الفصل الثلاثون

458 26 0
                                    

فتح باب منزله وادخل حقيبته وهو يلقي بالنظرات الي باب منزلها المقابل وشوقه لها يمنعه حتي من الانتظار ليلقي بأعباء السفر عن كاهله فما ان وضع حقيبته داخل المنزل حتي اتجه لبابها يطرقه.....  مرة واخري ولا اجابه  وشعور غريب بالانقباض جثم فوق صدره ينبأه ان هناك شيء ما خاطئ فإذا لم تكن ورود في المنزل فجيهان لا تترك المنزل الا نادرا.....

تنفس وهو يمنع نفسه من ترك عقله للوساوس مؤكدا ستعود قريبا...

عاد ادراجه الي منزله وخيبة أمل تملئه....

لساعات قضاها في النوم ارهاقا استيقظ علي طرقات لباب المنزل فقفز اليه يفتحه وما ان فعل حتي ملئته خيبة الأمل لكنه خبئها جيدا خلف ابتسامة مهذبة وهو يستقبل وجه جاره العجوز في الطابق الأعلي ومعه رجل اخر كبير في العمر وشاب يبدو في نفس سنه...

:- مساء الخير يا استاذ عزت....

بادله الرجل الابتسامة...

:- مساء النور يا ابني حمدلله علي سلامتك....

:- الله يسلمك يا استاذ عزت اتفضل ..

:- معلش يا ابني احنا مش عاوزين نعطلك...

اجلي حلقه ثم تابع بينما يشير الي من معه ...

:- البشوات دول كانو عاوزين حضرتك يا دكتور في حاجه مهمه....

دخل الإثنين بالفعل الي شقته التي كانت صالتها مصممة كصالة استقبال لعيادته اشار الي غرفة الكشف قائلا بتهذيب وشعور من القلق يغزوه...

:- اتفضلوا...

هز الرجل الأصغر عمرا رأسه رافضا ثم مد كفه الي طارق قائلا بصوت قوي...

:- معاك النقيب ضياء وجدي من مباحث قسم (.....)  .

اشار الي الرجل الأخر الذي معه ثم عرفه...

:- ودا كامل بيه وهدان والد جيرانك في الشقة الي قصادك...

تطلع في الرجل الذي بدي مألوفا وقلبه يخفق بعنف... 

والد ورود......

كان الرجل وسيما رغم تجاوزه للستين من عمره بملامح شبيهة بملامح ابنته بعيونه الذهبية الأكثر دكنه بقليل من ورود وشعيراته التي غزاها الشيب الا من بعض الشعيرات البنية....

ذلك الشعور الثقيل بالاختناق عاد اليه اقوي وعينيه تلتقيان بعيني الرجل الحزينة كأن كارثة حلت عليه...

وشعور داخله يخبره ان القادم ليس خيرا.  .

ليس خيرا ابدا...

عاد صوت ضياء ذلك يعلو وهو يسأله. 

:- احنا عرفنا من استاذ عزت ان الجراش الي تحت العمارة حضرتك شاريه وفيه عربيتك وانك حاطك كاميرات مراقبة قدامه.....

كل الدروب تؤدي اليكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن