الفصل الثاني عشر

6.9K 174 2
                                    


اخيرا وصل الي منزل الجدة ليدخل ملقيا التحية ثم جلس بصمت بجوار والده ولم يفته غياب حارس كما غابت ملاك...
بعد دقائق سمع الجدة تسأله شريف بغضب...
:- فين بنتك يا شريف هي كل مرة هتتأخر كدا المفروض تعقل شوية بقي عندها تلاته وعشرين سنة الي ادها متجوزة وخلفة....
لأول مرة يري عمه شريف يرد بضيق علي والدته...
:- انا بنتي عاقلة يا امي وتتجوز او متتجوزش بيت ابوهو مفتوحلها تدلع فيه براحتها لحد اخر يوم ليها  وهي مش هتيجي...
:- مش هتيجي...
قاطعها شريف مرة اخري وصوته يزداد  خشونة.
:- ايوة مش هتيجي براحتها يا امي هي تعبانة شوية...
مال يوسف علي شريف يسأله بقلق عنها ليجيبه شريف بخفوت...
:- متقلقش هي كويسة هي خرجت مع البنات يمكن تفرفش شوية...
هز يوسف رأسه له بتفهم ثم عاد للجلوس بتجهم متجاهلا الحديث الذي بدأ يدور بينهم.....


•••••••
:- يعني هتبدأي تجهزي حاجة الفرح يا تمارا....
سألت حياة بينما ترتشف شراب البرتقال المفضل لها وبجوارها تجلس وروود في يدها كوب كبير من الليمون بالنعناع وبجوار ورود كانت ملاك الشاردة وفي يدها كوب من القهوة وبجوارها تمارا التي وضعت كوب عصير الفراولة المفضل لها علي الطاولة تجيب حياة بصوت جاد...
:- لا يا روحي هنبدأ نجهز حاجة جوازي...
واشارت لأربعتهم ثم تابعت وهي تلكز حياة بمزاح... 
:- ولا انتي عاوزة تهربي بعد ما دبستيني في شرا حاجتك انا لسه رجلي بتوجعني بسبب مشاويرك لحد دلوقتي....
ضحكت حياة وهي تجيبها بينما تتلاعب بحاجبيها لتغيظ تمارا....
:- حبيبتي فدايا اي تعب وبعدين انا دلوقتي ست متجوزه ومعنديش وقت للف والخروجات...
ضحكت وروود ثم اجابت مشيرة الي حياة بطرف اصبعها....
:- الصحاب الأندال.... 
ضحكت حياة بسخرية وهي تنظر الي وروود...
:- مبلاش انتي يا بنتي دا من ساعة ما اتقبلتي في الشغل وانتي مش فاضية حتي تكلميني واتس..
:- صراحة الشغل صعب اوي خاصة اني تقريبا بتدرب مع الشغل بس الدنيا بدأت تهدي شوية والشغل فعلا ممتع.... انا مبسوطة اوي انو اتقبلت في الشغل دا حقيقي فرق معايا كتير اوي....وانتي يا لوكا مش كنتي مقدمه علي شغل.... ملاك انا بكلمك...
لمست وروود زراعها فانتفضت الأخرى بفزع حتي انسكبت القهوة علي سروالها الذي من حسن الحظ كان جلديا فلم يمتص السائل الساخن...
ربتت تمارا برفق علي ظهر ملاك بينما تنتزع الكوب الذي اصبح فارغا من يدها وعينيها تمتلئان بالشفقة...
:- اهدي يا لوكا محصلش حاجه...
:- انا اسفه...  انا بس...  انا بس كنت سرحانة انا اسفة.....
انفجرت في بكاء بلا سبب لتتلقفها تمارا بين زراعيها تربت عليها بحنان حتي انضمت حيا و وروود اليهما في عناق جماعي تدعمان فيه بعضهما كما كانوا وسيظلون دائما.......
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
دخلت الي شارعها وهي شاردة فيما حدث اليوم لقد تأثرت كثيرا بما حدث لملاك خاصة انها تعلم كم تبدو ملاك هشة لكنها في الحقيقة قوية جدا لقد كانت معها حينما انفصلت للمرة الأولي عن حارس عاشت معها تلك اللحظات المؤلمة والتي كانت فيها اقل انهيارا من الأن حتي انها اصرت يومها علي حضور زفافه بكامل اناقتها ودلالها تتأبط زراع والدها بفخر كأن شيء لم يكن...
