الفصل الثان والخمسون

376 22 2
                                    

الحاضر
وضعت الهاتف علي الطاولة امامها علي وضع مكبر الصوت فيديها ترتجفان لا تستطيع حمل الهاتف وصديقتها لا تتوقف عن الرنين للاطمئنان عليها..
:- اخبريني فقط يا كارما الي متي؟  ... انت تعذبين نفسك عليك العودة لقد اتفقط مع طبيب هنا يدعي جابريال انه ممتاز لقد اخبرني انه يمكننا حل الأمر ان لن تتحملي الأمر لوقت اطول.... ليس مع ما تعانينه الأن وتضعين نفسك به بغباء.... كارما عليك العودة قضية يوسف قضية خاسرة .
تنهدت بعمق وهي تجيبها بقهر..
:- بعرف زهرة والله بعرف انا كل الي كان بدي اياه يسامحني كان بدي اودعو هالمرة انا كنت بموت خمس سنين وانا كارهانا حالي لاني تركتوا بهالطريقة يوسف ما كان يستحق يا زهرة بس الله عالم اني ما كان بدي خربلو حياتو وخسرو اهلو وانا اكتر واحدة عارفة شو معناة خسارة الأهل...  بس ما قدرت ضلني بعيدة كنت...  كنت مفكرة انو راح شوفو وارجع لعندك مرة تانية واقفل دفتر يوسف للأبد وما تضل غير ذكري بقلبي  لكن...
قاومت دموعها وابتلعت غصة شوكية تقف في حلقها..
:- ما اتخيلت اني ما راح ائدر علي البعد  ما إدرت ادير ضهري لألو مرة تانية وكل الي كنت بتمناه يضمني لحد ما ينتهي العمر ما ادرت انزع روحي وروح .... انا انانية يا زهرة انانية كتير وهو ما كان يستحق يمر بالفراق مرة تانية يا ريتني كنت بعيدة وضل يكرهني .
غلبتها الدموع لتحتضن كفيها تسندهم علي رأسها وكلمات صديقتها المشفقة تصلها بتعاطف ان زهرة تعلم كل شيء لكن صوت اخر رجولي خشن تردد بضيق..
:- ايمتا راح ترجعي كارما..  ما عاد في اي شي لتبقي ارجعي حبيبتي وانا راح اتصرف...
:- انا لا اريد الاعتراف بهذا ولكن معه حق عودي كارما هذا افضل لك وله الأن.
قالتها زهرة بضيق....
:- بعرف بعرف بس ما فيني...
شهقت باكية مرة اخري حتي انها لم تستمع لصوت الباب الذي فتح واغلق بهدوء والصوت الخشن علي الجهة الاخري من الهاتف يتابع بغضب..
:- راح تنزلين لبلاد الجمعة كارما والا..._تنهد بعمق ثم تابع مهدئا لهجته _هلأ بتسوكري الخط وتضبي اغراضك كارما وترجعي وان كان علي المصاري انا راح بيع كل شي وراح خلص هالموضوع ما راح انتظر دقيقة كمان فهمتي وليك.....  دخيلك كارما والله اني تعبت حبيبتي مشتاقلك وميت من الخوف عليكي وهالـ*** ما رايد يخبرني شي.
تنهدت بعمق تسيطر علي رغبتها الملحة في معاودة البكاء ثم اجابت الاخر بصوت ضعيف..
:- خلص راح ارجع شادي ما تبدأ بتسب هلأ  مالو ذنب انا الي حلفتو بقبر امو ما يخبرك  بشي شادي بعرف اديش راح يإذيك هالحكي بس خلص ما في امل شادي....لهيك... لهيك راح ارجع حبيبي .
يد كبيرة طويلة الأصابع وضعت علي الطاولة امامها تلتقط الهاتف الذي لازال يصدح بالصوت الذكوري لترتفع عينيها بصدمة لصاحبها الذي القي الهاتف بعنف علي الحائط الذي تعلوه مرآة للزينة اصابها الهاتف فحطمها بدوي كالقنبلة جعلها تشهق بعنف وعينيها تسطدمان بعينين زرقاوتين غاضبتين حتي تحول بياضهما لحمرة قانية من تجمع الدم فيها..
:- يو... يـ.. يو.. سف.
همست الاسم بارتجاف وشعور مخيف بدأ ينتابها بينما الأخير يتقدم منها ينتزعها انتزاعا عن الأريكة حيث تجلس يهزها بين زراعيه صارخا..
:- من هذا ايتها الحقيرة؟  .. هل هذا من تركتني لأجله؟  .....  من هذا كارما اخبريني؟... كيف تجرأتي علي فعل هذا... كيف اصبحت هكذا؟!..
دفعها عنه لتعود كاللعبة الصغيرة تقع علي الأريكة بضعف وجسدها يحترق من الألم الذي خلفته قبضته رغم انها لم تكن قاسية لدرجة كبيرة...
:- لماذا عدتي الي حياتي؟  ... لماذا اذا كنتي تحبين اخر هل تلهين بي هل يعجبك كم انا احمق ولا ازال احبك رغم كا ما فعلته هل تستمتعين بعذابي كارما...
ضرب الأريكة بقدمه بعنف وداخله نار تغلي وكلمات الرجل الغامضة يتردد منها كلمة حبيبتي كطلقات نار تصيب قلبه وردها بحبيبي كان الشعرة الأخيرة التي تمنعه عن الجنون....
عاد بنظراته اليها ثم امسك زراعها بعنف مرة اخري يجذبها باتجاه الغرفة التي تشاركاها معا بالأمس فقط ثم ألقاها علي الفراش بعنف متجاهلا شهقتها الحادة متجها الي الخزانة السوداء الأنيقة يفتحها يخرج من ارضيتها حقيبة السفر التي اتت بها يضعها ارضا قاذفا بكل قطعة ملابس لها في الحقيبة بلا ترتيب كأنه يضرب الحجارة بالماء مثقلة بالغضب بينما يتابع بغضب هادر ظهره لها..
:- ارحلي عني كارما ابتعدي انت ولعنتك عني وعن حياتي التي اصبحت اكرهها كما اكره نفسي بفضلك لقد سامحتك بكل ضعف رغم الغدر الذي نلته منك قديما بعدما قدمت لك روحي وقلبي وانت رميتهم خلفك كأنهم لا شيء... لقد سامحتك وسلمتك حبي وقلبي مرة اخري وذهبت بقدمي الي والداي لأخبرهم بعودتك  لإقناعهم  انك لست سيئة وان تركك لي كما لو كنت القطعة القذرة في حياتك سابقا لم تكن الا سوء فهم كنت احاول بدء حياة جديدة لنا معا كما كنت احلم دوما كم انا احمق غبي وساذج لتلدغني الأفعة في نفس الجحر مرتين ...  اكرهك كارما اكرهك...
ومع اخر كلمة ضرب الحقيبة بقدمه بعنف لتصطدم بالفراش قبل ان يتابع بصوت مجروح متحشرج..
:- لطالما احببتك كارما منذ النظرة الأولي التي وقعت عيني عليك داخل حرم الجامعة التي احتوت ألاف الطلاب من كل دول العالم،.. فقط انتي من سرقتي عيني  بردائك الأسود والشال الذي تعقدينه حول مقدمة شعرك تاركا بقية خصلاته ترفرف مع النسيم...  هناك ألف فتاة واكثر اجمل منك لكن فقط انت من تعلق بها قلبي بلا ارادة لقد اعطيتك كل شيء كارما كل ما املكه وكنت علي استعداد لإعطائك اكثر واكثر لكنك فقط رحلتي بكل انانية ضاربة بكل ما قدمته لك عرض الحائط كاسرة حبي وقلبي وكبريائي...
ضربة اخري من قبضته للخزانة لكنها لم تكن عنيفة كانت اقرب لطرقة صغيرة قبل ان يستدير لها بعيون حمراء وابتسامة مريرة..
:- حينما عدتي كل ما خزنته طوال سنوات من الغضب والكره والحقد ضاع واختفي من اول نظرة لعينيك التي تسرقني من ذاتي دوما لقد وضعت لك كل الأعذار وقلت انك لم تخدعيني علي الاقل فانت لم تقولي انك ستظلين للابد معي ولا انك تبادليني الحب قررت ان اتركك ترحلين لاحافظ هذه المرة علي كبريائي علي الاقل لكنك حطمتي كل شيء بكلمات اعتطني الأمل في انك قد تكونين هنا لانك تريدين البقاء ان هناك سبب جعلك ترحلين في الماضي ولا تعودي كنت غبيا لأصدق كلماتك مرة اخري لتحطميني مرة اخري لكن هذه المرة حطمتي كرامتي ورجولتي وصورتي امام ذاتي كارما هنيئا لك ما فعلته بي لقد احرقتي مدني بالفعل وحولتي روحي لخراب يشبه روحك كما تنبئتي يوما ما .
تقدم منها حيث انزلق جسدها النحيل عن الفراش ليستقر علي الأرض ظهرها مستند علي الفراش وقدميها منحنيتان تضغطان قبضتيها المضموتين الي بطنها وعينيها مغلقة بقوة يهطل منها الدمع بغزارة وقد شحب وجهها واستقرت شفتها السفلي بين اسنانها تضغطهم بعنف كمن تقاوم الألم وكم اوجع مظهرها قلبه الخائن الذي لا يتوقف عن حبها شاء ام ابى...
:- ماذا تريدين كارما؟  المال؟  لم اعهدك طامعة فيه واقسم لك انك لو كنت طلبته فقط لكنت اعطيتك اياه بلا حاجة لخداعي مرة اخري واعطائي امل زائف فالأموال ليست اغلي من قلبي الذي اعطيتك اياه او اسمي المقترن باسمك... ماذا تريدين الطلاق؟  هل هذا ما اتيت لأجله حسنا سيكون لك ما اردت وسوف اذهب من الغد للسفارة لانهاء الاجراءات القانونية وسيكون  لك ما اردت  وارحلي عني للأبد كارما ارحمي المتبقي مني من دمارك.
:- سأرحل... للأبد يوسف..
قالتها بصوت شاحب وانين خافت يخرج من بين شفتيها قبل ان تفتح عينيها الزيتونية التي اصبحت اكثر دكنة من العادة كأن شياطين سوداء تسللت اليها تغمرها بالعذب  وابتسامة شاحبة ترتسم علي وجهها مشوهة كخط رفيع ارسل رجفة من خوف غير مبرر لقلبه  قبل ان يمحوها أنين اخر ابتلعته مع غصة حلقها وتابعت..
:- انا ما بدي مصاري يوسف...  وما بدي طلاق ..  والي كان بيحكي معي هو اخي... شادي .
ابتسامة مشوهة اخري كانت اكثر ارتجافا من ان تصمد لكنها حاولت ان تجعلها تصمد قدر الامكان بينما تتابع..
:- كان بدي خبرك عنو وكيف جمعنا رب العالمين والسبب انت بس ما كان عندي الوقت ولا الشجاعة....  انا نزلت علي بلدك دور عليك بس لتسامحني يوسف ولاني كان بدي ودعك هالمرة ما كان بدي روح بدون ما اشوفك... ضمك واترك لك شي تتذكرني فيه رفعت كفها المرتجف تشير الي كاميرا صغيرة للاستعمال الشخصي ملقاة علي الأرض ويبدو انه اوقعها مع الملابس بدون ان يلاحظ...
:- صورت لألك كتير فيديوهات وحطيت كل الأغاني الي كنا نحبها سوي والي كنت تحب اغنيها كان بدي اترك شي تتذكرني بيه يوسف...
انين اخر خانها لتميل الأمام تحاول السيطرة علي موجة الألم التي ضربت جسدها بعنف فارتجفت خلاياها بلا سيطرة منها حتي شعرت بزراعين تطوقانها بعنف وصوته المرتجف يصل اليها هامسا باسمها تنفست بعمق عطره الذي سوف تحتفظ به دوما داخل قلبها كما كل ذكرياته ثم رفعت نفسها قليلا لتستطيع النظر الي وجهه الذي شحب كما وجهها وعينيه تطوفان عليها بقلق يدور بهما ألف سؤال تقرأه جيدا رفعت كفها المرتجف تلامس فكه  الخشن من ذلك الشعر النابت وقالت بحزن..
:- ما كان لازم ارجع واعرضك لهيك وجع ...  بس انا انانية بعرف ما قدرت ما ودعك يوسف.. بدون ما اترك حدا بعرف انو حبني اكتر من اي حدا بالعالم واعطاني كل شي اتمنيته حتي بدون وما اطلبه.....  بس والله ما كان بدي وجعك ولا اكسرك ابدا انا ما كان بدي موت بعيد عن وطني يوسف...  وانت اهلي ووطني ما كان فيني موت بدون ما شوفك... ما بدي موت غريبة يوسف.
هل ظنته شاحبا قبل قليل لا لم يكن يقارب ولو قليلا وجهه الأن الذي تحول للون مقارب للرمادي وعينيه ثابتتان علي عينيها الدامعه همست باسمه تقاوم ألمها الخاص قلقا عليه...
:- انت لا تعنين ما تقولين اليس كذلك انت لا تعنين ذلك الهراء ابدا...
هزت رأسها نفيا ثم تابعت بأناملها حدود وجهه وملامحه الحبيبة كأنها ترسمه وهي تقول بابتسامة مليئة بالحب كما عينيها التي امتلئت حبا وألما واجابته بلغته الأم ليصله كل حرف من حروفها ..
:-  انت احببتني منذ النظرة الأولي لكنني لم افعل انا وقعت لك منذ اول كلمة وجهتها لي لتساعدني علي ايجاد فصلي....  منذ اول مرة حاولت فيها ان تعرفني علي مجموعة الاصدقاء خاصتك رغم انني كنت اتعامل بقلة تهذيب كنت احارب لابتعد عنك حتي لا اغرق اكثر في حنانك واهتمامك وذلك الأمان الذي تبثه لي مع كا نظرة منك كأنك تعانقني... تدفء روحي التي احتلها الجليد  .... كنت اهرب منك واتي اليك هربا من نفسي في نفس الوقت يوسف انت مثلت لي كل شيء تمنيته يوما كل شيء خسرته يوما...  الحب،  العائلة، الأصدقاء، البيت والوطن.....  لا تشك في هذا ابدا رجولتك، كبريائك، كرامتك، قلبك وانت   كل تفصيل بك وكل ذكري معك افديها بروحي التي رممت حطامها في كل لحظة كنا معا.
عضت شفتها السفلي بعنف حتي ادمتها من شدة الألم ليناديها مرة اخري برعب لكنها طمأنته بصوت مرتجف وقد بدي كصرير باب معدني مغلق من عشرات السنين..
:- ما تقلق بس ارفعني سطحني علي  التخت انا وقعت علي جنبي .
:- لا يجب علينا الذهاب للمشفي.
هز رأسه بعنف كأنه يجبر عقله علي العودة الي العمل بعد ان تعطل تماما وكأنه لا يريد استيعاب ما تقوله...
نعم انه مجرد هراء لا صحة فيه انها فقط...
فقط متعبة....
رفعها بين زراعيه يضمها اليه كأنه يحتوي ذلك الألم الذي تنضح به ملامحها المعبرة يخرج بها الي الخارج شاكرا حظه انها ترتدي احد تلك العباءات الجميلة التراثية التي تغطيها التقط مفتاحه من علي الطاولة المجاورة للباب وهو يأمرها..
:- افتحي الباب كارما..
حاولت الاعتراض لكنه منعها وهو يشدد عليها بأحد زراعيه ويفتح الباب بالأخرى بصعوبة وقد ساعده وزنها الخفيف جدا لدرجة مرضية...
:- ما في اي اعتراض كارما هنروح علي المستشفي حالا..
صوته المصمم  جنبا الي جنب مع موجات الألم التي ضربت جسدها جعلت الاعتراض محض خيال انها تحتاج للمشفي بالفعل تحتاج لمسكن لهذا الألم اتكئت الي صدره وانين اخر يفلت من بين شفتيها ليمزق قلبه النابض تحت اذنيها كيف لم يلاحظ...
كيف كان غبيا وانانيا لا يري ابعد من انفه لهذه الدرجة فشغلته مشاعره الخاصة وغضبه منها ومن  نفسه عن البحث خلف شحوبها ونحولها وذلك الانكسار الشارد الذي بدلها عن تلك الكارما التي كان يحبها ولازال...
لقد كانت مريضة..
كانت في منزله وبين زراعيه ولم يشعر انها مريضة لدرجة الموت...
لا،  لا لن يصل الأمر للموت...
لن يفقدها بعد ان عادت بالكاد اليه  كتم زمجرة عنيفة ارادت الخروج منه سيفعل كل شيء ليحميها أليس هذا عهده الذي اقسم ألا يكسره اين الحماية وهي كادت تموت داخل منزله ولم يكن يعلم هذا...
لم يكن يعلم عن مرضها ولا عن اخيها الذي ظهر من العدم ولا عن فترة اختفائها الغريبة ولا عن الأسباب...
حسنا فلتشفي اولا وسوف يعرف كل هذا بكل التفاصيل التي تستطيع تذكرها ...
( اصمدي يا ثائرتي لقد عهدتك دوما قوية كأرض وطنك لا تهزمك الحروب رغم قوتها فلا تخذليني وانتصري هذه المرة لأجلي..)
وضعها علي مقعد سيارته الأمامي يربط حزام الأمان لها ثم التفت لمقعد السائق وانطلق الي المشفي وكفه تمسك كفها يتشبث بها وصوتها يطمئنه كأنها تشعر بالذنب لأجله...
:- ما تخاف يوسف...  انا طيبة ما تخاف.
هز رأسه لها بلا معني وعينيه تقاوم الدموع لم يكن ضعيفا يوما لدرجة البكاء ليس حتي شعر انها علي وشك الرحيل...
كم يبدو غريبا اننا قد نتقبل ان يبتعد شخصا عنا ونتمني السعادة له رغم ألم الفراق لكننا لا نتقبل الموت ابدا كأن الفرقة الأبدية لها رهبة تحطم كل شيء الأمل، الأمنيات،  الغضب، والحزن.
ويبقي فقط الحب الخوف والرجاء.
  اغمضت عينيها بعدما قالت كلماتها ولا تعلم هل كانت تطمئنه ام تطمئن نفسها..
ضغطت علي كفه تستجمع بعض شجاعتها منه وابتسامة ناعمة ترسم رغم الوجع علي المبسم لا تعرف سببها وعقلها يشدو بأول اغنية غنياها سويا.
"بكل مرة جديدة بتنسمع هالغنية
حيكون مر الوقت وكبرنا شوية
حيكون في شي راح وفي مكانه جديد
صورة حتقرب وخيال حيصير بعيد
ومسافات حتنقص ومسافات حتزيد
بس كل ما انسمعت هالغنية
اشياء بتبقى هي هي
ويمكن اكتر شوية

وبكل مرة جديدة بتنسمع هالغنية
يمكن اشياء غريبة نصير نشوفها عادية
وحنستغرب مبارح بس نرجع نتمناه
وحنخاف من بكرا بس حنستناه
ومسافات حتنقص ومسافات حتزيد
بس كل ما انسمعت هالغنية
اشياء بتبقى هي هي
حضل حبك متل اليوم
ويمكن اكتر شوية"

كل الدروب تؤدي اليكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن