الفصل الخامس والأربعون

435 29 2
                                    

:- ومين قالك انك بنته؟ 
عدد من الأحرف كون جملة استفهامية بسيطة نطقتها المرأة الكبيرة بالعمر الأنيقة كأنها رمز للأناقة الستينات ملامحها قاسية شامتة كأنها قدت من حجارة فلا تملك داخل تجويف صدرها قلب يخفق برحمة او رأفة بل بحقد مشتعل ونار متقدة وجهتها للشابة الصغيرة الجميلة التي تقف امامها ترتعد كأن السؤال الصادم رصاصة اخترقت قلبها الأخضر.
:- انتي قصدك ايه؟...
وعلي عكس صوتها الصارخ قبل دقائق سابقة الا ان سؤالها الأخير خرج رغما عنها بصوت خفيض مرتجف كأن لسانها اصبح كمعدن ثقيل في جوف البحر لا تستطيع الأمواج رفعه وعقلها  قد توقف عن الادراك والوعي  كأنه علم الاجابة رغم رغم ذلك الصوت العنيف داخلها والذي صرخ بها ان لا تسمع لتلك السموم التي تنفسها المرأة الحاقدة صوت  يرفض ما نطقته الأخرى ..
:- قصدي انك مش بنت ابني اصلا يا ملاك...  انا ابني مخلفش....
تفجرت جميع اجزائها متبعثرة علي الأرض الرخامية الفخمة لمنزل آل مختار الكبير.....
كل شيء تحطم من حولها كأن الكون ينهار فوق رأسها وعقلها يردد  الجملة الأخيرة مرة تلو الأخري...
تابعتها عيني المرأة الأكبر عمرا بابتسامة واسعة منتصرة بينما تسترخي في مقعدها براحة....
لقد خرج السر اخيرا للوجود...
اخيرا باحت بما احرق صدرها عمرا...
اخيرا ستطوي هذه الصفحة القذرة في حياة ابنها وتعيده اليها تحت جناحها ...
لقد انتهت صفحة ملاك الي الأبد...
انتهت صفحة تلك اللقيطة ملوثة الدم التي اجبرها ابنها علي تقبلها داخل العائلة...
لقد كانت حربا طويلة بينها وبين ابنها الوحيد حرب انتصرت هي بها وهدمت المعبد فوق رأسه هو وزوجته الحقيرة التي اقنعته بادخال فتاة من الشارع لا تنتمي لعائلتهم الي حياتهم ومنزلهم واعتبارها ابنة لآل مختار.
لقد انتهي الأمر وفازت هي في النهاية.
ابتسامة واسعة قاسية ارتسمت علي ملامحها بينما تعود بظهرها للخلف باسترخاء تتابع خطوات الشابة الصغيرة المترنحة التي تحاول الخروج من المنزل وفي قلبها امنية واحدة ان تخرج الي الأبد من حياة عائلة آل مختار. •••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
بخطوات بطيئة ثقيلة دخلت الي منزلها..
او ما كان منزلها لأربع وعشرين سنة من العمر نشأت بين جدرانه حتي حفظته ككف اليد ..
لازال الكون يدور من حولها كأنها داخل دوامة تدور بها بعنف تجذبها نحو القاع ..
لا تعلم كيف خرجت من منزل آل مختار الكبير تاركة تلك الشيطانة المتجسدة علي هيئة انسان وقادت سيارتها عبر الطرقات بألية متجهة الي منزلها متجاهلة رنين هاتفها..
لا تعلم كيف وصلت بدون الاصطدام بشيء او صنع اي حادث مميت ما فهي لم تري الطريق من الأساس وكأن هناك غشاوة قد اسدلت علي عينيها حتي اصبح كل شيء مشوش غير مرئي بل كل حواسها كانت مشوشة كأنها ثملة..
وقفت عند باب المنزل غير قادرة علي المتابعة تحاول التمسك بثباتها والأرض من تحتها تتموج كأنها بحر عنيف الامواج مدت يدها تحاول التمسك بأي شيء ثابت من حولها ولا شيء كل شيء يهوي امامها...
حياتها تهوي كأنها رماد محترق...
كل ذكرياتها يوما بيوم داخل جدران هذا المكان تشتعل امام عينيها بالنيران...
(انتي مش بنت ابني انا ابني مخلفش) 
صرخة عنيفة مكبوتة داخل صدرها تهدد بالخروج للعلن مع كل مرة تتردد فيها هذه الجملة القاتلة داخل جنبات  عقلها...
لأول مرة لم تخذلها دموعها وتسقط معلنة رقتها..
لأول مرة تفقد قدرتها علي البكاء وتختنق بشهقاتها...
خطوة اخري اجبرت قدميها علي التقدم بها الي داخل المنزل والمزيد من الذكريات تحترق خطوة ووصلها اصوات مختلطة استطاعت تميزها رغم تشوش عقلها..
صوت ذلك الرجل الذي لطالما عرفته كوالدها...
الحنون، العظيم، القوي، الذي لم يحبها احد بقدره...
والصوت الأخر لرجل اخر احبته وتحبها لسنوات عمرها كاملة تقريبا...
تري هل يعلم بما علمته...
تري هل هي المغفلة الوحيدة في العائلة...
المخدوعة الوحيدة...
اخترق صوت امرأة قلبها بعنف.  .
امها...
تلك الأم التي لم تعرف غيرها..
تلك التي تختزن داخلها حنان الكون وحكمة العالم...
تلك التي تحتوي حزنها وفرحها وتلقي بتعاطفها وحبها علي كل من عرفتهم...
تلك التي اصبحت فجأة لا شيء...
لم يعد الدم يربط بينهم...
هؤلاء الجالسين علي مقاعد غرفة الاستقبال الانيقة لا يربطها بهم رباط دم...
أولئك الذين تربت بينهم واحبتهم وغمروها بحبهم لأربع وعشرين عاما لم يكونوا عائلتها الحقيقية لم تكن هي حقيقية علي اي حال ....
من هي؟ 
انتفضت هديل واقفة ما ان لمحت ابنتها تدخل الي المنزل بوجه جامد وخطوات متقاطعة كأنها علي وشك احتضان الأرض بجسدها...
ركضت الي ابنتها تمسكها وشفتيها تتحركان بكثير من الأسئلة التي لم تسمعها ملاك فعقلها لم يكن قادرا علي ترجمة اي شيء كأنه معطل كانت عينيها تطوف علي الوجوه القلقة ببلادة والصمت يغمرها...
وجه والدها القلق بنظراته الداكنة ووجهه الشاحب كأنه شعر بما بها وعينيها تلتقطان همس شفتيه بإسمها ...
ووجه حارس الهادئ علي العكس من عينيه التي تلتهما بقلق وندم...
علي ماذا هو نادم..
علي اخبارها بما فعلت تلك السيدة ام لأخفائه الحقيقة عنها...
هل كان يعلم...
هل كان يعلم انها لا تنتمي لهذا المنزل ولا لهذه العائلة...
تحركت بلا ارادة كدمية خشبية كبيرة  تحركها زراعي امها حتي اجلستها علي احد المقاعد وصوت والدتها يتوجه لحارس بأمر ما لم يترجمه عقلها ايضا لكنها رأته بينما يتحرك بخطوات شبه راكضة متجها الي مكان ما ثم عاد حاملا كأس ممتلئة بالماء ابعدت عينيها عنه لتسقط نظراتها علي والدها مرة اخري ودار حديث صامت بين العيون حديث صاخب مزق روحها بمخالب الوجع فقد اعترفت نظراته بالحقيقة كاملة ولا حاجة لمزيد من التشكيك لقد قتلت نظرات والدها لأول مرة الأمل داخلها بدل ان تزرعه خنقت شهيق عنيف اراد التحرر من اسر حلقها لعله يخفف ذلك الحريق المشتعل داخل صدرها ولا احد يشعر    ...
