الفصل الخامس

7.9K 209 3
                                    


وافقتها تمارا  وطلبت النادل لتقوم بدفع الحساب  : الحساب من فضلك .
النادل بأدب :  الحساب مدفوع يا فندم .........
تبادلت النظرات المستفهمة مع الجميع ثم عادت للنادل تسأله بعدم فهم...
: لا اكيد في خطأ احنا لسه مدفعناش مين هيكون دفعه  .
اشار لها النادل علي طاوله جانبية  يجلس بها شخص واحد يدير  ظهره لها بحيث لم تتعرف عليه علي الرغم من ان هيئته تبدو مألوفة....
: الأستاذ الي هناك دا يا فندم.
نظرت اليه تمارا بحيرة وهي تفكر من قد يدفع حسابهم الا لو كان يعرفهم او...... مغازل  حقير يحاول لفت انتباههم   ....قالت للنادل بهدوء : طيب شكرا .
سألت ملاك بينما تحاول ان تتبين منه شيئا...
  : مين دا .
اجابتها تمارا وهي تقف متجهة الي الطاولة الأخري..
: مش عارفه بس انا هقوم اشوف مين دا وارجعلو فلوسوا  .
ذهبت بخطوات بطيئة هادئة حتي لا تجذب الأنظار اليها  الي ان وصلت الي ذلك الجالس والذي وقف كأنه شعر بحضورها رغم انه لم يلتفت لها بعد..
حسنا فلتعترف لقد ارهبها طوله الفارع وبنيته العضلية الضخمة لو انه مغازل او شخص ما وقح فهي في ورطة بالتأكيد...
هل عليها الاستعانة بصاعق وروود الكهربائي....
التفت لها فجأة حتي كادت تصطدم به لولا ان اخذت حذرها بسرعة ثم رفعت رأسها تنظر اليه بوجهه المألوف وملامحه الخشنة ذات التفاصيل الحاده من جبهة عريضة وشعر طويل معقوص للخلف وانف شامخ وعيون زرقاء مهيبة تناظرها بهدوء كأنه مان متوقعا لكل حرف وحركة صدرت منها...
وجهه كان هادئ كما العادي لا تنفرج شفتاه عن ابتسامة ابدا هل عرف الابتسام من قبل...
:- رضوان...
خرج صوتها غريبا لم تعرفه حتي انها التفتت حولها تبحث عن صاحبه فقد كان ضعيفا اجش بطريقة غريبة ابتلعت ريقها ثم استجمعت شجاعتها لترسم ابتسامة براقة علي وجهها ثم قالت بشكر لطيف....
:- شكرا انك دفعت الحساب انا هروح اقولهم انك مش حد غريب..
كانت تريد الهرب منه لكنه لم يسمح بذلك بل اوقفها  قائلا بصوت هادئ...
: استأذني من زميلاتك وتعالي اقعدي حابب اتكلم معاكي شوية  .
ارتبك صوتها ورفضت بتهذيب...
: مش هي..هينفع .
زفر بعنق وعينيه الزرقاء ترسل حمما ساخنة باتجاهها تنبأها بنفاذ صبره   : تارااااااا .
هل قالت من قبل انها تخاف من رضوان حسنا..
رضوان هو كائن البعبع في حياتها ذلك الشخص الذي لا تستطيع قول لا له...
ذلك الشخص الذي يرتجف صوتها وهي تحدثه ويخفق قلبها بعنف لمرأه...
وللحقيقة خوفها لا مبرر له فهو لم يحاول اذيتها مرة واحدة من قبل بل هو دائما يعاملها بهدوء وكثير من السيطرة التي لا تقوي علي التمرد عليها...
اهتز صوتها كما العادة وهي تشرح له...
: لازم اكون معاهم عشان بنعمل شوبنج لصحبتنا حياة عشان هتتجوز قريب اظن انت عارف اياد اليمني  .
اجابها بهزة رأس خفيفة وهو ينظر في ساعة يده ثم قال بحزم....
: اوك هاجي اخدك من عندها   الساعة تمانية  نتعشي بره.
اعترضت بخفوت..
:- لكن انا بايته هناك تنا والبنات...
رفع حاجبه لها ثم قال بصوت جليدي..
:- في احلامك انتي ناسية اخوها ولا تاه عن بالك.
:- لا مهو مش هيكون موجود واحنا كلنا هنـ..
قاطعها بحزم...
:- هاجي اخدك الساعة تمانية.. من غير نقاش يا تمارا انا محتاج اتكلم معاكي...
هزت رأسها بموافقه ثم هربت بسرعة الي طاولة اصدقائها تحرقها نظراته علي ظهرها وما كادت تستقر في مقعدها حتي وجده خلفها يلقي تحية مهذبة انيقة علي صديقاتها ثم مال علي اذنها قائلا بصوت كالفحيح...
:- لينا حساب تاني علي الفستان دا...
اتسعت عينيها بخوف وانفاسه الساخنة التي تلفح اذنها  ترسل رجفة عبر خلايا جلدها بأكملها اعتدل ثم استأذن بتهذيب ورحل تاركا اياها تجلس متصلبة مرتعشة.....
قالت ملاك بتفكير وهي تتابع رحيله...
:- مش دا...
:- رضوان ابن عمي ايوة...
شهقت حياة وهي تقول بحماس....
  : احلفي .
كان مظهرهم يستدعي الضحك وكل منهم قد اتسعت عيناها بغير تصديق وهما يتابعان رضوان الذي ابتعد مسافة كافية عنهم بينما ناظرتهم عنبر بعدم فهم....
قالت ملاك بتفكير وهي تعود بنظرها لتمارا التي استعادت بعضا من تركيزها.....
  : ياااه دا اتغير  اوي عن اخر مره شفتو بقي احلي كتيييير  .
غمزت تمارا بينما تابعت حياة وهي تقول بتنهيدة حالمة...
: هو ده الي كنتي عاوزه تهربي منو ومش عاوزة تتجوزيه انتي فقر مش وش نعمة فعلا...
ضحكت تمارا بعمق..
:- رضوان ابن عمي نعمة...  طيب حلال عليكي.
تجاهلتها حياة بينما قالت وروود...
: انا تقريبا اعرفه  هو بيلعب العاب عنيفة اظن شفتو مره في النادي دا بطل اظن كابتن عامر حكالي عنو   .
نظرت اليها تمارا برعب....
: دا واحد مجنون مره بعد وفاة مامتو رجع البيت بعد ما قتل نفسو تدريبات ملاكمه و تعنيف لحد ما اديه اتعورت و عضلاتوا اتشنجت....... يا ربي كان شكلو مرعب انا قلبي وقع وقتها...
هزت ملاك رأسها بتفهم ثم قالت...
:- هو كان صديق لحارس فعلا في النادي بس مقولتيش هو كان عاوز منك ايه؟  ...
تنهدت بضيق ثم قالت تحيبها...
:- مش هعرف ابات معاكم هيجي ياخدني غصب الساعة تمانية....
:- عادي انا كمان ماما قالت انو مينفعش ابات عشان هساعدهم في ترتيب بيت خالو انا وعنبر بس هنقضي اليون مع بعض عادي...
ظلوا يتفقن علي مواعيد اللقاءات بينهم حتي هتفت وروود مرة اخري وهي تضغط علي رأسها بألم...
:خلاص انتهينا  يلا نمشي بقي صدعتوني .
:- نمشي فين لسه مخلصناش شوبنج .
:-لا بقي حرااام..
وقفوا جميعا وذهبوا معا لتكملة حملة التسوق التي لم ينتهوا منها بعد وكل منهم قد تناست العالم اجمع وهم يمرحون بكل طفوله ومرح  حتي السابعة مساءا وكل منهم رحلت الي منزلها مع وعد باللقاء في الغد...
في المساء كانت  تمارا قد نسيت تماما امر رضوان  وعشاءه المدبر ....وكانت متعبه جدا......
دخلت الي غرفتها ومنها الي حمامها الخاص  لتأخذ حماما  سريعا وارتدت احد المنامات الطفولية التي اشترتهم لها ملاك فهما يتشابهان في طول ومقياس كلا منهما لذلك  كانت كلما اعجبت واحده بشيء اشترت منه قطعتين لكل منهما.......
  فهم قلب واحد وروح واحده في جسدين وصداقتهم تتعدي الصداقة بمراحل و لذلك يعتقد كثير من الناس انهم توءم علي الرغم من اختلاف اشكالهم  .
كانت منامتها الوردية طفوليه جدا تنتهي بحذاء بيتي من الفرو علي شكل ارنب صغير ابيض اللون......
وربطت شعرها المتوسط الطول كزيل حصان كما تحب كالأطفال احداهما علي اليسار والأخر علي اليمين .
نزلت لتصنع لنفسها كوب من الكابتشينو وهي تدندن بلحن اغنيه تعشقها .
دخل الي منزل عمه في المساء ليأخذ ملف يحتاجه قبل الذهاب لجلب ابنة عمه الشقية من عند بيت صديقتها كأنه سيتركها تبيت عند تلك الفتاة التي لا ينفك شقيقها يحاول جذب اهتمام الحمقاء ابنة عمه...
فليذهب الي الجحيم لو سمح له...
لقد حدثه عمه واخبره ان الفيلا ستكون فارغة لأن الخدم قد رحلوا ما ان حل المساء علي اساس ان الفيلا ستكون فارغة كيف سيعيدها الي المنزل ولا احد فيه....
عليه ان يفكر في حل ما.... 
خرج من غرفة مكتب عمة بعد ان احضر الأوراق وكاد يخرج لولا ذلك الضوء الخيف القادم من الممر قد لفت انتباهه فذهب الي حيث الممر الذي يحوي المطبخ بخطوات هادئة حذرة خاصة وهو يستمع لتلك الضوضاء الخفيفة القادمة من داخله...
اتسعت عينيه الزرقاء بذهول وهي تقعان علي تلك الطفلة الصغيرة التي تقلب كوب خزفي به سائل القهوة بالحليب والكريمة المخفوقة ...
لقد كانت شيء اشبه بالخيال كأنها عادت للوراء عشر  سنوات حينما كانت طفلة صغيره تلعب في حديقة منزله  .
ابتسم بحنان يستند علي باب المطبخ وهو يتابع حركاتها المدللة وصوتها الناعم النشاز لكنه محبب لمسامعه....
دقائق مرت وهو علي صمته حتي استدارت شاهقة بإجفال لتقفز مرتعبة وقد اجفلها حضوره حتي وقع كوبها مكسورا علي الأرض ناثرا كل ما بداخله...
بحركة سريعة كان امامها يبعدها عن السائل الساخن وشظايا الخزف...
كانت تسمي بهمس مرتعب وهي تنظر حولها حتي وقعت عينيها عليه لتزفر براحة حتي تمالكت نفسها وهمست بارتجاف...
:- انت..  انت جيت امتي...
:- لسه واصل انا افتكرتك عند صحبتك مكنتش اعرف انك في البيت...
ساعدها علي الجلوس علي مقعد طاولة المطبخ ثم تحرك يصنع لها كوبا اخر وله واحد بينما يسمعها تقول بصوت هادئ قد تمالكته اخيرا...
:- هطلع البس عشان نخرج انا بس نسيت...
هز رأسه نافيا لها ثم قال بينما يضع الكوب امامها...
:- مش لازم انا حابب بس اتكلم معاكي كلمتين هنتطلب اكل ونقعد في الجنينه...
شكرته بلطف علي المشروب ثم اتجها معا الي الحديقة استأذنها لدقائق ثم عاد فسألت بفضول...
:- انت كنت بتكلم الحارس...
:- ايوة استأذنت عم محمد يسمح لواحده من بناته تبات معاكي انهاردة عشان متكونيش لوحدك..
.:- شكرا
نظرت الي كفه التي امتدت لتناول الكوب الخاص بها يتذوقه اولا قل ان يشرب كوبه في حركة طفولية كثيرا ما كانت تثير غيظها لكنها تجاهلتها وهي تستمع لصوته القوي...
: عمي كلمني وقالي علي رفضك لجوازنا .
تلون محياها بالخجل وهي تنظر باتجاهه باعتذار خفيف محاه هو وهو يتابع...
: انا كمان مش موافق علي سرعة الفرح ولا علي الطريقة الي عمي بيحاول يجبرك بيها  .
نظرت اليه بصدمه ثم قالت : طيب مدام انت مش موافق ولا انا موافقه هنتجوز ليه .
تحدث بجدية وهو ينظر الي مظهرها الطفولي اللطيف.....
: تمارا انا هكلمك بهدوء وعقل مع ان عمي قال انك عنيده ومتهوره ومش هتمشي غير بالغصب بس انا شايف عكس كدا.... انا شايف بنت ذكية وناجحة وعاقلة وناضجة كفاية انها تفهم الي هقوله وعارف كمان انك بتحبي عمي علي الرغم انو كان اب مهمل انا عارف دا كويس  ...
خفق قلبها بلا سبب يذكر وشعور بالفخر يزدهر داخلها من مدحه لها علي الرغم من كلمات والدها التي يرددها عليها دائما علي الرغم من انه لم يعرفها جيدا ابدا....
تابع كلماته التي كانت تسقط علي قلبها كماء منهمر رطمة ودافئة...
: انا كمان محتاجك تفهميني انا مش عاوز أمر بجواز فاشل لتاني مرة لان صدقيني تجربة متمنلكيش تمري بيها  .
حاولت مقاطعته لكنها منعها باشارة من يده وتابع : انتي يمكن فاكره ان طلاقي من ريهام كان خساره ليا ومش ليها...........  واتوقع انها مقلتلكيش احنا اطلقنا ليه ولا كان بينا مشاكل من ايه .
تحشرج صوتها بلطافة فأجلت حلقها وقالت بخجل لتدخلها....
: لأنك مكنتش بتحبها وكنت بتهملها و...
قاطعها بالتواء في شفتيه يشبه الابتسام لكنه كان مريرا ككلماته التالية.....
:-  هي قالتلك كدا .
هزت رأسها بنعم وشعور حاد بألم يقبض قلبها .
عينيه نظرت عميقا داخل عينيه الزرقاء الباردة بينما يسألها بصوت هادئ في ظاهره مليء بالمرارة والخوف في باطنه...
: جوازي بريهام من بدايته كان بالاتفاق يا تمارا لا هي حبتني ولا انا حبيتها لكن هيا كانت عاوزه كل المكاسب ليها من غير ما تخسر حاجه... هي قدرت تكسب فعلا لما كرهتك فيا بالطريقة دي ؟؟.عاوزة تعرفي سبتها ليه...
ضغط علي كلمة تركتها لتعلم انه هو من انهي تلك العلاقة غير المثمرة وليست الأخرى.... كادت تقول نعم الا انها لم تستطع او لنقل لم يسمح لها فقد تابع ببرود يخفي خلفه بركان متفجرا...
:-  هي كدابه انا قولتلها من الأول انا مش بحب حدا و مش عاوز حياه رومنسيه ملتهبة  انا قولتلها من بداية جوازنا انا عاوز بيت وعيله واستقرار انا اتحرمت منهم بعد انفصال اهلي؟.. واظن انك اكتر واحده عارفه الحكايه دي...... بس ريهام  عملت كل حاجه عشان تدمر الاستقرار ده والعيلة الي كنت بحلم بيها .
رغما عنها تطلعت فيه بضيق وهي تردد ما اخبرتها به ريهام....
: يعني عاوز تفهمني انها هي الي غلطت لما حبتك و كانت طالبه حبك.........  العيلة الي انت بتطلبها دي يا رضوان مش هتكون مستقرة غير بالحب والدفي والأمان مش الإهمال انتمش جايب جارية....
التمعت عيناه بغضب حتي اصبحت كبحيرة رقراقه تحت اشعة الشمس وصوته كفحيح هادئ ومرعب....
   : متعليش صوتك.
اصبح وجهها مشتعلا حرجا ثم اعتذرت بخفوت وهي تسمعه يتابع بصوت ملئه الغضب لأول مرة..
: .....تمارا  انا الي طلقت ريهام مش هي الي سابتني او طلبت الطلاق...... ومش عشان حب او محبش انا مش تافه اوي كدا او سطحي للدرجة دي عشان اعامل مراتي معاملة زي الي بتقولي تليها اناكنت بحاول قدر الامكان احقق لها كا الي كانت عاوزاه واكون موجود في اي وقت تحتاجني فيه   انا راجل عشت اسوء ظروف ممكن يعيش فيها انسان حتي انتي متعرفيش عنها حاجه  .......مشكلنا انا وريهام  كانت علي الحمل وطلقتها عشان الهانم كانت بتاخد موانع للحمل عرفتي ليه .
كانت مصدومة من المعلومة التي تنفيها كل ما تعرفه  فريهام كانت تقنعهم انها تحاول قدر الامكان بل كانت تتدلل علي اثر تعب نفستها من تأخر الانجاب....
  : ليه دي كانت بتحبك و كانت بتحاول تخلف هي قالتي ....
قطعها رضوان بلامبالاة مصطنعة....
: شيفاني منفعش اب ........
ضربتها الكلمة بقسوة في قلبها وهي تناظره وتشعر لأول مرة انها تري وجه اخر لرضوان الواثق القوي الذي لا يهزه شيء مهما بلغت قسوته....
رضوان  بعينيه المليئتين بالمرارة والحزن وتلك الخطوط الرفيعة من الارهاق تحيط بها...
كيف لتلك الحقيرة ان تقول هذا كيف...
رضوان لم يكن يوما شخصا مؤذي لتأذيه بكلمة كهذه لقد كان دوما رجلا للمواقف الصعبة...
رجل قوي ناجح رغم كل الذي عاشه من سواد بسبب حروب والديه الدائمة قبل انفصالهما وبعده وكان هو اللعبة التي يتحاربان عليها  ....
عينيها البنية الدافئة كانت تواسيه تربت علي قلبه بدون ان تدري وكل خلية فيها تنضح بالكره لريهام الكاذبة الحقيرة..
ابعد عينيه عنها متابعا ببرود اجاد اصطناعه مخبئا جرح كبريائه كرجل وكرامته كزوج...
: دا مش موضوعنا الي عاوزك فيه...... دلوقتي لازم تسمعيني وتفهميني كويس  والدك عاوزنا نتجوز لأنو شايف ان كدا بيحميكي والدك اتعرض للأفلاس هو ميعرفش اني عرفت ولا عاوزك تعرفي خايف يفقد ثقتك فيه مش عاوز يحسسك انك قليلة قدامي  او يحس انو مقصر معاكي مجرد موافقتك علي الجواز معناه ان مسؤليتك اتنقلت كليا ليا بما اني جوزك....... وكدا هو مش هيحس انو مقصر او تحسي انتي انو مبقاش ليه اهمية عندك   .
اليوم يوم الصدمات بالفعل تنهدت بتعب وهي تجيب ببحة بكاء...
: بس انا .......
اكمل لها رضوان ما لم تستطع اكماله....
: عارف انك عمرك مهتفكري كدا ابدا ....... وان قيمته عندك عمرها مكانت بالفلوس لكن  هو بيفكر كدا وعارف ان دا مش ذنبك وانا بقسملك انك وافقتي او رفضتي انا هدعم قرارك لأخر لحظة وعمري مهقصر معكي او مع عمي لأنكم اهلي وعيلتي الوحيدة......
اهداها نظرة داعمة وودعها بلطف ورحل وقد علي قدره داخل قلبها بدرجة لو تتخيلها انه يدعمها...
يراها ذكية وناجحة وناضجة...
انه يفهمها ويعرفها اكثر من والدها الذي هداه عقله للتخلي عنها لأخر ينفق عليها بدل من يعتبرها انسانة ويتحدث معها بصدق....
صعدت الي غرفتها وتمددت بإرهاق علي فراشها  ظلت هي تفكر وتفكر حتي غلبها النعاس لتذهب الي عالم الأحلام.........

*********

كل الدروب تؤدي اليكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن