وصلت الي منزل تمارا لتكون معها في يومها رغم ان كل ما تتمناه حقا ان تنام فكل ذرة في جسدها تأن من الألم لكنها في نفس الوقت لا تريد الانفراد بنفسها فهي لا تريد العودة لعالم الذكريات المظلم مرة اخري لاتزال ذكري ما عاشته اليوم يرسل كهرباء مؤلمة عبر خلاياها العصبية ... .
تنهدت بعمق تحاول رسم ابتسامة مرحة علي وجهها ما إن دلفت الي داخل المنزل لكنها فشلت فشلا زريعا في تزيف ابتسامة حقيقية فخرجت ابتسامتها كخط ممطوط مما جعل ملاك التي كانت اول من تصادفها تقول بقلق وملامحها الرقيقة يرتسم عليها القلق الصافي ....
:اتأخرتي ليه يا ردي..... مالك يا ورود شكلك مش طبيعي....
: لا ابدا يا لوكا انا تمام انا بس راحت عليا نومه ..... واتخانقت كما العادة مع جيهان متقلقيش......
نظرت اليها ملاك بدون اقتناع لكنها قالت بلطف....
:- انا مش مقتنعه وعارفه ان في حاجه بس انا هعديها عشان تمارا لكن لينا كلام سوا بعد الحفلة....
هزت ورود رأسها تهادنها لكنها داخليا تخطط للهرب قبل نهاية الحفل البسيط الذي اعدته تمارا فهي لم تحب ان يكون حفلها كحفل حياة الفاخر مبررة هذا انها ورضوان لا تربطهما علاقة حب كما اياد وحياة....
دخلت الي وسط المنزل حيث الحفل النسائي المرح المليء بالأغاني والرقص والضحك...
سلمت علي تمارا وحياه وجلست بعيدا قليلا تنئ بنفسها عنهم جميعا فلم تكن نفسيتها تحتمل اي نوع من المزاح او المرح انها متعبة....
متعبة بشدة وجل ما تتمناه ان تغمض عينيها وتنام.....
انتفضت بفزع من نومها المليء بالكوابيس جسدها يرتجف حتي العظم تشهق شهقات متتاليه تسعي بها لالتقاط انفاسها الهاربة....
هربت دمعة حارة عبر جفنيها المتسعين كأنها تخاف ان تغلقهما انها لم تنم سوي دقائق...
دقائق فقط لم تكد تعبر مرحلة النعاس حتي داهمتها الكوابيس المريعة وصوت والدها يتردد داخل اذنيها...
لقد هربت مبكرا من حفل تمارا متعللة بالتعب وما ان حضرت الي المنزل حتي تجاهلت جيهان كما العادة فلا طاقة لها اليوم لخوض المشاجرات لكن الغريب ان جيهان لم تتحدث اليوم معها بل تجاهلتها بالمقابل ولكنها لم تهتم فجيهان اكثر شخص له تصرفات غريبة وعشوائية تعرفه..
لقد حبست نفسها داخل غرفتها منذ حضورها لتنام لعل تعب وارهاق اليوم ينتهي لكن يبدو ان النوم لن يكون حليفا الليلة.....
لكنها لا تريد ان تكون بمفردها انها تشعر بالخوف او الرعب ان صح التعبير...
انها تحتاج بعض الأمان....

أنت تقرأ
كل الدروب تؤدي اليك
Roman d'amour"مكتملة" واطاعت امر عينيه تركض اليه تلقي بنفسها بين احضانه.. تحتضنه بكل ما اوتيت من قوة تستنشق رائحته العطرة كأنها تختزنه داخلها وصوته يصلها دافئا حنونا شجي... :- انا المبتلى بالبعد يا غالية... وما تهوي نفسي غير القرب... ولكن الحياة لا تعطي للف...