تسللت بخفة الي المكتب الخاص به تناور بقدميها بحركان دائرية كعصفور صغير سعيد وهي تتخيل رد فعله علي مأساتها الصغيرة مع الطعام الذي لابد ان ملاك قد تخلصت منه الأن فهي مهوسة نظافة..
علي الرغم من فشلها الزريع في صنع الطعام الا انها متحمسة لإخباره والفوز بضحكة مجلجلة منه بعدما راهنها انها لن تنجح وهددته هي بثقة انها ستصبح طاهية عالمية لكنه لا يعلم مواهبها المخبئة...
كان الباب مفتوح بالفعل وهو في الداخل يعطيها ظهره بينما يضع الهاتف علي اذنه يستمع لمحدثه وجانب وجهه الظاهر لها انبئها ان المحادثة لم تعجبه ابدا..
تقدمت بخفة تمتص السجادة الأنيقة الوبرية صوت خطواتها تسعي لمفاجأته واحتضانه كما يفعل معها دائما حينما تحضر له الفطور التفت زراعيها حول خصره بخفة وخدها يستقر علي قماش قميصه القطني الناعم تتنفس رائحته العطرة ادار جانب وجهه لها وتحولت شفتيه المزمومتين الي شبه ابتسامة لأجلها وصوته يخرج راعدا في الشخص الذي علي الطرف الأخر..
:- انا مش عايز كلام ولا يهمني لو اتكلمت من هنا للصبح انا عاوز افعال والمشروع دا لو منتهاش اعتبر نفسك مفصول انت والتيم بتاعك كلو انا معنديش وقت اضيعه انت فاهم.
اسنمع للحظات ثم تنهد بعمق قائلا بحدة..
:- دي اخر فرصة ليك يا عماد انا هفتح الايميل اشوف اخر تطور اتبعت لو ملقتش الي طلبته منك مش هديك اي فرص تانية.
اغلق الخط بعنف ووجهه الغاضب يستدير لها لتهديه ابتسامة واسعة وعينيها البنيتين ترفرفان ببراءة قبل ان تقول بثقة كأنها احدثت انجاز..
:- انا بوظت الاكل...
تابع ملامحها للحظة بصمت قبل ان ينفجر بالضحك تنهدت بعمق وعينيها تطوفان علي ملامحه الضاحكة بهيام كم تسعدها حقيقة انها الوحيدة القادرة علي تحويل تجهمه لضحكات تخطف قلبها وعقلها.
هي من تحول نظرات عينيه الجامدة لأخري مشتعلة كأنه رأي اجمل امرأة في الكون رغم انها ليست كذلك هي تعلم تماما انها ليست باهرة الحسن كملاك مثلا تخطف نظر اي كائن حي علي وجه الأرض بل ملامحها بسيطة طبيعية بوجهها النحيل وعيونها البنية الواسعة انفها الأفطس وذلك النمش الذي يتناثر عبر بشرتها الفاتحة اللون.
هو وحده من يشعرها ان ملامحها جميلة حد اختطاف نظراته فلا يكون قادرا علي ابعادها ولا ابعاد يديه عنها.
هو وحده من يجعلها تحب طبيعتها المتمردة الطفولية التي لاطالما ظل من حولها ينتقدونها.
انها تحب نفسها التي تراها في عينيه.
هدئت ضحكاته بينما يشاكس وجنتيها اللطيفتين قائلا بانتصار..
:- قولتلك مترهنيش يا توتا...
تصنعت التزمر وابعدت عينيها عنه بدلال..
:- بكرة اتعلم وهتندم علي كلامك علي فكرة.
:- هنشوف يا توتا بس افتكري اني قولتلك مترهنيش.
ضربت كفها تبعدها عن وجهها وهي تنظر له بغيظ.
:- عدو للنجاح.
تسللت بعيدا لتعود لصديقتها لكنها تذكرت ما اتت لأجله فضربت رأسها بكفها قبل ان تعود برأسها له.
:- اطلب اكل طيب.
هز رأسه لها بينما يتجه الي حاسوبه ليبدأ العمل لكنها اعادت..
:- رضوان اطلب الاكل الاول انا عارفاك لما بتبدأ شغل بتنسي نفسك وحياة واياد وسيف جايين بعد ساعة.
رفع وجه باسم لها ثم قال متصنعا البراءة.
:- ما انا طالب من بدري يا توتا.
ضربت بقدمها الأرض بغيظ لقد كان واثقا من فشلها وفي الحقيقة هي كذلك انها لم تحب المطبخ يوما ولم تحاول من قبل الدخول اليه سوي لصنع بعض القهوة سريعة التحضير.
عادت ادراجها الي المطبخ وعينيها كما شفتيها يحملان ابتسامة واسعة.
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
أنت تقرأ
كل الدروب تؤدي اليك
Romance"مكتملة" واطاعت امر عينيه تركض اليه تلقي بنفسها بين احضانه.. تحتضنه بكل ما اوتيت من قوة تستنشق رائحته العطرة كأنها تختزنه داخلها وصوته يصلها دافئا حنونا شجي... :- انا المبتلى بالبعد يا غالية... وما تهوي نفسي غير القرب... ولكن الحياة لا تعطي للف...