أَخبِروهمْ أنّ الفِقدَان مُتعِبْ ، وَأنّه وَجع غَيرْ قَابِل للنِسيَانْ ..هَا نَحنُ ذَا نَعيِش عَلى هذِه الشَاكِلِيّة مُنذُ أُسبُوع ! كُلٌ مِنّا مُحتَمِي بِفراشِه يُخفِي أحزَانَه أسفَل الغِطَاء ، لاَ نَعمَل .. لاَ نَأكُل ..
بُهِتَتْ قُلُوبِنَا وَ إِنطفَأت أنوَارُهَا .. تِلكَ الضِيّقة التِي تَخنُق الصَدر وَ التَنهِيدَة التِي تَخلَع الرُوح .. هذَا فَقَطْ مَا يُسمَع مِن أفوَاهِنَا ،
رَتبتُ صَحنَ الطعَام كَيّ أُعِطيهِ إِلى يُونغِي الذّي يُعَاقِب نَفسَه بِالحِرمَان حَتى مِن نُورِ الغُرفَة .. إِلتَفت لِأرَى جِين الجَالِس عَلى كُرسِي الطَاوِلة يَتأمَل طَبقَه وَيدَاه بينَ رَأسِه ..
" أَلازَال ظَهرُك يُؤلِمك يَا جِين !؟"
مَشِيتُ نَاحِيته لِأمسَح عَلى ظَهرِه الذّي بَاتَ يُؤلِمه مُنذ وَفَاة جِيمِينْ .. أهذَا هُو ثِقل الفُرَاقْ ؟ أم هُو الوِحدَة ؟ أم ثِقل الأَحَاسِيس ..؟
" أنَا بِخَير .. "
أبعَد رَأسه مِن بينِ رَاحتَيّه وَرَمقنِي بِإبتِسَامة بَاهِته ..
" هَوّن عَليّكَ يَا جِينْ وَلا تُحمّل نَفسك فَوقَ تَعَبِك .."
أَعرَبتُ بِهُدوء أُشَارِكهُ ذَاتَ الذُبول فِي المَبسَمْ ، جَمِيعنَا مُحَطَمِيّن ، أوزَان الدُنيَا حَطَتْ فَوقَ أكتَافِنَا ..لاَ أعلَم كَيّف وَ لِمَاذَا حَدَث ذَلِك لَكِن .. هذَا صَعب جِدًا .. لِمَا عَليّنَا أن نتَعَايَش مَع أوضَاع تُضَاهِينَا حجمًا وَ تَفُوقُنَا قُوة !؟
سِرتُ بِالصَحن إِلى غُرفَة يُونغِي ، طَرقتُ البَاب بِهُدوء وَدَلفَت إِلى الدَاخِل .. وَكمَا هُو حَالهَا .. مُظلِمَة حَالِكة .. فَتحتُ الأنوَار وَ أَوَل مَا سَقطت عَليّه مُقلاَتَاي سَرِير جِيمِينْ .. شَعرت بِبرودَة فِي أطرَافِي ! ضَغت عَلى فَكِيّ وَ أغمَضت عَينَاي مُتجَنِبًا النَظَر إِلى مَكانِه ..
مُنذ الحَادِثَة وَأنَا لاَ أَستَطِيع النَوم فِي غُرفتِي ! هُنَاك أيضًا كَانَ يَنَامْ !! أهرُب مِن خيَالِه الذّي يُلاحِقنِي إِلى الصَالَة .. لِتَلحَقنِي ذِكرى سَودَاء أُخرَى كَان فِيهَا مَيّتًا عَلى تِلكَ الأرِيكة التِي لَم يَجلِس عَليهَا أحد مُنذُ الحَادِثَة !
أَمَا مِنْ مَفَرّ لِشِفَاء الأوهَام وَ الأَفكَار ؟ أَمَا مِن مَفرٍ مِنّكَ يَا سِيبَاستيَان ؟
مَشِيتُ بِهُدوء نَاحِية يُونغِي الذّي يُوالِينِي بِظهرِه ، سَرِيره كَان فِي الزَاوِية عَلى اليَسَار بِجَانب البَاب بِشكلٍ طُولِي يُقابِلهَا بِالظَبط سَرِير جِيمِين المَوضوع بِشكل أُفُقِي ..
أنت تقرأ
سُبلٌ ضَائِقَة .
General Fiction- أينَ السَبيّل ؟ سَبيلٌ لِلمُناجَاة من آعطابِ دُنيايا ؟ ومَا نحنُ فِي دُنيانَا ؟ وَمَا السبيّل لِثلاشِي الأوزارَ و إلتئام شُروخِ أكبادنا ؟ لِتحُلّ أنوار كونّنا الشاسِع عَلى دَيُجورَ ليّلِنَا الظَلِيّمْ .. مَا سَبيّلك يا وَليدَ الشَجِنْ ؟ .. *خَا...