السّبُل ضَائِقَة ، و الدُروبُ أَدّمَتْ أَقدَامِي مِنْ أَشوَاكِ الطَرِيّقْ ..
وَ المَحَاجِرُ تَفِيّضُ فَيْضًا إِذَا سَالَتْ .دُلونِي علَى سَبيّلي للَخلاص ، الرَّاحَة ، عبقٌ يُهَلِهِلُ أسَارِيرَ فؤادِي المُنفَطِر ..
ليّتنَا لَمْ نتحَامَل فِي دَواخِلنَا ، نَكتُم فَنخسَر، لاَ ندرِي سَبيلاً لِلبُوح ..
نتعلّقَ فَنهوى .. عَلّ يومًا يُصيبنَا فَرحًا مِن حَيثُ لاَ ندرِي .نتَوسّد طَاوِلَة العشَاء ولاَ شيءَ يُسمع سِوى أصواتَ إرتِطَام الملاعِق بالصُحون ، إعتدّت عَلى هذَا النَوع مِن اللامُبالاَة العائلِي بيّننَا .. مِن أُمِي وَالِدي ، وإنتهَاءً بِأُختِي ..
لَطَالمَا تمنيّتُ أن نَحطى بأوقاتٍ مَتروسَة بعَبِق الدِفء العَائِلي .. العَائِلَة التِي تُمّثِلُ رُكنًا أَمِنًا .. أليّس مِنَ المُفتَرَض أن نُكونَ هَكَذَا ؟؟فَقطْ مُحاطُونَ بِأسوارٍ عَلى هَيئَة جِدار أجَوَفْ بِلا مَشَاعِر ، يَحجُب عَنّكَ أنوارُ الحَياة ، المَشاعر ، الحُب ، الإنسانيِة ..
لَطَالَمَا إِبتدأ الأَلمْ مِن العَائِلَة ، أَلَم لاَ نِهَايَةَ لَه .. وَجعٌ قَاسِي ، وَ مَرِيرْ ضَائِقْ ،
هَل قَهرُ الأَبنَاء وآلالامِهم شَيءٌ مُتَرَعْ بِاللّذَة ؟ ..أشتَاقُ إِلى نَظراتٍ عَطَوفَة ولمساتٍ حانِيَة ، أشتَاقْ إِلى حُضنٍ دافِيء يُخَفِفُ مِن لوعَاتِ النَقص الذّي يُلَازِمنِي ، لَكِن هُنَا .. فِي هذَا البيّت .. ومعَ هذِه الأُسرَة ؟ كُلُ هذَا سَيبقَى أُمنياتٍ بعيدَة .. تأخر وقتُهَا .. لَن يأتِي فَجرهَا لِيَشرُقْ يَومًا .
" تَايهيونغ.. أحتَاج إِلى مُعدلٌ عَالِي هَذا العَام .. فأنتَ الأَن فِي المَرحلَة الأُولى مِن الجَامِعَة ، لا أُرِيد أن يَتشّمت النَاس ويَقُولون إِبنَ نائِب رئِيس فَرنسَا حَصلَ على التَرتِيب الثَانِي فَهِمت !؟ "
تَحدّثَ وَالِدي بِصوتِه الجُهور الرَزِيّن ، يَشحَظُ قِطعَة اللحم بِشوكتِه وسِكيّنه مِن صَحنِه بِطَرِيقَة حَذِرَة وسَلِسلَة ،
رَجُل بِتَقاسِيمٍ حَادّة ، وَ جَسدٌ وَ قَامَة عَالِيّة بِأكَتَافٌ عَرِيّضة ، جَسدٌ مُستَقِيم بِبُنيّة قَوّيَة كَالصَخر ، بَشرَة ثُرابيَّة نَظِيّفَة ، مَحاجِرٌ ظَليّمَة وحَاجِبيّن قَاتِميّن مُتعرجَان بِعُقدّة مُحتدّة ، أنفٌ مُستقِيم كَالسَيّف وفَكٌ مَشحُوظ يُبرِز عِظَام أسفَل الحَنَكْ ، وَشارِبٌ فِحمّي اللون يعتَلِي أعلى شَفتِه ،
أنت تقرأ
سُبلٌ ضَائِقَة .
General Fiction- أينَ السَبيّل ؟ سَبيلٌ لِلمُناجَاة من آعطابِ دُنيايا ؟ ومَا نحنُ فِي دُنيانَا ؟ وَمَا السبيّل لِثلاشِي الأوزارَ و إلتئام شُروخِ أكبادنا ؟ لِتحُلّ أنوار كونّنا الشاسِع عَلى دَيُجورَ ليّلِنَا الظَلِيّمْ .. مَا سَبيّلك يا وَليدَ الشَجِنْ ؟ .. *خَا...