لقد كانت صامدة تمر بها السنين وهي تتجاهل حكايتها مع حارس كأنها كانت محض خيال لكنها علي ما يبدو لم تكن قوية كما كانت تتخيل بل كانت فقط تتجاهل الألم والصدمة حتي انفجر كل التجاهل في وجهها وقت المواجهة....
لقد انتهت حكاية حارس وملاك الي الأبد...
كما تنتهي قصص الحب عادة هذه هي الحقيقة الحب محض شعور بالألم نحبس فيه انفسنا في رغبة سادية للإيذاء انفسنا لا اكثر  ......
رفعت نظراتها مصادفة لتجده يقف في الشرفة ينظر في ساعته ثم الي الشارع لتلتقي نظراتهما معا....
طارق....
ابتسمت بمشاكسة لعينيه نعم طارق هو كل ما تحتاجه الأن حتي لا تسقط في بئر الكئابة والذكريات المعتمة  فجرعاتهما اليومية من المشاكسة هي المتعة الوحيدة التي ترفه عنها...
اسلوبه الاستفزازي لها وسعيها الدائم لإغاظته ورفع ضغطه ولقائاتهما المليئة بالمشاكسة مساء في الشرفة هي كل ما تحصل عليه من سعادة في يومها  ولا تعلم السبب لكنها تشعر بالفعل بالراحة كلما تحدثت مع طارق او جمعهما شجار او استفزاز من اي نوع..... 
وهي لا تريد ان تعلم السبب لقد علمتها الحياة ان بعض المعرفة هي اكثر قسوة من الجهل وهناك كثير من الاشياء التي لا يفضل البحث خلفها واولهم هو المشاعر......
صعدت مسرعة الي المنزل ثم دخلت الي غرفتها متجاهلة جيهان التي صرخت بشيء ما ثم دخلت الي غرفتها لتبدل ملابسها لأخري مريحة مكونة من سروال قطني بألوان كثيرة متداخلة يعلوها كنزة بيضاء صافية بنصف كم ورفعت شعرها المموج اعلي رأسها بقلم رصاص التقطته عشوائيا من اعلي مكتبها ثم دخلت الي الشرفة لتجده يجلس علي مقعد في شرفته يتصنع قراءة كتاب ما كأنها لم تره منذ دقائق يقف كعمود النور ينظر الي ساعته والي الشارع كأنه ينتظر احد ما ذلك المخادع ....
:- اممم شكلو مسلي الكتاب دا يا دوك بس مش معقول كنت بتبص علي الساعة والشارع مستني الكتاب يوصل...
غمزته في نهاية كلامها وهي تستند علي السور المشترك بينهم رأته يحاول اخفاء ابتسامته بينما يضع الكتاب علي حافة السور واتجه اليها ليقف علي مقربة وهو يجيبها بسخرية...
:- لا كنت مستني حسام انتي ايه الي دخلك ها ولا هو لازم تتدخلي في الي ملكيش فيه كدا غتاته....
اشارت الي نفسها ثم اجابته بغيظ ..
:- انا... استاهل فعلا اني بتكلم معاك اصلا يا دكتور المجانين انت...
:- لا بصراحة انتي الي العقل عندك كتر من البشر.....
قلدت صوته بطريقة مضحكة ثم ابعدت وجهها عنه والتزمت الصمت وكذلك هو للحظات ثم قطعه ليسأل متصنعا اللا مبالاة....
:- مين عليه الشاي انهاردة.....
رفعت وجهها اليها ثم اشارت لنفسها بصمت ثم خرجت من الشرفة واتجهت الي المطبخ لتضع براد الشاي علي النار ووضعت كوبين علي الطاولة تضع فيهم السكر والشاي بينما تدندن بلحن اغنية ما مندمجة مع كلماتها حتي دخلت جيهان التي انعقد حاجبيها بضيق وهي تنظر الي الكوبين بتساؤل....
:- انتي عامله شاي لمين انتي عارفه اني مبحبش الشاي....
:- عملاه لنفسي يا جيجي.. 
:- هتشربي كوبايتين....  انتي فاكراني عبيطة و مش عارفه انك بتقفي بالساعات مع الدكتور جارنا انا مش قولتلك ابعدي عنو ...
اغمضت ورود عينيها تحاول تمالك اعصابها من صراخ شقيقتها الغير مبرر...
:- وانتي مالك يا جيهان...  انتي مالك بقف معاه مش بقف معاه دا شيء يخصني ثم مش انا الي دخلته في حياتنا وبروح اشتكيله من اختي الشريرة....... يا ريت متدخليش في حياتي يا جيهان زي ما انا مش بدخل في حياتك....
صمتت شقيقتها للحظات وعينيها تبرقان بغضب تجاهلته وروود تماما وصبت الشاي في الاكواب ودخلت به الي الشرفة بعد ان اغلقت بابها جيدا خلفها ثم وضعت الشاي امامه وهي تتذمر بكلمات غير مفهومه....
:- في حاجه حصلت...
تنهدت واجابت باسم شقيقتها فقط كان هذا يختصر كل شيء....
:- وروود انتي عارفة انا موجود لو حبيتي تتكلمي...
رحل الضيق عن ملامحها وعادت المشاكسة وصوتها يصله متلاعبا...
:- لسه موصلتش لمرحلة البؤس دي يا دوك...
ابتسم  بسخرية وهو يجيبها بمشاكسة...
:- مرحلة ايه يا ورود انتي كسرتي الرقم القياسي يا ماما دا سبحان مين مصبرني علي جنانك....
امسكت كوب الشاي الخاص به تبعده عن متناول يده....
:- تصدق انا الغلطانه خسارة فيك الشاي...
:- احسن ورود انا بجاملك اصلا الشاي بتاعك طعمة وحش.... انا بشربه تكفير ذنوب....
جزت علي اسنانها وهي تجيبه بتذمر...
:- وربنا خسارة فيك تستاهل الشاي بتاع محاسن الممرضة...
:- انتي ايش فهمك انتي دي محاسن عليها شوية شاي تقوليش سم فران زي الفل...
ضحكت بعمق لتظهر غمازتها اليتيمة التي كان ينتظر ظهورها منذ حضرت فاتسعت ابتسامته وهو يرتشف من كوب الشاي الخاص بها قبل ان تنتبه........
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
تطلعت الي وجهها في المرآة لا تكاد تعرف نفسها وجه شاحب وعيون منتفخة اسفلها داكن كأنها مدمنة تأخرت عن اخذ جرعتها...
هي بالفعل مدمنة...
مدمنة علي الألم المتمثل في حارس الجمال ابن خالها وحبيها الذي رحل كما ارادت...
رحل حقا هذه المرة فلا تعرف عنه شيئا..
لا تتمكن من الاطمئنان عليه كما كانت تفعل في السنوات الماضية....
ثمانين يوما مرو منذ رحل واختفي حتي عائلة خالها لا يعلمون عنه شيء سوي انه بخير.....
لكنها لا تشعر انه بخير....
هي ايضا ليست بخير....
انها تموت في اليوم ملايين المرات وهي تكرر ان عليها المقاومة عليا النسيان وبناء حياة جديدة ليس فيها حارس....
ليس فيها صورته وهداياه التي تحتفظ بها...
لكنها لم تستطع...
انها تموت شوقا اليه....
تموت خوفا عليه...
تعيش في فقعه من الحيرة اذا كان يحبها كما قال لماذا تركها....
اذا كان يريدها لماذا  صمت ولم يبرر لها...
حسنا فليبتعدا كما كانا منذ ارع سنوات لكن ليكن بخير ليظهر فقط حتي تطمئن عليه...
لا احد يعلم انها كانت تتابع اخباره اولا بأل طوال الاربع سنوات الماضية.....
كانت تحبه...
كانت تعيش في حالة من الانكار كأنهما لم يفترقا كأنه في سفر وسيعود منه قريبا اليها لكنها الأن علمت اي وهم كانت تعيشه....
حارس رحل لماذا اذا لا تستطيع التوقف عن البكاء....
لماذا تشعر انها اصبحت فارغه ثقيلة ضعيفة لا تقوي علي فعل شيء ولا تريد اي شيء الا الجلوس في صمت....
يمر الوقت ويأتي ويذهب كثير من الناس ولكنها لازالت كما هي داخل فقعه معزولة عن الجميع تحتضن نفسها في ظلام غرفتها علي فراشها والصمت رفيقها الوحيد....
حتي صديقاتها لم يستطعن اخراجها من هذه الحالة....
لنها الأن مضطرة للخروج منها ولو ظاهريا لأجل والديها ولأجل صديقتها تمارا التي علي وشك الزواج وعليها الوقوف بجوارها....
وكم هذه مهمة صعبة في هذه المرحلة من حياتها لكنها مضطرة...
فلتبكي خيبتها في الحب بعد زواج صديقتها....
استدارت عن المرآة والتقطت حقيبتها وخرجت تلقي التحية علي والديها ثم انطلقت الي منزل تمارا التي اصابها الخوف والتوتر من اقتراب الزفاف بشكل مثير للشفقة....            
في  غرفة تمارا  جلست وروود وبجانبها حياه وملاك  بينما كانت تمارا تجئ وتذهب في الغرفة حتي اصابهم الدوار والصداع من صوتها الحاد الذي تكرى به نفس الجملة منذ ساعات......
: لا انا خلاص غيرت رأي مش عاوزه اتجوز... ايوة مش عاوزة اتجوز انا حرة... لازم الاقي حل.... لازم الاقي حل عشان اقول لبابا ورضوان اني مش هتجوز..... رضوان هيقتلني لو قولت كدا دا الحنة بكرة..... لا موته بموته برضو مش هتجوز....
:- بس خلاص انا دوخت ارحميني يا تمارا واقعدي...
هتفت ورود وهي تضع يدها علي رأسها الذي اصابه الدوار بينما ضحكت حياة علي تمارا التي كانت تتحدث بسرعة متوترة كشريط مسجل خرب  ثم قالت بحالمية وسعادة تشع من عينيها البندقيتين.....
  : اهدي يا تيمو ومتخافيش صدقيني  والله الجواز مش وحش اوي كدا........ دا الجواز نعمه  .
تجاهلها الجميع والكل يعلم أن حياه أكثرهم رومنسيه خاصة انها تزوجت من حب حياتها لتتحدث ملاك لأول مرة منذ حضورها بصوت رقيق.... 
:  ناومن رأيي ان رضوان اثبت انو انسان كويس وانتينفسك قولتي انو فيه صفات كويسه مكنتيش ملاحظاها من رأي ان خوفك دا ملوش اساس يا تمارا متضيعيش فرصتك معاه عشان لحظة ضعف وخوف ملهوش اي معني لان رضوان ميقدرش يإذيكي  .
اغمضت تمارا عينيها بيأس بينما احمرت خجلا وهي تقول بخفوت وهي تجلس بجوار ملاك.......
: يعني ...مش عارفه انا مرعوبه ...ازاي اتجوز يعني ....يعني..
اطلقت حياه ضحكه خجولة وهي تقول بحياء ولكنها لم تنسي ان تغمز لتمارا بمشاكسة.....
  : الصغنن مكسوف وخايف... صدقيني الجواز مش مرعب للدرجادي  متتوتريش انتي لو خايفه قوليلو صدقيني هيراعيكي .
قذفتها تمارا بالوسادة وقد اصبح وجهها كحبة فراولة ناضجة بينما ضحكت ورود تشاكس تمارا لتزيد من حرجها.......
  :من يومين بس كنتي عامله فيها سبع رجالة في بعض يا تيمو ودلوقتي خايفه من رضوان..
:- والله هضربك..
نالت وروود وسادة اخري كالتي تلقتها حياة بينما ابتسمت لهم ملاك وهي تربت علي كف تمارا قائلة بلطف.....
:- متخافيش يا تيمو اكيد رضوان مش هياكلك يعني  .
اجابتها تمارا بخوف وقد ارتعشت اطرافها بالفعل......
: مضمنوش دا رضوان ....  لا ياسيتي دا انا طول حياتي  كل مشوفوا احس اني برتعش من الخوف ازاي بقي هكون معاه في بيت واحد وهيقربلي لالا مفيناش من كدا....دورولي علي حل....
قالت وروود بابتسامه خبيثة وهي تضع قدم فوق الأخرى وتقترب برأسها منهم......
: عندي فكره جنان.
نظر اليها الجميع بقلق وتمارا تقول بخوف.    
: لا انا بخاف منك  افكارك اخرتها كوارث  .
مطت حياة شفتيها بتسليه وهي تقول بحماس.......
  : لا  دي ورود  افكارها  مسليه قولي قولي  .
قالت لهم وروود فكرتها بهمس علي الرغم من عدم وجود احد معهم....
قفزت  حياه واقفه بسرعه وهي تقول بفزع....
  : يانهارك اسود دا لو اكتشف انها كدبة هيقتلها...
اكدت ملاك علي كلامها......
: مفيش راجل هيستحمل كدا وهيفهم غلط وهبقي مشكلة وممكن فعلا يأذيها يا فالحه  .
قالت وروود بتسليه وابتسامة شقيه تزين شفتيها.....
: عادي بقي مش هيقدر يعملها حاجه ..... وبعدين مين قال انو هيعرف...  وكمان في الآخر هي بنت عموا ولا ايه .
اتسعت ابتسامة تمارا ثم قفزت علي وروود تضمها وهي تهتف بحماس .......
: عجبتني الفكره انا هعملها ايوة كدا يا روديي هي دي الأفكار .
قالت حياة بقلق....
  : انا مش مطمنه رضوان لو عرف فعلا هتبقي مشكلة ليكي يا تمارا  .
ابتلعت تمارا ريقها بصعوبة وهي تقول بتوتر....
  : حياة  والنبي انا مش ناقصه رعب وبعدين مفيش حل تاني .
هزت حياة  كتفيها بلا مبالاه وهي تقول باستسلام  :  براحتك .
نظرت  الي ساعة معصمها ثم تابعت بلهجة ناعمة  ......
: انا اتأخرت اوي علي اياد زمتنه رجل من الشغل وهيزعل  .
وافقتها ملاك وهي تقف مودعة تمارا ثم سألت وروود......
: اوك وروود مش اختك مسافره متيجي تباتي عندي .
رفضت وروود وقالت بحماس ....
: لا انا عاندي شوية شغل هخلصو علي اللاب عشان لازم اسلموا بكره .
عبست ملاك ثم قالت باستسلام  : براحتك .
رحلوا جميعا كل الي منزله تاركين تمارا تبتسم بجزل وهي تتخيل نجاح خطتهم الجهنمية.......  .
*****
في منزل اياد وحياه .
دخلت بخفه كفراشة صغيرة متوجهة  الي غرفة نومهم متوقعة وجود اياد فيها فقد مر ساعة علي موعد عودته  لكن صدمها الظلام امامها مما يعني ان لا احد هنا  عبست بشده ومالت شفتاها كالأطفال بحزن انها لا تحب حين يتأخر في عمله فهو مدمن عمل بحق وينسي نفسه في كثير من الأحيان في العمل ......
القت حقيبتها علي المقعد وهي تضيء النور وتلتقط الهاتف لتتصل به لكنها لم تكد تمسك بالهاتف حتي وجدت نفسها ترفع عن الأرض وشهقة خوف لا ارادية تهرب منها  ورائحة زوجها الخشنة المفضلة لها تتسلل الي انفها  .........
ابتسمت وهي تتعلق برقبته عليها البدء بالاعتياد علي مقالبه المتكررة بهذه الطريقة فهو يفاجئها دائما بنفس الحرقة مستمتعا بشهقاتها الخائفة وابتساماتها المدللة حينما تكتشف انه هو...
استرخت بين زراعي زوجها الحبيب الذي سأل بصوت اجش  وهو يشاكسها انفها بأنفه....
: اتأخرتي ليه .
زال عبوسها وظهرت ابتسامتها الواسعة المدللة التي شملت جميع وجهها بينما ترفع  زراعيها تلفه تعقده حول رقبته وهي تقول بحب ونظراتها الناعسة التي تشع عشقا ابديا تنظر الي عينيه مباشرة.....
: معلش بقي يا حبيبي بس كنت مع البنات والوقت اخدنا   .
نظر اليها بخبث ثم قال بعبث....
: يعني اصحابك اهم مني اممممممم لا دا انتي لازم تتعقبي .
ضحكت بدلال  وهي تقول بشقاوة.....
: انا اقدر يا روحي مفيش اغلي منك  .
: لا لا متحوليش تاكلي بعقلي حلاوة بردو زعلان....
اطلقت حياه ضحكه عالية اطاحت بالجزء الباقي من عقله وهي تقول بدلال.....
: خلاص اسفة  يا يويو.....
لكن يويو  لا يقبل الأسف واياد يعشق معاقبتها فعقابها دوامة من العشق الذي يغرق كلاهما في لجته وما احلي الغرق في بحور الهوي .

كل الدروب تؤدي اليكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن