وقفت تستند علي المغسلة داحل المرحاض بضعف وكل خلية فيها تهتز بألم وشعور عنيف بالغثيان يرتفع حتي حلقها مرسلا مرارة لا حد لها وشعور بالغ بالارتجاف حاولت التنفس بعمق تدفع عنها الغثيان المزعج بينما تركت احدى يديها المغسلة لتلمس بطنها المتألمة قبل ان تعود موجة الغثيان بعنف حتي سمعها زوجها الذي انتفض قلقا من صوت شهقاتها ليلتقطها قبل ان تقع ارضا وقد وهن جسدها الضعيف من الإرهاق واصبح جسدها لين كأن عظامها قد اختفت وكل الدنيا من حولها تدور مما جعلها تلقي بكل ثقلها عليه ليهتف بإسمها بقلق وقد شعر انها فقدت الوعي لكنها اجابته بشهوب وصوت مهتز..
:- انا تعبانه اوي يا رضوان... مش قادرة اقف... خدني للسرير..
حملها بين زراعيه حتي الفراش ثم تلمس جبينها باحثا عن حرارة ما لكنها كانت باردة...
:- انتي سقعانه... اطلب الدكتور ولا اسرع نروح المستشفي...
هزت رأسها بنهي ثم اجابته بارهاق وجفونها تنغلق رغما عنها..
:- لا انا بس عاوزة انام....
منعها من النوم محاولا اجبارها علي الوقوف لتبديل ملابسها التي ابتلت مقدمتها...
: لا يا تمارا مفيش نوم انتي بقالك كام يوم تعبانه وكل ما اقولك نكشف تقولي انو شوية برد او اكلتي حاجة مش نضيفة لكن الموضوع زاد عن حده انتي كل يوم تعبانه وكل يوم التعب بيزيد....
تذمرت محاولة الرفض لكنها كانت اكثر ارهاقا من ان تفعل..
استسلمت له وهي شبه واعية تتركه يساعدها في تبديل الملابس ثم الخروج حتي استقرت داخل سيارته التي تشبهه بحجمها الضغم وهيبتها التي تخطف الأنظار..
لا تعلم هل كان الطريق طويلا ام قصيرا فقد اختطفها النوم حتي ايقظها رضوان القلق والذي لا ينفك يسألها كل دقيقة اذا ما كانت بخير...
وخلال دقائق تلت كانت تجلس هي ورضوان امام الطبيبة التي بدأت تسألها العديد من الأسئلة قبل ان تأمرها بالاستلقاء علي فراش الكشف الطبي وبعد المعاينة ابتسمت الطبيبة باتساع ثم طلبت برقة من رضوان الدخول جذب الستار والوقوف بجوار زوجته القلقة قبل ان تهديهما ابتسامة واسعة وتقول بعملية مرحة..
:- مالكم قلقانين كدا ليه... مفيش اي حاجة تقلق مدام تمارا زي الفل وكل حاجة تمام..
زفر رضوان بارتياح قبل ان يعاود اسئلته بريبة..
:- طيب ايه سبب التعب الي بقاله فترة دا والارهاق ووجع الجسم والنوم و...
اوقفته بابتسامة قبل ان تتابع ناظرة لهم..
:- براحة يا استاذ رضوان وانا هفهم حضرتك... دي شقاوة النونو بيحاول بس يقولك انو هنا..
تبادل هو وزوجته النظرات قبل ان ينظرا بغباء الي الطبيبة يحاولان الاستيعاب لتشرح هي بلطف بينما تشير الي الشاشة التي لا يفهمان منها شيء..
:- النقطة دي طفل عمره اربع اسابيع يعني تقريبا شهر..
للحظات عم الصمت عليهم كأن علي رؤسهم الطير وقد تركت لهم الطبيبة فترة منفردة لاستيعاب الخبر وخرجت من الغرفة مع اعتذار لطيف ان امامهم عشر دقائق فقط حتي الميعاد التالي....
لا تعلم من بدأ منهم العناق الجشع الذي زرف فيه كلاهما الدموع يحاولان استيعاب الخبر المبهج الذي زلزل اعماقهم مرسلا تدفق هائل من هرمونات السعادة داخل عروقهم...
ابعدها رضوان عن صدره يناظر وجهها البهي الذي تخيل ان الارهاق غادره واصبح جميلا اكثر من اي وقت ثم هتف بخشونة اصبحت تعلم انها تظهر في انفعالاته العاطفية بلا ارادة منه...
:- انا مش قادر اصدق.. كأن الحلم كبر اكتر واكتر.. مش عارف اشكر ربنا علي ايه ولا ايه علي انو حقق حلمي بانك تبقي مراتي وحبيبتي لأخر يوم في عمري ولا علي انك حبتيني وحياتنا بقت جنة ولا علي دا..
وضع كفه الضخم علي بطنها المسطح يتلمسه بشجن والمشاعر تتدفق داخله اكثر فأكثر لتضع كفها فوق كفها وعينيها تبثه مشاعر عميقة قبل ان تهتف بصدق..
:- انا الي بشكر ربنا عليك علي ان بقي ليا عيلة حقيقية ومبقتش احس اني حاجة في البيت زي زي الكنبة محدش حاسس بيها... ان بقي في حد زيك بيحسسني اني اغلي حد في الكون كلو.. انو عوضني بيك وخلاك ليا اب واخ وصديق وحبيب وزوج... انت هتكون احسن اب في الدنيا وعمري مهخاف ان ولادنا يعيشو حسين انهم مهملين ومش محبوبين انا واثقة انك هتحبهم اوي وهتحميهم اوي هما محظوظين بيك اوي..
عاد يضمها اليه بشغق وهو يردد لها حبه قبل ان تطىدهما الطبيبة بأدب ليرحلا مبتسمين عائدين الي منزلهم...
مملكتهم الخاصة وقد قرارا معا ان يعلنا هذا الخبر السعيد لعائلتهم واصدقائهم في حفل خطبة ورود وطارق القريب جدا.....
أنت تقرأ
كل الدروب تؤدي اليك
Romance"مكتملة" واطاعت امر عينيه تركض اليه تلقي بنفسها بين احضانه.. تحتضنه بكل ما اوتيت من قوة تستنشق رائحته العطرة كأنها تختزنه داخلها وصوته يصلها دافئا حنونا شجي... :- انا المبتلى بالبعد يا غالية... وما تهوي نفسي غير القرب... ولكن الحياة لا تعطي للف...