها امامه وهي تعترف بسذاجتها امامه...
سذاجتها التي جعلتها تقع له رأسا علي عقب اغمضت عينيها تحاول لملمة شتات نفسها بينما كان هو يقف بصمت وكل كلمة قالتها كانت كجرح نازف اشعره بالنذالة.....
هي لا تعلم...لا تعلم انه احبها ايضا....
بل احبها بجنون....
وما كان ليبتعد...
ما كان ليبتعد بإرادته ابدا ...
عادت بوجهها اليه وهي تجفف عبراتها بكف مرتجف كارتجاف قلبه........
اغمض عينيه بألم هو الأخر عندما سمعها تقول بصوت اجوف بارد وعيونها تحوم حول المكان....
: امشي يا حارس احنا الي بينا كان اوهام من جهتك واكبر غلطة في حياتي من جهتي ...... لا انا ولا انت كنا ولا هنكون لبعض في يوم ......ولا هيجمعنا حاجة بس مش هقدر اوعدك اني هقدر اسامحك لأن كل الذكريات الحلوة الي عملتها عشان هتفكرني ديما باني كنت مجرد لعبة..... فاكر المرجيحه دي انتي عملتها ليا لما بابا كان مسافر في عيد ميلادي هنا كان اول مرة كتبت فيها كلمة حب ليك رغم اني مدتهاش ليك وقتها ..... وعلي نفس المرجيحه سمعتني وانا بعزف علي الجيتار اول مره..... وبغني كانت اغنية حب حفظتها عشانك........... وغنتها عشانك وعلي المرجيحه دي ادتني سلسلة فيها نص قلب وقولتلي كلام كتير بالنسبالك كان ولا حاجه بالنسبالي كان حلم حياتي .....و علي نفس المرجيحه دي اتقتلت يا حارس لما عرفت ان الي بحبو والمفروض بيحبني خطب وهيتجوز ........ بعد شهر من عيد ميلادي التمنتاشر الي انت كنت معايا فيه علي نفس المرجيحه كان في ايدي دعوة فرح اكتر انسان حبتوا واكتر انسان كرهتوا واكتر انسان كداب ومخادع شفتوا في حياتي ........الإنسان الي جه لحد عندي بكل وقاحه وقال بكل برود كل شئ قسمه ونصيب وانتي لسه صغيره وانو يا عيني المسكين مكنش فاكر اني هفتكر انو بيحبني لمجرد انو قال اني وحسن صديقة عندو ..... وقال ان سني الصغير هو الي خلاني اغزل الوهم واغرق في الأحلام الوردية........ وعلي نفس المرجيحه دي انا كنت بموت ببطأ يا حارس صدقني موت ببطأ وانت متعرفش اد ايه بيوجع.
نظرت له بقسوة وهي تقسم علي رد اعتبارها عليه ان يعلم انها قد نسته.....
لقد اخرجته من حساباتها هناك اخر يحبها....
هي لم تعد لعبة في يديه.........
: وعلي نفس المرجيحه دي أقعدت انا ويوسف...... وعلي نفس المرجيحه دي قالي بحبك بجد ...... حب حقيقي مش مزيف زي حبك ..........علي نفس المرجيحه قالي اني هكون انا مراتو وعلي نفس المرجيحه دي انا حضنتو وقلتلو ب...
شهقت بعنف وهي تشعر بنفسها ترفع لأعلي ليصل وجهها لوجهه بينما كفيه يقبضان علي خسرها بعنف وعيونه تشتعل بشرر اسود مخيف وقد احرقت كلماتها البقية الباقية من روحه.......
: اخرصي..... فاهمه اخرصي يا ملاك مستحيل تقولي الكلمة دي لغيري.... مش هتكوني لحد غيري ....... افهمي ودخلي كلامي دا في دماغك انتي ليا انا وبس.... وانتي عمرك ما كنتي لعبه.... انتي.... انتي ملاكي ملكي ومملكتي....
تصارعت نظراتهم للحظات قبل ان يضعف امام عيونها التي تحاربه بجسارة ليقربها منه اكثر يضمها اليه وهو يزفر انفاسه براحة...
انت الجنون الذي اعيش لأجله ملاك...
همس داخله هو يستمتع بهدوئها اللحظي داخل احضانه قبل ان تبدأ بمقاومته بعنف تتشبث به بأحد كفيها وتضربه بالأخري وهي تهتف به بنحيب...
:- ابعد عني... بقولك ابعد عني انا بكرهك... بكرهك....
احد زراعيها احاطت عنقه ووجهها يستند علي كتفه تستنشق رائحته ويدها الأخرة مضمومة كقبضة تضربه بقسوة علي كتفه عقابا له علي ما عانته لأعوام.....
علي كلماته السامة التي قالها اخر مرة تقابلا...
علي زواجه...
علي عودته التي اضعفتها واشعرتها كم اشتاقت اليه.....
كم ماتت شوقا في بعده ......
تعاقبه علي كل ثانيه بكت فيها بدونه .......... علي كل وقت نزف قلبها بسببه .......
ظلت تضربه لتألمه كما تألمت ولكنها بالنهاية تحبه حد الجنون تشتاق اليه حد الألم وقد يكون الجنون رحمه عما تعانيه....
فحارس هو الهوس بحد ذاته ...... هوسها هي .
اغرقت قميصه بدموع خانتها لتسيل حارة حارقه لكليهما فهي تبكي كل ما حدث كل ما عانته منذ اربع سنوات عاشتهم في مرار ووجع ......
كانت تضربه وهو يتحمل يعلم انه يستحق ويستحق اكثر لكنها لا تعلم لا تعلم ابدا ......
شهقت وهي تنتزع من بين يديه بعنف مفاجئ حتي كادت تقع لولا اليدين التي اتزعتها لتسندها الي الأرض لتتسع عينيها بصدمة وشهقة رعب اخري تترك شفتها وهي تري تلك القبضة التي انطلقت تضرب وجه حارس بعنف ليرتد وجهه للخلف قليلا اتسعت عينيها التي لازالت الدموع تنهمر منها بلا توقف ثم نظرت لمن انزعها انتزاعا من احضان حارس الدافئة همست بذهول وهي تشعر بدوار شديد تكاد تفقد وعيها بسببه .......
: يوسف .
حدجها يوسف بنظرة غاضبة ثم تجاهلها لينظر الي حارس بنظرة سوداء بينما يهتف بوجهه بخشونة.......
: انت اتجننت.......نسيت نفسك ونسيت انت فين انت في بيت خالك ولا انت متعود علي الوقاحة ونسيت ان دي بنت خالك .
نظر اليه حارس ببرود قاتل وهو يشعر في تلك اللحظة برغبة قويه في تعليم يوسف درسا لن ينساه بسهوله عوضا عن قتله لكنه حاول تمالك اعصابه ليجيبه ببرود حارب لتصنعه.....
: متتدخلش في حاجة متخصكش...... ملاك متخصكش واحنا كنا بنساوي خلافات بينا يعني تاخد بعضك وتخرج من هنا وتبعد عن وشي لان صدقني انت اخر واحد عاوز اشوفه دلوقتي....
حاولت تمالك اعصابها ومحاربة ذلك الدوار الذي لا ينفك يضرب رأسها لكنه لم يمنعها من القول بقسوة.....
: لا ........ اولا يوسف من حقوا يعترض وقولتلك قبل كدا انا ويوسف واحد........ ثانيا انت الي مش من حقك ابدا ابدا انك تكلمني تاني....... ومفيش بينا خلاف عشان نساويه يا حارس....
امسك يوسف كفها بين يديه يدعمها وقد شعر بحاجتها للخروج من هنا وجهها الي حيث سيارته المتوقفة في الخارج وانطلق بها مباشرة وعيني حارس السوداء تتابعهم بنظرة جليدية مخيفة....
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
أنت تقرأ
كل الدروب تؤدي اليك
Romance"مكتملة" واطاعت امر عينيه تركض اليه تلقي بنفسها بين احضانه.. تحتضنه بكل ما اوتيت من قوة تستنشق رائحته العطرة كأنها تختزنه داخلها وصوته يصلها دافئا حنونا شجي... :- انا المبتلى بالبعد يا غالية... وما تهوي نفسي غير القرب... ولكن الحياة لا تعطي للف...