شهقت وقطرات الماء التي نفضتها والدتها علي وجهها تعيد اليها بعض من وعيها الضائع تضربها كسوط جلدي مجدول وعينيها تنظران لوجه والدتها التي تشبهها كنسخة مصغرة ....
ارغمتها والدتها علي تناول بعض قطرات من  الماء الذي بدى باردا مقارنة بالحريق داخل حلقها الجاف وحركة كف والدتها الناعمة علي ظهرها تعيد اليها رغبتها في البكاء كأن ضباب  الصدمة قد بدأ ينجلي عن عقلها تاركا عجلة القيادة لمشاعرها المرهفة وقلبها الممزق ....
هبطت نظراتها الي وجه والدتها السابح بالدموع والقلق كيف لا تكون امها...
كيف لا تكون من انجبتها الي هذه الدنيا...
شهقة عنيفة انتصرت علي ارادتها لتتحرر منها بتحشرج   كأنها لا تستطيع التنفس وجبل متموضع فوق صدرها...
:- ملاك..  ملاك حبيبتي انتي كويسة...  يا شريف...  شريف اتحرك اتصل علي الاسعاف او اي حاجه..  انت واقف كدا ليه..
صرخت هديل بهستريا وهي تعود بوجهها الي ابنتها الصامتة بعيونها الزائغة وانفاسها المتحشرجة لمست وجه ابنتها بأحد كفيها والكف الأخري التقطت بها كفها البارد تحاول جذب اي استجابة منها...
اصطدمت عيناها بقطرة دمع تحررت من عيني ابنتها والكف الحر لطفلتها الجميلة يرتفع ليمر علي ملامحها بنعومة وصوتها يخرج شاحب ضعيفا مرتجفا لا يشبه في اي شيء صوت ابنتها الحبيبة  ..
:- ازاي انا مش بنتك ؟!  ... ازاي اكون مش بنتك وانا شبهك اوي  كدا؟! ازاي انتي مش امي.
سقطت يدي هديل المحيطة بوجه ابنتها الي جوارها وعينيها الزرقاء المتشابهة مع ابنتها  تتسع بصدمة من سماع الأسئلة التي هبطت فوق رأسها كدلو من الثلج لترتجف كل خلية فيها ووجهها الأبيض يفقد تورده ليصبح كقطعة من قماش ابيض ناصع.
وخلفها كان شريف يسقط  جالسا علي الأريكة من خلفه كحجر ثقيل واضعا رأسه بين يديه وقد بدت كلمات ملاك كصفعات قوية تخبره ان ما حارب لأجل اخفائه سنوات وسنوات قد ظهر للعلن لقد طعنته والدته في ظهره فأصبحت هزيمته أقوي ألف مرة انه علي وشك خسارة ابنته ووالدته..
حل الصمت علي الغرفة كضيف ثقيل  ...
صمت مهيب تقطعه دقات الساعة الضخمة المعلقة علي احد الجدران..
وهسيس الأنفاس الخافت.. 
طال الصمت وطال معه هدير القلوب الذي سري الرعب مخلوطا بالدم منها منتشرا في بقية الجسد ...
رعب من السؤال والإجابة...
اول من قطع الصمت كان حارس الذي بدي كمن تلقي لكمة في وجهه وصوته يخرج بسؤال بمستنكر وعينيه مثبتاتان علي وجه حبيبته التي بدت له في هذه اللحظة قد فقدت عقلها لتسأل هكذا سؤال ...
:- انتي بتقولي ايه يا ملاك؟....
التفتت اليه تنظر الي وجهه الحبيب...
وجهه الذي غطته الصدمة والرفض...
انه لم يكن يعلم..
لا يعلم انها لا تنتمي لهذه العائلة ولا لهذا المنزل ولا تعلم حتي لأي بقعة من الأرض تنتمي ولمن..
لاحت ابتسامة ساخرة مريرة علي شفتيها وهي تقول بضياع كأنها تحكي عن حدث عابر...
:- انا كنت عند نانا... كنت بسألها بتكرهني ليه... ليه بتعاملني وحش عكس ما بتعامل نادين او جميلة ليه بتعاملني وحش اكتر حتي من عنبر ويوسف رغم انها مش بتحب طنط ديما زي ما هي مش بتحب ماما   لكن بتعامل عنبر ويوسف كويس... سألتها ليه انا... سألتها ليه فرقتني عنك بالطريقة دي لدرجة انها تتمني الموت علي اني اتجوزك ليه بتتمنالي الأذي والشر للدرجادي  ...
التفتت بوجهها الي امها التي شحب لونها لتتابع بصوت ميت لا روح فيه   ...
:- وهي قالتلي الحقيقة...  قالتلي عن الكذبة الي انا عايشة فيها من سنين..... انا مش....
:- انتي بنتي....
قاطعتها هديل بعنف عن متابعة الكلام ورغم شحوب بشرتها اكتسبت عينيها نظرة عنيفة كلبؤة شرسة تدافع عن اشبالها....
:- انتي بنتي يا ملاك ...  اوعي تصدقي اي حاجه غير دي....
احاطت وجه ابنتها بكفيها بعنف لم تقصده وثبتت عينيها علي عيني الأخيرة المتشابهة قائلة بحزم...
:- مش من حق حد يقول غير كدا...  انتي بنتي يا ملاك حتي لو الدم الي في عروقك مش نفس الي في عروقي انتي بنتي لو كل الناس قالوا غير كدا... 
تهدج صوتها وهي تتابع بألم...
:- انتي عوض ربنا ليا يا ملاك...  انتي الراحة بعد التعب... انتي المعجزة الي ربنا بعتهالي معجزة لحد دلوقتي بخاف تكون مجرد حلم..... انتي بنتي و انا مش هسمح لحد ياخدك مني ويفهمك غير كدا  انا امك والله امك....
شهقة بكاء قاطعت كلماتها المتحشرجة...
:- سنين طويلة مرت وانا بحاول اخلف بحاول انجح اني اكوت ست كاملة تقدر تبني عيلة مع الراجل الي بتحبه وتجيبله اولاد من صلبه سنين قضيتها في دموع وحزن واحباط ووجع وقهر وعلاجات مرهقة مبتنتهيش سنين من الجحيم بدعي ربنا في كل لحظة محدش يتعرض لها سنين بموت كل لحظة بسبب كلمة من دولت او بنتها سنين وانا حاسة بالنقص واني مش ست كاملة لأني فشلت اكون ام سنين وكل الدكاترة بتقول اني ممكن اخلف بس دي ارادة ربنا لحد..... لحد ما حملت...
استنشقت الهواء بعنف قبل ان تتابع  ودموعها تهطل كما الأمطار محملة بذكري مريرة بقدر جمالها قاسية بقدر حلاوتها....بصوت غمره الوجع الذي حول نظراتها الزرقاء لجليد بارد..
:- تسع شهور من الاحلام... تسع شهور رجعولي كل لحظة امل فقدتها رجعولي ثقتي بنفسي  فضلت اعد كل ثانية علي اليوم الموعود الي هيجي فيه ابني للدنيا...  كان ساكن جنب قلبي حتة مني بشاركه كل لحظة في حياتي بشاركه احساسي وبقوله كل يوم اد ايه استنيته  كتير اوي لما دخلت العمليات كنت مستنية اللحظة الي هفتح فيها عيني واشوفه....  اشوف زياد شريف مختار..  ابني...
للحظة عم الصمت الا من شهقة مجروحة اخري من هديل ...
صمت كئيب ثقيل...
علي الأريكة جلس شريف يستمع لصوت زوجته ينحره نحرا بكل كلمة...
بكل ذكري...
وفي الجهة الأخري جلس حارس بصمت ترفرف الصدمة فوق رأسه وعينيه لا تفارقان وجه حبيبته وعمته الغاليتين عليه ويتمزق قلبه شفقة وعطفا وعجزا لأجلهما  حتي عاد صوت والدته خافتا متألما كأنها تعاني بعمق  ..
:- لما فوقت دورت عليه سألت عنو رغم ان قلبي قالي انو مبقاش موجود اني خسرت الأمل مرة تانية ان الحلم الي عشته تسع شهور كملين انتهي بجثة لطفل مشوه مكنتش قادرة اقول حاجه لا اصرخ ولا اعيط ولا اصدق انا بس نديت ربنا وقتها انا قولت يا رب وكنت حاسه ان ربنا بس الي هيحس بكل الي جواية ولساني عاجز عن انو ينطق بيه وربنا سمعني ربنا عوض صبري ووجعي وبعتلي معجزة من عنده معجزة في هيئة ملاك صغير حطوه الممرضات بين ايدي عشان انقذه من الموت ميعرفوش ان الملاك دا هو الي انقذني هو هدية ربنا ليا هو انتي يا ملاك ........
رفعت كفيها احدهما مر علي الخصلات الناعمة الفاحمة لشعر ابنتها والأخرى مرت علي الملامح الناعمة للوجه الشبيه بوجهها وعينيها تمتلئان بالحنان والإمتنان للمعجزة الماثلة امامها ...
:-  في اللحظة الي خسرت فيها ابني انتي خسرتي اهلك لما كنت انا بموت من الوجع انتي كنت بتطلعي للحياة بترفضي الموت كنتي معجزة حيرت كل الي في المستشفي كنتي بتقاومي عشان تعيشي وبتدوري علي ام ام حقيقية رافضة انك تتغذي علي اي حاجة صناعية ووقتها لقيتهم جابوكي ليا بيطلبو مني انقذ حياتك اكون ام بديلة بس لحد ميلاقوا حل عشان تعيشي... في اللحظة الي حطوكي فيها بين ايديا كل حاجة في الدنيا اختفت حتي الوجع كنتي كأنك حتة مني قلبي عرف انك بنتي حتي لو متخلقتيش جوى رحمي بس انتي بنت قلبي انتي المعجزة الي عرفت ان ربنا بعتهالي انا كنت بتمسك بيكي كأنك الحياة رفضت ان اي حد ياخدك مني ...  انا ربيتك يوم بيوم وسهرت كل يوم ابص علي ملامحك خايفة تكوني حلم... خايفة افشل في اني اكون الأم الي تستحقيها انتي عرفتيني اني مش ناقصة يا ملاك لأن انا بقيت ام ام بجد الأم هي الي تربي وتتعب وتسهر وتحب وانا حبيتك انا زرعتك جوايا نبض  عشان خاطري متحرمنيش من نبضي متحرمنيش من الحلم   بعد ما كبر متحرمنيش منك انا اسفة اني مقولتلكيش قبل كدا انا اسفة بس انا عمري ما فكرت ولا افتكرت لحظة انك مش بنتي ... 
ضمتها اليها بعنف وبكائها لا يتوقف كما اعتذاراتها الواهية الخفيضة.  .
بادلتها ملاك العناق تشاركها الاحتراق داخل دوامة المشاعر و  كلتاهما تنتفضان وشهقاتهما تعلو بألم...
الكبيرة فيهم يسكن قلبها الرعب خوفا من فقدها..
فقد روحها..
والأصغر ضائعة في لجة الحيرة وعالمها بأكمله تهدم في لحظة بعدة كلمات...

كل الدروب تؤدي اليكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن