:- زهرة اريد فقط ان اعرف انا عربية وانت عربية لماذا نتحدث الفرنسية.
قالتها بسخط بينما تناول أحد الأطباق لصديقتها الوحيدة في هذا البلد والذي لا يتحدث اهله الفرنسية ولكن صديقتها تصر علي التحدث بالفرنسية وقد اجابتها بمرح وقد تكرر هذا الحوار للمرة الألف ..
:- كارما حبيبتي أخبرتك ألف مرة الفرنسية هي لغتي الثانية وانا اتحدثها ببراعة اكثر بكثير من اي لغة اخري وحينما احدثك بالعربية لا نفهم بعضنا في اغلب الاوقات.
ومن اجل التأكيد علي كلامها ابتسمت باتساع بينما تعيد نفس الجملة باللهجة المغربية..
:- كارما من نهدرو معاك بالفرنسية لانو هي الهدرة الي بنفهموها وبتضره انه قاسحة عليك بالزاف فهمتي هكا... ناوليني المعون وطبسيل.
عيون كارما المتسعة التي اظهرت غباء لا محدودا اطلقت ضحكات صديقتها العالية التي قالت بلطف..
:- هل اقتنعتي الأن .
هزت كارما رأسها بايجاب بينما تتمتم بانزعاج...
:- شو فيها الفرنسية ارطني متل ما بدك علي الأقل بفهم شي بديش انا هالخرابيط الي مالا طعمة وما بتنفهمش انا حتي ما بعرف ان كانت هال الخرابيط عربي.
عقدت زهرة حاجبيها بضيق ثم قالت بشك..
:- لا تقولي ان "خرابيط" تعني كلام بلا معني لأنني سأقتلك ان كنتي تقصدين هذا..
ابتسمت كارما بمجاملة وقالت بمرح باللغة الفرنسية مرة اخري ..
:- لا بالطبع لا تعني هذا انقلي الاطباق الي الخارج بصمت زهرة...
خرجت صديقتها من المطبخ لتقف هي مبتسمة تعد الطبق التالي الذي ستخرجه صديقتها الي الصالون للمدعوين من الاصدقاء فهما يحتفلان برأس السنة في شقتها هي ويوسف مع اصدقاء الجامعة الذين لم يعودوا لبلادهم بعد بسبب العمل او الدراسة و اصدقاء يوسف الجدد سواء من هذا البلد ام من بلاد عربية تعرف اليهم في مقهي العرب الذي افتتحه هو وصديق لهم .
لقد كان اصدقائهم من المجموعة العربية هم الوحيدين الذين علموا بالزواج وشهد اثنين منهم عليه هؤلاء الاصدقاء وخاصة زهرة هي هدية اخري من يوسف لها فلولاه ما كانت عرفتهم ولا عرفت معني الصداقة الحقيقية...
ابتسامة حالمة لونت شفتيها ما ان عادت افكارها اليه كما العادة فعقلها لا يتوقف عن وضع اسمه في كل جملة تفكر فيها وللحقيقة هو يضع نفسه في كل شيء في حياتها هو موجود في كل ذكرياتها للسنوات القليلة السابقة منذ خطت قدمها الي هذا البلد مدمرة الروح فاعاد اليها الحياة شيء فشيء حتي اصبحت كما هي الأن علي قيد الحياة.....
انها تشتاقه الأن فهو مشغول منذ الصبح مع اصدقائه ولم تحصل علي الاهتمام الذي يغرقها به كل يوم شهقت باجفال وهي شعور بالدفئ يتسلل الي خصرها عبر قماش القميص الصوفي الذي ترتديه بفضل زراعيت التي التفت تعانقها من الخلف كأنه شعر باشتياقها فعاد اليها يهديها دفئه وعطره ووجوده الذي يغنيها عن الجميع ورغم سعادتها بحضوره الا انها لم تقاوم مضايقته فهمست متصنعة الغضب....
:- بعد عني يوسف فزعتني بعد ولك زهرة هلأ بترجع وبتصير فضيحة..
ابتسم لها هامسا بعبث ازداد جرئة منذ حصل علي وصالها ورغم ان زواجهم الأن حقيقي تقريبا وهي تحبه وتعلم تماما انها تريد اتمام العمر معه الا ان هناك شيء لازال يمنعها عن اقتناص السعادة الكاملة واظهار علاقتهم للنور ...
شيء لا تعلم ماهيته لكنها تسعي للتغلب عليه..
فهو يستحق...
:- زهرة هلأ ملتهية بشي تاني خليكي معي انا... اشتقتلك يا حبة العنب..
ابتسمت باتساع غير قادرة علي مواصلة الغضب المصطنع وحدثته بصوت مغناج كقطة مدللة اكتشفت امتلاكها له معه هو فقط ..
:- هو يوم الي غبت فيه يوسف وبيتت عند اهلك..
:- بشتقلك كل ثانية وانتي بتعرفي ما فينا بلاك ..
رغم انها لم تجيب علي كلماته الناعمة لكن قلبها هتف بالرد بخفقات عنيفة كأنه يريد معانقته مثلها ورأيها يعود للخلف لتستند الي كتفه كأنها تلقي بهمومها بعيدا وابتسامة حلوة تزين ثغرها الشهي...
ابتسم بحب لها وعينيه تلتهم ملامحها لا يصدق ان مثل هذه اللحظات اضحت حقيقة...
تنهد بعمق ثم غير دفة الحوار فهو لا يريد الخوض في مشاعره ليس الأن بينما لا يستطيع حتي المغامرة واقتناص قبلة لهذا استدعي المزاح الذي يملكه وقال بغزل ساخر...
:- ايه بمناسبة الغزل اتعلمتلك غزل فلسطيني من مصدر اصلي. شو هالجسد يا اسد.
شهقت بخجل بينما تبعده عنها وتستدير ناظرة الي وجهه تنهره بصدق هذه المرة..
:- خرب بيتك من وين جبت هالحكي.
ابتسم لها بعبث وانامل كفه ترفع خصلة من شعره للخلف..
:- اتعرفت علي صديق بالقهوة العربي الي حكيتلك عنا وهو فلسطيني هو الي علمهالي..
كان يبدو كطفل كبير يقف امام والدته يثير غيظها انه يعلم ان هذه الجملة تستخدم في مضايقة الفتيات يا له من مستفز ورغم غيظها لم تستطع وؤد تلك الابتسامة الحنونة التي ارتسمت علي وجهها لأجله لكنها زمت شفتيها بسرعة لكي لا يلاحظ بينما تعيد له المزاح متصنعة الاستنكار....
بينما تتخصر امامه في وقفة اصيلة تدل علي الغضب..
:- ورفيقك هاد ما بيعرف غير التلطيش علي النسوان...
ضيقت عينيها وناظرته بخبث بينما ترفع اصبعها لتنكزه في صدره قبل ان تمسك ياقة قميصه تقربه منها هاتفة بغضب ..
:- ليكون زير نسوان وبيعلمك تكون متله يا ويلك يا يوسف والله ما.....
:- منو هالزلال..
سألت زهرة بينما تدخل الي المطبخ بغيظ تشير الي الخارج بأحد اصابعها ليناظرها كلاهما بغير فهم لتعيد الجملة باللغة الغربية..
:- من هو هذا المغازل الوقح في الخارج .
:- صديقه من المقهي العربي انه يغازل النساء قد يكون هو...
اجابتها كارما بينما تعيد عينيها الي زوجها الذي رفع كفيه في الهواء باستسلام ضاحكا..
:- والله مالي دخل بهالشي يا حبيبتي وبعدين حد يكون معو هالقمر ويتغزل بالنسوان ...
اطلقت زهري صفيرا مرحا بينما تخضب وجه كارما بالحمرة ثم همست له بضيق..
:- حسابنا بعدين يا يوسف... وانتي يا ست زهرة خدي..
ناولتها اطباق اخري وحملت هي الطبق الاخير وخرجت بعد ان زجرت يوسف بنظرة غاضبة..
:- من وين قلتيلي كارما...
ابتسمت كارما لتلك الفتاة الجميلة بيضاء البشرة حمراء الوجنتين التي عرفها يوسف عليها وعلي زوجها وقد كانا احدث الاصدقاء انضماما للمجموعة وهما صديقه الفلسطيني وزوجته..
لقد نبض قلبها بحب وشوق ما ان عرفها عليهما كانها تشم فيهم رائحة الوطن مما جعلها تنزوي في ركن مع زهرة وتلك المرأة المسماة دليلة..
:- من (....) يا دليلة انا جيت من خمس سنين علي هون.. وانت من ايمتي هون..
:- انا من (...) بس اهلي من نفس منطقتك بتذكر هالغارة الي حكيتي عنا الله يصبرك علي ما صابك صراحة.. انا جيت من شي تلت سنين مع محمد شغل انا بعتئد اني سمعت شي شغلة عن عيلتك بس ما اني متأكدة.
هزت كارما رأسها وبدلت الموضوع حتي لا تضطر للكلام عن تلك الحادثة التي لا زالت تحرق قلبها...
وقد كان حديث لطيفا بينهم فدليلة وزهرة خفيفتا الظل ولطيفتين جدا...
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
تقدمت بخطوات سريعة غاضبة لتفتح الباب لذلك الضيف المزعج الذي لا يتوقف عن رنين الجرس بطريقة متتالية افزعت نومها هتفت بضيق بخليط من لهجتها ولغة البلد الذي تسكنه حاليا .
:- خلاص قلت جاية...الواحد يعرفش ينخمد حتي بيوم الراحة...... انتظر لحظة.
فتحت الباب بقدر ضئيل وقد رسمت عبوسا غاضبا علي ملامحها حتي يرحل اي كان من علي الباب متوقعة انه احد عمال الصيانة الذين طلبتهم لتصليح سخان المياة او ساعي من اي شركة بضائع طلبتها عبر الانترنت او حتي بعض الموزعين لكن الذي انفتح الباب عن وجهه كانت امرأة جميلة انيقة بعيون زرقاء وشعر بني يميل للون الأشقر وبشرة كالثلج بوجنتين حمراوتين من البرد امرأة تعرفها جيدا حتي لو لم تقابلها او تعاملها بشكل شخصي من قبل امرأة تشبه زوجها بالضبط ....
تلعثمت بينما تلتقي نظراتها مع المرأة التي تبدو مصدومة من وجودها داخل شقة ابنها _الذي من المفترض عازب _ ترتدي مأزر طويل يغطي ما تحته والذي كان سروال قصير من الحرير الارجواني بخيوط من الدانتيل في نهايته وقميص بحمالات رفيعة من نفس اللون ..
:- خا... خالتي ديما..
:- من انتِ وما الذي تفعلينه في منزل ابني؟..
![](https://img.wattpad.com/cover/139119042-288-k442697.jpg)
أنت تقرأ
كل الدروب تؤدي اليك
Romance"مكتملة" واطاعت امر عينيه تركض اليه تلقي بنفسها بين احضانه.. تحتضنه بكل ما اوتيت من قوة تستنشق رائحته العطرة كأنها تختزنه داخلها وصوته يصلها دافئا حنونا شجي... :- انا المبتلى بالبعد يا غالية... وما تهوي نفسي غير القرب... ولكن الحياة لا تعطي للف...