في مكان اخر .........
في منزل اخر يبدو عليه الثراء و الرفاهية ....... منزل فخم اكثر من الازم فهو تجسيد لقصر مصغر ........ تجلس تمارا في وضع مريح وهي تتابع التلفاز و لا تتابعه في نفس الوقت فذهنها شارد وقلبها قلق من المواجهة فاليوم سيعود والدها من رحلة عمله الأخيرة التي استغرقت فوق الاسبوعين وها هو يعود ليستكمل معها المشاجرة الأخيرة التي كما هو معتاد حول زواجها من ابن عمها ...........
رحلات عمل والدها كانت دائما زوجته الأولي فقد كان والدتها دائما ما تقول انها ضرتها فوالدها مهووس بعمله وهذا ما جعله يتسلق سلم النجاح بصورة سريعة ......
نجاح في العمل وازاه تماما فشله كزوج وكأب...
انها لا تكره والدها..
في الحقيقة هي تحبه رغم كل شيء وتعلم يقينا انه يحبها ايضا رغم انشغاله الدائم والذي لم يقل بعد وفاة والدتها....
لقد كان عمله دائما هو الأول في حياته فباتت وحيدة بعد وفاة امها رغم انها تسكن نفس البيت معه .....
انها تعلم انه ليس قاس بارد كما هو في العمل بل هو فقط لا يستطيع التعبير عن مشاعره لها لكنه يحبها انها بالنسبة له حياته رغم كل شيء ......
لقد كانت تتقبل كل هذا وتتأقلم معه حتي بدأ الشجارات معها لتزويجها لإبن عمها رضوان...
رضوان كان زراع والدها اليمين منذ حداثته وقد كان يشبه والدها تماما بارد وقاس...
وهي ابدا لا تريد اخر كوالدها...
رضوان لم يكن شخصا سيئا بشهادة الجميع فهو رجل محترم بعمل مع والدها منذ سنوات فأصبح ثري بدرجة جيدة..
وسيم وتتهافت عليه النساء من كل حدب وصوب...
ولكن هي لا تتقبله لا من قريب ولا من بعيد...
يكفي انه لا يحبها و هي تعرف ذلك تماما فهو و بكل بساطه لا يمتلك مشاعر او قلب لا بل يمتلك واحدا وظيفته ان يبقيه حيا فقط لكنه حتي لا يعترف بوجود الحب .
وهي لا تريد هذا...
لا تريد علاقة كعلاقة والديها باردة كالجليد انها تريد حبا...
حنانا واحتواء يغنيها عن سقيع ما تشعر به...
تنهدت بألم و هي تتذكر ريهام زوجته السابقة والتي هي اخت لها في الرضاع حيث كانت والدتها صديقة لوالدت ريهام وقد عانت بعد انجابها من مضاعفات صحيه وحكمت الظروف ان تكونا اختين حتي وان قطعت الصلة بينهم بوفاة والدة تمارا ....
لقد كانت ريهام تخبرها دوما كم كانت تعشقه و مع كل عشقها له لم تهتز به شعرة و ظل قلبه كالحجر حتي طلبت هي بنفسها الطلاق .
هي حتي لا تعرف كيف يريد والدها رميها في جهنم هذا الرضوان .....
انه دوما كان عنيفا معها ومتسلط لأقسي الحدود .....
دوما ومنذ صغرها كان رضوان هو بعبعها الوحيد .......
فهو منذ وفات والديه و هو في الثامنة عشر اصبح مثالا للبرود و القسوة بكافة انواعها .........
كما كان كلما زاراهم يبدأ وصلة تعنيفه لها و تحكمه في كافة اشيائها........
ما يجب ان ترتدي.......
و من يجب ان تتحدث معه......
ومن لا يجب..........
وما ستفعل ........
وما لن تفعل كأنها لعبه خيوطها بين يديه ........ و الأدهى ان والدها لم يكن يتدخل ابدا ابدا ........
بل كان يبدو سعيدا بما يفعله رضوان..
وفي الحقيقة ما كان يفعله كان يشبع لديها افتقادها لأخ اكبر حتي لو كان بنسخة متسلطة...
تنهدت مره اخري و اغمضت عينيها تنشد بعض الراحة .....
و لكن صوت والدها الذي القي السلام و هو يدخل انهي فكرة الراحة بالنسبة لها .....
اعتدلت في جلستها و قالت قبل ان يبدأ والدها الكلام .
:حمد لله علي سلامتك يا بابا...... تحب تاكل قبل ما تستريح من السفر ولا هتام الاول....
تمنت لو يذهب للنوم ولكن اجابته قتلت امنيتها...
:- لا انا محتاج اتكلم معاكي الأول قبل ما ارتاح..
كتمت صيحة غضب داخلها ثم قالت تبتر ما يريد قوله.....
:- بابا لو سمحت كلام في موضوع رضوان انا مش هتكلم انا مش موافقه ومش هوافق لأي سبب من الأسباب .
هذه المرة لم يتشاجر والدها... لم يناقش ويتفاوض كما كل مرة بل قال حازما...
: مش عاوز رأيك انا اخدت رأيك كتير يا تمارا....... المرادي هجبرك عارفه يعني ايه؟؟!... يعني هتتجوزي رضوان وخلص الكلام لحد هنا..... و انا الي بقولك دلوقتي كلام في الموضوع ده انتهي جوازك من رضوان امر مسلم بيه.
اصاب الرعب قلبها وهي لا تصدق ما يقول ولماذا ماذا فعلت ليجبرها علي قرار مصيري كهذا....
: بابا لا لو سمحت ....
قاطعها ببروده المعتاد متجاهلا تضرعها...
: انا مش هعيد كلامي تلت شهور بس وهيتكتب كتابك علي ابن عمك مفهوم .
و تركها و غادر الي غرفته بينما تهاوت هي علي اقرب كرسي لا تصدق ما يحدث ولا تصدق ان والدها الحبيب قد يفعل ذلك مهما بلغت قسوته ....
الا انها لا تصدق انه يجبرها ......
انه رغم كل عيوبه لم يكن يجبرها ابدا علي شيء اي شيء....
الأن يجبرها علي الزواج.....
كأنها غير راشدة ولا يحق لها الاختيار .........
اتصلت بملاك وهي في تشتعل من الغضب والغيظ بينما الأخرى نائمة بالعسل او هكذا تظن...
: نعم .
: انتي نمتي .
: البركة فيكي صحيت اكيد مش هرد عليكي من عالم الاحلام يعني .... .
: ملاك ركزي معايا يا زفته.... بكره يا ملاك عاوزاكي انتي والبنات ضروري في النادي....ضروري ماشي
.... باي .
: انتي عبيطة يا بنتي طب استني افهم ايه الي حصل تمارا ...يا.........اه يا مجنونه.
لم تكمل كلامها فقد اغلقت تمارا الهاتف في وجهها بدون اضافة ادني احرف .

أنت تقرأ
كل الدروب تؤدي اليك
Romance"مكتملة" واطاعت امر عينيه تركض اليه تلقي بنفسها بين احضانه.. تحتضنه بكل ما اوتيت من قوة تستنشق رائحته العطرة كأنها تختزنه داخلها وصوته يصلها دافئا حنونا شجي... :- انا المبتلى بالبعد يا غالية... وما تهوي نفسي غير القرب... ولكن الحياة لا تعطي للف...