الفصل السادس والثلاثون

498 28 2
                                    

تحركت بخطوات متعكرة داخل المنزل الصغير الأنيق الذي هي سجينة فيه بشكل حرفي...
تنهدت بضيق وهي تتحرك بأرجائه تضع هاتفها علي اذنها تتحدث بغضب مع صديقتها علي الطرف الأخر....
:- لا ادري يا زهرة لقد توقعت كل شيء ممكن من يوسف لقد توقعت الغضب توقعت رفضه استقبالي توقعت اي شيء الا هذه القسوة يوسف لم يكن يوما قاسيا...
تنهدت بعمق وهي ترفع انظارها الي السقف ترفرف بأهدابها لعلها فرق تلك العبرة التي تريد التسلل من عينيها رغما عنها بينما تتابع بثوت خرج متحشرجا...
:- لقد كان يحميني من قسوة العالم منذ عرفته يا زهرة...  لقد هربت من القسوة اليه...
خذلتها عبرتها تسقط علي وجنتها وقدمها تصطدم بطف الطاولة لتتأوه بصوت عالي جعل التي تحدثها علي الطرف الأخر تتسائل بقلق عما حل بها فطمئنتها...
:- لقد اصطدمت بالطاولة...  لا تقلقي...  اشكر لكي سؤالك يا زهرة سأغلق الأن فشادي يتصل...
اغلقت مع صديقتها وتنفست بعمق لتستقبل الاتصال الاخر بعد ان اجلت حلقها حتي لا يشعر انها بخير...
:- ليش اتأخرتي في الرد كارما....
:- كنت بحكي مع زهرة شادي ليش هيك كتير متعجل..
شعرت بنبرة صوته تكتسب رنة قلق بينما يجيبها بضيق..
:- ليش هيك صوتك كارما...  اكنتي تبكي...  شو عمل فيكي هيدا الحيوان...
كتمت تنهيدة عميقة وهي تجبر نفسها علي التحدث بنبرة عادية....
:- ما في شي شادي حاكيتك يوسف هو زوجي...  يوسف ما بيقدر يأذيني ولو بكلمة انا.....  انا قلتلك علي كل الي عملو مشاني وقت ما كنت بالغربة... 
:- انا ما بصدقك كارما وما راح تضحكي علي فهمتي انا ما كان بدي اياكي...
اغمضت عينيها بينما تبعد الهاتف عن اذنها حتي تقلل من صوت صراخه الذي يزيد من الف قلبها وضيقها انها بالكاد تتحمل لهذا ما ان اعادت الهاتف الي اذنها وقد فوتت بقية جملته حتي هتفت بحزم..
:- بعرف انك بتقلق عليا لكن هيدا حق يوسف عليا شادي حقو انو يعرف ليش فليت وتركتو...  هو كتير اتحملني راح اتحملو لأنو بيستحق...  بعرف انو غضبان مني وانو....  وانو يمكن بيكرهني بس انا...  انا الي بحتاج انو يسامحني يا شادي...  اتفهمني بترجاك...
سمعت تنهيده العالية وصوته يتمتم ببعض الكلمات الغاضبة من مثال افعلي ما تريدين ثم اغلق الهاتف لتحتضن الهاتف اليها وهي تلقي بنفسها علي الأريكة تاركة الحرية لدمعة متسللة لتهرب من اسر عينيها وهي تهمس بشجن...
:- كل الي بريده هو انو يسامحني...
اغمضت عينيها تستعيد لحظات حضورها الي هنا...
بعد البث الذي شرحت فيه قصتها تواصل معها بعض اصدقاء الجامعة القدامى والذين لازالوا علي تواصل معه واخبروها انه رحل من تلك البلد من فترة...
وانه هنا في موطنه...
جذبت حقيبتها واتت خلفه وكلها امل ان يسامحها...
كل ما ارادته منه هو هذه المسامحة...
لم تكن تتوقع منه ترحيبا بها...
لم تتوقع اي شيء لقد حضرت نفسها لكل شيء..
لنسيانه لها...
لزواجه من فتاة اخري او حتي وقوعه في الحب مع اخري...
لرفضه استقبالها...
وكانت تحضر نفسها لهذا منذ قررت العودة للاعتذار منه..
لكنها لم تحضر نفسها ابدا لموجة الاشتياق التي ضربتها كصاعقة كهربية..
منذ تلك اللحظة التي فتخ فيها الباب الذي وقف خلفه ووصلها صوته يخبر اخري بحبيبتي وقد توقف قلبها عن النبض ثم ضرب ببطئ مؤلم جدران صدرها وانفاسها تتحشرج داخل صدرها تذبحها مع كل نفس لكن كل هذا شيء ووقوع عينيها علي وجهه شيء اخر...
لقد غمرتها رغبة قوية بالبكاء...
رغبة ملحة في احتضان نفسها اليها تستنشق عطره كأنها عادت اخيرا الي الوطن بعد غربة طويلة مؤلمة...
كأنها عادت الي المنزل بعد رحلة متعبة قاسية تتلمس الدفء بين جدرانه...
لقد عادت تلك المراهقة التي اكتشفت فجأة انها فقدت كل شيء...
الوطن والأهل والأصحاب والمنزل...
وخسرت يوسف...
فذلك الجدار الغير مرئي بينهما كان يسجنها خلفها غير قادرة علي الاقتراب...
غير قادرة علي النطق...
كل ما تفعله هو التحديق في وجهه..
شعره البني وملامحه الشرقية المنحوتة التي لا يكسر حدتها سوي عينيه البنيتين....
كانت تخاف ان ترمش بعينيها حتي لا يختفي...
وجهه كان تعبيرا حي عن الصدمة...
انعقاد حاجبيه وملامحه الشاحبة كأنه قابل شبح من الماضي وذلك الرفض الذي ضربت به عينيه قلبها بسهامه الحادة...
لم يكن وجهه يحمل لمحة واحدة تعطيها امل بأن تنجح فيما حضرت سعيا اليه...
لكنها كانت تتوقع اليس كذلك...
لا...
لم تتوقع ان يصربها الشوق اليه بهذا العنف ولم تتوقع ان يقتلها الرفض منها لهذه الدرجة...
ولم تتوقع ان يغزوها الخوف كتلك اللحظة التي قصف فيها منزلها...
وكم كان خوفها صادقا...
فمن رأته لم يكن يوسف الذي كان ذات يوم من هربت من قسوة الحياة اليه...
من تلقفها داخل احضانه يعزلها عن كل الدمار الذي احاط بها...
الذي غزا مدينتها المدمرة مصمما علي ترميمها وفشل...
فروحها كانت كفحم اسود لا يمكن ان يعود خشبا حي...
لقد نجحت هي في حرق مدنه قبل رحيلها...
فهذا الرجل الذي شع الغضب من نظراته والكره من كل حرف من حروف كلماته لم يكن ابدا يوسف الذي بكته شوقا في كل لحظة ألم عانتها في غيابه...
:- يا مرحبا بالسيدة كارما... 
كانت هذه جملته الوحيدة قبل ان تقتنص يده زراعها يجذبها الي داخل المنزل بعنف وعينيه تنظر اليها كأنها اكثر شيء سيء رآه ابدا...
كأنه لا زال لا يصدق انها هنا...
نفض يده عنها كأنه يشمئز من لمستها وصوته يتخذ نبرة كالفحيح...
:- كارما.... 
تنهد وابتسامة مريرة ترتسم علي وجهه وكأنه يسخر من نفسه او منها...
:- يااااه...  عدا وقت طويل اوي من اخر مرة نطقت فيها حروف اسمك.....
التقت عينيه بعينيها الزيتونية لتجفلها نظرته القاسية وهو يتابع...
:- من لما هربتي...
ابتلعت لعابها بصعوبة تحاول النطق...
تذكر كل تلك الكلمات التي جهزتها له لكن لا شيء...
كل ما خرج منها كانت انفاس متحشرجة كأنها تحتضر...
لكنها اخيرا اخرجت حروف اسمه من بين شفتيها لا برجاء...
لا تعلم حتي كيف تكون حروف اسمه الأربعة رجاء...
استغاثة...
امنية...
حلم طال بها الشوق لتحقيقه...
:- لسه فاكرة يوسف يا كارما...
كادت تفلت ضحكة ساخرة مريرة من بين شفتيها لسؤاله...
تتذكره...
وهل ينسا الإنسان نفسه...
انه لا يعلم ان ذكره هو ما كان يساعدها علي تحمل ما مرت به...
انه هو من زرع بها قوة لتقاوم...
لتثبت لنفسها ان تضحيتها به لابد ان تثمر...
لكنها كانت تتلاشي بدونه....
تتلاشي كذرات الغبار..
:- وانت بتتذكر كارما يا يوسف...
ارتجفت نظراته للحظة لتخذله نظرة...
نظرة واحدة كأنها لمسة ناعمة مرت علي جروحها وندوبها تلطفهم...
نظرة من يوسف القديم...
يوسف الحبيب...
لكنها مجرد نظرة قبل ان تعود نظراته السوداء الغاضبة تحتله وهو يقترب منها قائلا بصوت لم يختلف كثيرا عن نظرته...
:- اكيد فاكر....  فاكر انك المدينة المحترقة التي حرقت محبيها يا كارما...  فاكر الغدر...
كتمت شهقة ألم هددت بفضح اذيتها من جملته...
ابتعد مرة اخري كأنه لم يعد يحتمل القرب منها ثم تابع...
:- رجعتي ايه يا كارما... عشان تقطعي الي فاضل بينا...  ورقة الجواز...
هزت رأسها برفض لكنه لم يلاحظها وهو يهتف بها بغضب وزراعه تمتد بسرعة اليها كأنه سيضربها لتشهق مبتعدة خطوة للخلف وعينيها تتسعان بصدمة...
:- دا بعدك يا كارما...  بعدك انك تخرجي من هنا قبل ما اخد حقي منك.... 
توقفت يده علي مقربة من عنقها ليقبضها كأنه كان يسعي لخنقها لكنها يمنع نفسه بصعوبة..
لكنه لا يحتاج لخنقها فكل كلمة منه كانت قاتلة....
همست بخفوت له...
:- انا بدي ياك تسامحني يوسف بعرف انو....
:- مش هيفرق معايا اي كلمة هتقوليها يا كارما...
اوقفها بعنف وابتسامة ساخرة ترتسم علي شفتيه...
رفعت عينيها اليه برجاء تجاهله بقسوة وهو يتابع نحرها...
:- مفيش اي كلمة او تبرير هيخليني اسامحك يا كارما...
مفيش اي حاجه ممكن تعمليها هتخليني اشفي غليلي منك..... غير اني اقتلك زي مقتلتيني.... هاخد حقي من كل لحظة سوده عشتها بسببك....
اشار الي صدره وهو يتابع بقسوة...
:- ولحد ما النار الي هنا دي تهدي انتي هتدفعي تمن غالي اوي يا كرما...
ارتجف جسدها لنظرته القاسية وشعور قاس بالدوار يكتنفها وهو يبتسم لها بسخرية متحركا الي الباب مرة اخري ليغلقه بالقفل  ....
:- منورة بيت جوزك يا كارما هانم....  منورة بلده كلها... الي اقسملك هتندمي انك عتبتيها....
عادت الي الواقع وصوت صليل مفاتيح يخرجها من شرودها وما ان فتحت عينيها حتي قابلتها نظرة معتمة من صاحب المفاتيح...
من يوسف....
كل ما في الدنيا من حروف لن تكون كافية  ابدا لوصف ما شعر به حينما وقعت عينيه عليها بعد خمسة سنوات من الفراق....
من الغدر ..
كانت الصدمة هي كل ما شمله وقتها...
كأن زلزال ضرب الأرض من تحته فتشوش كل شيء صوت ملاك علي الهاتف اصبح بعيدا كأنه يأتي من كهف سحيق..
وعينيه تقع علي وجهها يحاول التأكد ان التي امامه هي نفسها....
هي تلك المرأة التي احبها حد الجنون في وقت ما مضي...
المرأة التي كرهها كما لم يفعل يوما تجاه اي احد...
المرأة التي كانت تشكله كعجينة لينة بنظرة من عينيها او ابتسامة نادرة منها....
لكنها لم تكن ابدا نفسها...
ولولا قلبه الذي اخبره بأنها هي لما صدق ابدا....
لقد كانت شبح من اخري...
كانت مسخ ضعيف من حبيبته القوية التي بكي يوما علي اطلالها....
واقسم ان يكون معها فإما ان ينتصر وينجح في اعادة بعضا من الحياة الي روحها المحترقة بنيران القهر او يحترق معها...
واحترق بالفعل احترق حتي شعر بما كانت تخبره به بأنه لم يعد يصلح لأي شيء.  .
لقد كانت كما لم يعرفها من قبل.....
شبح نحيل بصورة مرضية كأنها تأكل بالكاد ما يبقيها علي قيد الحياة فاصبح الفستان الأسود البسيط الذي ترتديه كأنه عباءة واسعة عليها ....
ووجهها الأسمر الجميل الذي كان يشع نضارة اصبح باهتا كشفتيها التي يوما ما كانت كبتلات الورود  تجلده كلما تحركت ناطقة  شوقا اليها فاصبحت كورقة بيضاء ..
عينيها التي كانت تشع قوة وعزما وغضبا وقهرا اصبحت ضعيفة بنظرات خاوية...
لقد كانت رؤيتها كطلقة رصاص اصابت صدره...
دمرت كل ما بناه لسنوات...
كل ادعاء بالنسيان...
كل حاجز احاط به مشاعره التي تفجرت بداخله ففجرت معها براكين من القسوة،  الغضب منها ومن نفسه...
كل ما اراده ان يجذبها اليه يضمها بين زراعيه يحمد الله انها عادت...
او يبكي كطفل عادت اليه والدته بعد طول غياب...
لقد تحكم بصعوبة في نفسه حتي لا يفعل...
حتي لا يمرر انامله علي ملامحها...
حتي لا يسألها اي جحيم كانت فيه حتي تعود هكذا..
الا يخبرها كم يموت شوقا اليها...
كان يجاهد نفسه حتي لا يخسر كرامته،  كبريائه،  وماء وجهه امامها وامام نفسه...
فهو لن يسامح نفسه اذا ضعف...
اذا سمح لها بالولوج اليه مرة اخري بان يستسلم لحبها لتدهسه تحت قدميها من جديد...
لقد احتاج قوة عظمي ليتذكر كل تلك الأسباب التي يجب ان يكرهها لأجلها...
كل شعور بالاهانة...
بالجرح...
بالغدر...
بالغضب...
لقد احتاج لفترة صمت يفكر فيها بعد الواجهة التي تحدث فيها بمفرده تقريبا يبثها سموم غضبه منها...
كم كان يتمني لو كان صادقا...
لو كان قادرا علي إيذائها وقتلها كما فعلت معه لكن هل يقتل الميت...
لقد اقتنع اخيرا بما اخبرته به سابقا...
هي ميتة...
حتي لو كان جسدها حي وانفاسها تتردد في صدرها...
ورغم اقتناعه بهذا...
لم يستطع اطلتق سراحها لم يستطع ان يخبرها فقط ان تعود من حيث اتت وتخرج مرة اخري من حياته...
بل سجنها داخل منزله وخرج هو منه يهيم في الشوارع...
كأنه يهرب منها ومن مشاعره التي اعتقدها ماتت..
بل قتلت علي يديها لكنها لم تكن سوي راكدة حتي اتت لتشعل فيها النيران مرة اخري....
لقد مر يوم كامل...
يوم كامل ظل فيه يدور في متاهات التفكير...
ماذا سيفعل معها....
كيف سيتعامل معها...
هل يخرجها من حياته مرة اخري ماذا اذا كان لا يستطيع...
ماذا اذا كان يغلب غضبا وألما منها ولن يشفيه سواها...
ماذا اذا كان كل ما يتمناه هو بثها شوقه...
لكنه كل هذا غير صحيح...
لقد اعاد بناء حياته بعد رحيلها وان يسمح لها بتدميره مرة اخري...
لقد قرر ان يحررها من اسره..
لكن هذه المرة الي الأبد...
سينفصل عنها هذه المرة للأبد فهو لا يريد الاحتراق بنيرانها مرة اخري...
لم يعد يمتلك القدرة او الارادة لكي يقاوم انكسار روحها...
لم يعد حبه كافيا لخما معا كما كان سابقا...
لكن كل تلك القرارت العظيمة تلاشت ما ان وقعت عينيه عليها...
تجلس في منزله علي اريكته التب اختارها بنفسه منذ عدة ايام ترتدي ثوبا منزليا من قطعتين رقيقتين احدهما قميص خفيف بنصف كم بلون اسود نقش عليه حروف انجليزية كأنها تذوب مكونة جملة
(It's no use  complaining)
(لا فائدة من الشكوي) 
ينتهي بسروال ابيض بنفس لون الحروف...
تضع شعرها ككتلة فوضاوية اعلي رأسها المسترخي علي الاريكة مغمضة العينين وجهها لازال شاحبا ونحولها الذي يظهرها اكثر هشاشة وضعفا يقتله...
كيف اصبحت هكذا...
اين تلك التي كانت تنضح مقاومة وقوة وغضب.. 
اين حبيبته التي اختطفت قلبه بنظرة عينيها القوية التي تصرخ بأنها محاربة...
فتحت عينيه لتقابله عينيها المتضرعتين كأنها ترجوه بعض الرحمة...
كأنها تخبره ان مقاومتها تلاشت وقوتها طحنتها الحياة بين فكيها...
كل قرار له بالبعد رحل كما رحلت كل ذرة كره كان يعتقد انه يكنها لها...
بقي فقط الاشتياق...
بقي الألم الذي لم يأخذ غيره منذ عرفها...
وكأنه سادي يهوي تعذيب نفسه بهذا الألم رفض رحيلها سابقا كما يرفض الأن.....
فهذه المرأة التي تحتل بيته كما تحتل قلبه كمرض خبيث لن ترحل عنه ليس وفي صدره نفس يتردد...


تحرك وليد في مقعده بتوتر ثم تنهد بضيق وكل ثانية ينظر الي باب الاستراحة التي تقع علي الطريق الشبه مهجور ينتظر وصولها...
تنهد بانزعاج وشعوره بالغضب منها يتضاعف لقد عاني الأمرين حتي تجيب علي اتصالاته وتوافق علي الحضور...
عليها معرفة الكارثة التي وقعت علي رأسهم...
دقائق وسمع صوت كعبين يدقان الأرض الصلبة ليرفع عينيه باتجاهها وكما العادة كانت في ابهي صورها كأنها قادمة الي حفل راقص...
فاتنه ولكن مبالغ بها اكثر من اللازم...
ابتسامة خبيثة داعبت شفتيها ولم يبادلها اياها هذه المرة فقد كان الضيق والغضب يفقده روح العبث التي يتميز بها....
تسلل صوتها الناعم اليه يحيه بنغمة مثيرة...
:- مساء النور يا دكتور وليد....  اتمني طلبك لمقابلتي النهاردة يكون مع اخبار حلوة...
ابتسم بسخرية ولسانه ينطق بعنف لم تعهده منه...
:- زفت الاخبار زفت.....
نظرت اليه بتساؤل حذر ليجيبها بكل ما قصته نورة عليه لتتسع عينيها مع كل كلمة وقلبها يخفق بعنف داخل صدرها خوفا وغضبا وما ان انتهي حتي قالت ببرود...
:- مش مشكلتي....

كل الدروب تؤدي اليكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن