سُبلٌ ضَائِقَة 17

93 12 6
                                    




أَمسَح عَلى كَفِيّ المَلفُوف عَليّه شَاش ، .. مِثلَ هذَا الجِرح بِالظَبط ، كُلُ شَيءٍ يَحتَاج إِلى صَبر وَ رَحمَة ،
مَضتْ ثَلاثُ لَيالٍ عَلى تِلك الليلَة التِي تُنَافِس مَا سَابَقها مِن شُؤوم ! أنَا وَ يُونغِي لَم نتحدّث مِن حِينهَا ، كُلٌ مِنّا يَتَجنّب الأَخر بِالإِضَافة إِلى هُوسوك ، الجَو مَشحُون وَبِشدّة ، هذَه الشِقّة تَخنقنِي بِقَهر.
" كَيفَ حَالُ يَدك !؟ لَقد كُنتَ تنزِف كَثِيرًا ذَاك اليَوم لاَ أَصُدق كَيف لَمْ تَنتَبِه إِلى .."

" مَتى سَتعُود وَتذهَب إِلى الجَامِعَة جِيمِين !؟"
قَاطعتُ سِلسِلة ثَرثَرته ، أَشَاح بِوجهِه عَنّي بِإمتِعَاظ ،
" عِندمَا أُحَدِثُك .. لاَ تُدِر بِوجهَك عَنّي وَ أُنظر إِليّ !!"
تَحدّثتْ بِحدّة بينمَا أُمسِك بِذقنِه وَ أَلُف وَجهَه نَاحِيتِي ،
" سَأفعَل ، قَِريبًا .."
أَشَاحَ بِيدِي عن وَجهِه وَ عَاد لِيقِف أمَام الحَوض وَيغسِل الصُحون ،
رَمقتُه بِهُدوء .. أنَا أَفقِد أَعصَابِي بِسببهم جَمِيعًا .. قَد أقتلهم يَومًا بِلا نَدم حتَى !
" أنَا لاَ أَدفَع تَكَالِيفَ الجَامِعَة فَقط لِتُأتِي بِمُؤخرتك هُنَا وَتجلِس أمَامَ وَجهِي جِيمِين هَكذَا بِلا شَيء !! "

" حَسنًا فَهِمت .. عِندمَا أَشعُر بِتحسّن سَأعود !"

" ومَا الذّي أَصَابك لِتَشعُر بِتَحسن !؟ مَرِيض ؟ مُتعَب ؟ فَاقِدًا أحد أعضائك !؟ نَحرثُ عَليّك ؟؟"
تَحدّثتُ بِحدّة بينمَا رَأيتُ إِنقبَاضة فَكّه وَ رَمِيّه للكُوب الذّي يَغسِله بُقُوة فِي الحَوض ..
" إِن كُنتَ تَفعَل ذَلِك لِأجلِ ذَاكَ الفَتى !؟ فَدعنّي أَزف إِليّك هَذا الخَبر السَار .. ذَاك الفَتى .. يَملِك مَا يَكفِيه لِيعِيش دُونَ أنْ يَحتَاج !! يَستَطِيع أن يَتنصّب كَرَئِيس دَولَةٍ مَا فَقط وهو يُحارِب النَوم بينَ أَغطِية فِراشه !! أمَا أنتْ .. فَلا وِجهَة أمَامك إِلا أن تَتعَب وَتَشقَى أو تَمُوت !! أن تُحَارِب حَتى النِهَاية ، أنَا لَن أَكُون إِلى جَانبكُم دَائِمًا لِأنّي سَئِمت وَ تَعِبت ! أملِك الكَثِير لِأفعَله وَأنشَغِل بِه فِي حَيَاتِي غيرَ وُجوهِكم وَ مَصائِبكم التِي تُمطُرون بِهَا فَوق رَأسِي ! "
لاَ أَدرِي حَتى كَيّف تَفوهتُ بِكلِ هَذَا !؟ رُبمَا لِأنّي بِالفِعل سَئِمت وَأنَا أَركُض طَوِيلاً فِي هَذَا الطَرِيق الدَائِري المَليء بِالمَشَاكِل !
هُنَاك مَن بَات قَاتِل مُتَسَلسِل وَ هُنَاك مَن لاَيُبالِي بِدراسته ! و هُنَاك المَرِيض المُتعَب الذّي يتجَاهَل عِلاجه !! وَ هُنَاك أنَا !! أنَا الذّي لاَ أعرِف دَائِي لِأجد لَه عِلاجًا !

سُبلٌ ضَائِقَة .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن